المشهد اليمني الأول/
تناول الضابط الأمريكي المتقاعد داني جورسين-والذي شارك في المعارك في كل من أفغانستان والعراق- السياسة الأمريكية المتبعة في الشرق الأوسط منذ فترة ما بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.
وفي مقالة نشرها موقع “تروث ديغ”، تطرق الكاتب إلى الملف الليبي، قائلًا إن السياسة الأميركية حيال هذا البلد أدت إلى الحرب الأهلية والتقسيم، وكذلك إلى زعزعة الاستقرار في غرب إفريقيا بسبب تدفق السلاح والمقاتلين عبر الحدود الجنوبية.
كما أضاف جورسين أن ذلك أدى إلى نشوء جماعات متطرفة في القارة الإفريقية، وبالتالي أدى إلى إرسال قوات أميركية إلى هناك وتحديدا إلى دول مثل النيجر وليبيا والكاميرون ومالي وتشاد ونيجيريا.
وتابع جورسين إن التدخل الأميركي في سوريا أدى إلى تقسيم البلد، وأضاف أن الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تسبب بتقسيمه على خطوط مذهبية وعرقية، وتحدث في هذا السياق عن منطقة حكم ذاتي كردية في الشمال ومنطقة “شيعية” في الشرق والجنوب ومنطقة “سنية” في الغرب، وقال إن المناطق الغربية في العراق شهدت نشوء جماعات مثل تنظيم “القاعدة” و”داعش”.
أمّا في أفغانستان، فقال الكاتب إن التدخل والاجتياح الاميركي جعل هذا البلد مقسّمٌ بين مناطق جنوبية وشرقية تسيطر عليها طالبان، ومناطق شمالية وغربية للأقليات من الطاجيكيين والأوزباكيين والهزارة.
عقب ذلك، أشار الكاتب إلى أن شخصيات سياسية أميركية وكذلك خبراء أميركيين يتحدثون عن ضرورة بقاء الجيش الأميركي في المنطقة من أجل لعب دور الشرطي في المناطق التي هي خارج حكم الدولة، غير أنه اعتبر أن التدخل والوجود العسكري الأميركي هو الذي يسبب بتفكيك الدول وتقوية الانفصاليين والمتطرفين.
وتابع الكاتب قائلًا إن المنطقة الممتدة من نيجيريا إلى أفغانستان كانت تتألف من 22 دولة قبل الحرب الأميركية المزعومة “على الإرهاب”، بينما أصبحت الآن تتكون من حوالي 37 كيان مستقل، لافتا إلى غيابٍ شبه كامل لسلطة الدولة في بعض هذه الكيانات.
بناء عليه، أشار الكاتب إلى أنه من المفترض أن تتوقف واشنطن عن اتّباع هذ النهج كونه لعب دورا أساسيا في تقسيم المنطقة، لكنه لفت إلى أن السياسيين والخبراء الأميركيين يستمرون بالحديث عن ضرورة مواصلة الحرب، وخلص إلى أن واشنطن ربما تتبع هذه السياسة عمدا.