المشهد اليمني الأول/
قال رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن فرانز راوخنشتاين إن البعثة قدرت مقتل أكثر من مئة شخص في الغارة التي شنها التحالف السعودي الإماراتي على سجن في محافظة ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وكان رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام قد صرح -في تغريدة على تويتر- أن التحالف العربي يدشن العام الهجري الجديد بمجزرة مروعة، مستهدفاً أحد السجون التابعة للأسرى في ذمار.
وكانت وزارة الصحة اليمنية قد أوضحت إرتفاع أعداد الضحايا إلى 156 قتيلاً و50 جريحاً بعد 4 أيام من عمليات انتشال ضحايا الغارات على سجن ذمار.
وتفيد التقارير بأن المعلومات الخاصة بسجن الأسرى وصلت إلى قوات التحالف وكانوا على علم بمكان الأسرى، مع هذا قد نفت القوات السعودية علمها بهذا الأمر وأكدت على أنها استهدفت مخبئ للأسلحة.
ويأتي هذا الهجوم في ذلك الإطار إذ هذه المرة لم ترحم قواها وعملاءها من وقعوا في أيادي الجيش واللجان الشعبية، يبدو أن القرار قد صدر من الرياض ومن غرفة العلميات التي تضم مستشارين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وبهذا تسدّ الطريق على عودتهم إلى أهاليهم وتبعد نفسها عن الوقوع في دائرة مشاكل تنجم عن عودتهم إلى أهاليهم، وإلى المجتمع.
كما تبين هذه الجريمة البشعة مدى التخبط التي تعيشه الرياض، إضافة إلى التصعيد في العلاقات السعودية –الإماراتية والخلافات بين البلدين، التي تنذر بأزمة كبيرة في مراكز القرار وخاصة غرفة العلميات السعودية، فبالرغم من القرار الإماراتي بالانسحاب من اليمن والابتعاد عن السعودية، إلا أنها قد دخلت الساحة وشنت هجوماً واسع النطاق على مناطق خاضعة للائتلاف وقد قضت على علماءها التابعين لمنصور هادي، لكن ما يميز الإماراتيين عن السعودية، هو أن الإمارات لم تنفي شنها الهجمات وتصرح علناً على أنها شنت تلك الهجمات.
يبدو أن الهجمات التي تشنها القوات اليمنية المسلحة على السعودية التي تتمتع بالدقة البالغة، قد أربكت حسابات السعوديين، إذ يشن الجيش اليمني الهجمات على المنشآت النفطية والمطارات والمراكز العسكرية في السعودية، وإنه قد طوّر قدراته العسكرية، وقد برهن على أن إعلانه على أنه قد حدد ثلاثة آلاف نقطة للاستهداف في السعودية لم يعدّ من قبيل المبالغة.
أخيرا يبدو بعد إخفاق السعودية في نوال مراميها في القضايا على حركة المقاومة في حرب كانت تتصور بأنها تنتهي عدة أشهر لكنه استمر لسنوات عدة، جعل التحالف يبدأ بالقضاء على العملاء في الحرب اليمنية، حتى ينهي هذه الكارثة كما حددتها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا. لأنهم لا يريدون عودة الإرهابيين الذين انضموا إلى التحالف السعودية بعدما غادروا الغرب، إلى بيوتهم. ليشاركوا في حرب وصفها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الصراع في اليمن بالحرب “القذرة”.