المشهد اليمني الأول/
مر اليوم الخامس على الهدنة في الشمال السوري من دون حدوث خروقات تذكر، فيما ذكرت مصادر أن قرار الجيش السوري بفتح الطريق الدولي (حلب – حماة) و(حلب اللاذقية) سلما أو حربا هو أمر محسوم، بينما أعلنت”جبهة النصرة” أنها لن تحل نفسها وأنها ستقاتل الجيش السوري.
وأكدت مصادر ميدانية جنوب إدلب أن وقف إطلاق النار ما زال ساري المفعول لليوم الخامس على التوالي من دون خروقات ذات أهمية، في ظل توقف الطلعات الجوية للطيران الحربي السوري والروسي نهائياً، مع التأكيد أن فتح الطريق السريع الذي يربط حماة بحلب، وفق ما نص عليه اتفاق “سوتشي” بين الرئيسين الروسي والتركي، “أمر محسوم” لا رجعة عنه.
وأكد الخبراء أن وقف إطلاق النار، وهبته موسكو لأنقرة بناء على إلحاح واستجداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بغية إفساح المجال لتنفيذ تعهداته بإجلاء الإرهابيين من الطريق الدولي الواصل من حماة إلى حلب، ومن المدن والبلدات الواقعة عليه والمجاورة له، ولذلك، لا مجال للف والدوران والممطالة على غرار ما حدث خلال الأشهر التسعة المنصرمة.
وبيّن الخبراء أنه وفي حال عجز أو رفض أردوغان سحب إرهابييه، وفي مقدمتهم «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها، فإن الجيش السوري، ومع انقضاء المهلة المحددة لذلك، سيتابع عمليته العسكرية لوضع الطريق في الخدمة بقوة النار قبل التفرغ، أو بالتوازي، لفتح طريق حلب اللاذقية، بموجب «سوتشي».
وأكد الخبراء أن بوسع الجيش السوري، الذي استقدم تعزيزات كبيرة إلى خطوط تماس غرب حلب وريفها الجنوبي، فتح جبهات جديدة وهو قادر على تحقيق إنجازات ميدانية كبيرة فيها ابتداء من ريف حلب الشمالي، مروراً بجمعية الزهراء وتلة شويحنة ومنطقة البحوث العلمية وبلدة المنصورة غرب المدينة، وصولاً إلى منطقة الراشدين وبلدتي خان العسل والعيس في جنوبها الغربي.
وأشاروا إلى أن بإمكان الجيش السوري وضع الإرهابيين بين فكي كماشة، بالتقدم من ريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي إلى ريفي إدلب الشرقي والشمالي الشرقي، بالتزامن مع زحف وحداته من الريف الأخير ومن بلدة التمانعة باتجاه مدينة معرة النعمان، أولى محطاته على الطريق الدولي.
وبإرغام الإرهابيين على الانسحاب من خطوط تماس جبهات حلب، الواقعة على أوتسترادها الدولي الذاهب إلى حماة، أو دحر الجيش السوري لهم من جبهاتها، يمكن تأمين المدينة من خطر القذائف والصواريخ التي يطلقها الإرهابيون على الأحياء السكنية الآمنة، إضافة إلى فتح مطارها الدولي الذي طال انتظاره، وإطلاق عجلة المدن الصناعية بشكل حقيقي وفعال، بحسب قول الخبراء.
وفيما نفى شرعيون في «النصرة» نيتها حل نفسها، ذكرت مصادر إعلامية نقلاً عن المعارضة المسلحة أن تركيا اشترطت على ضامني «أستانا» روسيا وإيران، مقابل حل «النصرة» نفسها، انسحاب الجيش السوري من المناطق التي حررها منذ انطلاق عمليته العسكرية، ووقف أي اقتحام لاحق لأي منطقة منذ لحظة إعلان حل الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وإبقاء جميع المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون مع الطرق الدولية تحت رعاية وإشراف الجيش التركي!