المشهد اليمني الأول/
لم يعد لدى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو شماعة يعلق عليها أخطاء سياسته، وبات مصير الرجل مجهولاً. بعد كشف المقاومة الإسلامية مشاهد عملية “صلحا” أو ما يعرف بمستوطنة “أفيفيم”، وإظهار الآلية العسكرية الصهيونية لحظة استهدافها بصاروخي “كورنيت” بما يؤكد تدميرها ويكذّب رواية نتنياهو، ما عاد الأخير يملك حججًا ولا أكاذيب يقدمها إلى مستوطنيه لكسب تأييدهم. بل يرى خبراء ومحللون، أن نتنياهو في مأزق حقيقي، بعد العملية الأخيرة للمقاومة الإسلامية، التي دمّرت صورة جيشه في الجبهة الداخلية، وأظهرت مستوى التضعضع والضعف الذي يعيشه الكيان.
المتخصص في الشؤون الإسرائيلية حسن حجازي، يوضح في حديث لـ”العهد” أن خيارات الكيان الصهيوني بعد الضربة باتت محدودة جداً وضيقة، فهو من جهة يترقب ردًا آخر من المقاومة، ومن جهة أخرى يترقب أجواء الانتخابات القادمة في 17 أيلول الجاري”.
خصوم نتنياهو يعتبرون أن ما يقوم به هو مغامرة خطيرة جدًا
حجازي يلفت إلى أن “استطلاعات الرأي الأخيرة حول الانتخابات سجلت تراجعًا كبيرًا في حظوظ وشعبية نتنياهو من 43% إلى 39%، ما يعني أنه لم يحقق أي إنجاز في استهداف مواقع المقاومة في سوريا والعراق، وكذلك في إرسال المسيرات إلى الضاحية بل “انقلبت الاية””.
وفيما يؤكد نتنياهو استمراره في العمل على كل ما هو ضروري لإبقاء “الكيان الإسرائيلي” آمنًا في البحر والبر والجو، ينتقد عضو الكنيست الصهيوني عودد فورر المنتمي إلى حزب “إسرائيل بيتنا”، في مقابلة مع “يديعوت احرنوت” مسألة “التحصين” في شمال الأراضي المحتلة، معتبراً أن مسألة التحصين في الشمال أُهملت منذ اليوم الذي استقال فيه أفيغدور ليبرمان من وزارة الحرب، محمّلًا نتنياهو كامل المسؤولية تجاه هذا الإهمال.
في هذا الإطار، يكشف حجازي أن “خصوم نتنياهو يعتبرون أن ما يقوم به هو مغامرة خطيرة جدًا، تترافق مع سياسة تعتيم تامة شملت في الآونة الأخيرة ضربات باتجاه العراق وسوريا وآخرها لبنان، موجهين أصابع الاتهام إليه بتعريض مستقبل الكيان “الإسرائيلي” إلى الخطر لتحقيق مكتسبات سياسية في الانتخابات المقبلة”.
وفي السياق، يشير حجازي الى اقتناع “إسرائيل” بعدم تكرار أي أعمال عدوانية قبل الانتخابات، والحذر في المرحلة المقبلة.
وفي ما يتعلق بالتعليقات داخل فلسطين المحتلة حول العملية الأخيرة، يرى حجازي في حديثه لـ”العهد” أن الاحتلال يتعامل على أكثر من مستوى لتقليل خسائر عملية “أفيفيم”، بينما ثبتت المقاومة معادلات جديدة، و”اسرائيل” قامت باستيعاب تلك المعادلات، وأدركت أن هناك عنصراً جديداً في المعادلة، هو أن الرد لن يقتصر فقط على الشريط الحدودي بل سيتخطاه نحو العمق، وهذا ما أكده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس، كما أدركت أنها لن تستطيع بعد اليوم فرض أي معادلة جديدة.
بموازاة أزمة نتنياهو المرتبطة بمعادلات الردع مع لبنان، فإن الرجل يعيش أزمة داخلية كبرى قد تؤثر كذلك على مستقبله الانتخابي، حيث طالب مسؤولون صهاينة بفتح تحقيق ضده، في أعقاب كشف “القناة 13″ التلفزيونية الإسرائيلية، عن نصوص تسجيلات صوتية، يُسمع فيها نتنياهو، خلال مداولات مغلقة، كمن يسعى لتحقيق ما يصبّ في مصلحة القناة 20 التلفزيونية اليمينية، ويطالب بإلغاء ما يسمى بـ”مجلس البث بالكوابل والأقمار الاصطناعية” الذي ينظم البث التلفزيوني في كيان الاحتلال.
وقد أجرى معهد “مدغام” لـ”واللا نيوز” استطلاعًا إسرائيليًا للرأي بشأن انتخابات الكنيست المقبلة، كشف عن تراجع معسكر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمقعد واحد رغم انسحاب حزب “زيهوت”، وكذلك تراجع في مدى ملاءمة نتنياهو لرئاسة الحكومة مقارنة بالاستطلاع السابق.
ـــــــــــــــــــــ
عباس عيساوي