المشهد اليمني الأول/
توصيف وَرَد في تعليق إعلامي إسرائيلي عن سماحة السيد حسن نصرالله، وسط أجواء ترقُّب وذُعر في الشارع “المدني” لكيان العدو، واستنفار عسكري غير مرئي على الحدود مع لبنان، وانتفاء ظهور أي عنصر بشري إسرائيلي في الجهة المُحاذية، لدرجة أن إسرائيل إستعاضت عن جنودها بدمىً باتت مادة تندُّر وسخرية على وسائل التواصل الإجتماعي.
لإعلام العدو توصيفاته وسط إرباكات كيانه، ولنا توصيف كاريزما قائد يُؤمن به شعبه ويُصدِّقه الكيان الإسرائيلي ويثِق بواقعية خطابه، خاصة أن هذا الكيان المُكوَّن من خليط يهودي مُستورَد بإتنيات مختلفة، لا إنتماء قومي لديه، ولا يجِد مصداقية في قادته سواء كانوا سياسيين أو عسكريين، وأسطورة الجيش الذي لا يُقهَر انتهت في لبنان عام 2000، واستباحة السيادة اللبنانية براً وبحراً وجوَّاً باتت من المحظورات.
أيام الهلع التي يعيشها الإسرائيليون بانتظار ردِّ المقاومة، تكشف كل يوم وَهَن “البيت العنكبوتي”، وهُم لا في الداخل مرتاحون بسبب الإنتخابات والكرسي المُهتزّ لنتانياهو، ولا في الخارج خاصة على الجبهتين السورية واللبنانية، وإسرائيل ليست في موقع يؤهِّلها تغيير معادلات إقليمية كبيرة سواء في الحروب أو التسويات، لأنها سوف تكون أكبر دافعي الأثمان بسبب هشاشة مجتمعها الذي ما اعتاد الحروب التي تدقّ أبوابها الداخلية وتدكُّ ترساناتها الحيوية.
وأمام الإجماع الوطني اللبناني على رفض الإنتهاكات الإسرائيلية العدوانية، وتصدِّي الجيش اللبناني بالنيران للمُسيِّرات الإسرائيلية، تتكامل أكثر من أي وقتٍ مضى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، والصحوة الجماهيرية اللبنانية هذه ليست متوفِّرة لدى مستوطنين إسرائيليين، أغرتهُم سلطات الإحتلال بتأمين مستوطنات سكن ولم تؤمِّن لهم أمن العيش فيها.
ليست مخاطبة الجماهير الصديقة والعدوَّة بحاجة الى سيكولوجيا، بل صدق الخطاب وتطبيق مفاعيله على أرض الواقع وفي وجدان المؤمنين بقضية، والصفحات العربية الذليلة في تاريخ الصراع مع الإحتلال الصهيوني قد طُوِيَت من لبنان منذ العام 2000، وما على المستوطنين اليهود سوى قراءة الواقع الذي ينتظرهم كما هو، وأن يبنوا حساباتهم على وجود توازن رُعب رادع لكيانهم الغاصِب طالما هناك احتلال.