المشهد اليمني الأول/ الأخبار – أحمد الحسني
قلب القصف الجوي الإماراتي للقوات الموالية لعبد ربه منصور هادي الخريطة العسكرية إلى حدّ استطاعت فيه قوات «المجلس الانتقالي» كسر الحصار حول عدن. الخسارة الكبيرة في صفوف هادي ترافقت مع صمت سعودي، رغم تصعيد الرئيس المنتهية ولايته ضد أبو ظبي
يبدو أن التصعيد المتبادل بين حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، والإمارات والقوات التابعة لها، وصل إلى أعلى درجات المواجهة بعد الغارات الجوية التي نفذتها الأخيرة ضد قوات الأول، فقد أسدلت الغارات الستار على مرحلة المواجهة الدبلوماسية والسياسية، وفتحت الباب مشرعاً نحو مواجهة عسكرية معلنة قد تخوضها أبو ظبي ضد الفار هادي وحزب الإصلاح.
وتمركزت قوات هادي شرق عدن، وأعطت مهلة للمجلس لسحب مقاتليه من المؤسسات الحكومية والمعسكرات. بعد انتهاء المهلة، استهدف الطيران الإماراتي قوات هادي بعشر غارات أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 300 عسكري بعضهم من عناصر اللواء 115 الذي يقوده سيف القفيش، فيما أكدت المصادر أن «قيادات أمنية وعسكرية كانت من بين القتلى والجرحى».
التدخل العسكري الإماراتي المباشر مثّل تغييراً في الخريطة العسكرية لمصلحة قوات «الانتقالي» التي تقدمت سريعاً باتجاه زنجبار، عاصمة محافظة أبين، كما أسقطت جعار، المدينة الثانية كبراً في المحافظة، وكذلك من جهة الغرب والشمال لعدن حيث تُحكم قوات المجلس سيطرتها على لحج، وبهذا تكون قد رفعت الحصار عن عدن من كل الجهات. وفي موازاة ذلك، تراجعت قوات هادي إلى مدينة شقرة ومنطقة العرقوب، في محاولة لامتصاص الصدمة التي منيت بها إثر القصف الإماراتي.
طالب هادي الرياض بالتدخل فيما وصفت حكومته أبو ظبي بـ«الاحتلال»
جراء ذلك، أعلن الفار هادي تعهده «استعادة عدن، متهماً في بيان «الميليشيات المتمردة بالتمادي في مهاجمة مؤسسات الدولة». وتابع البيان: «لا يمكن أن تكون حاجتنا إلى أشقائنا العرب ضد إيران مدخلاً لتقسيم بلدنا. مطالباً السعودية “التدخل لإيقاف القصف الجوي ضد قواتنا المسلحة».
المواجهات الدامية في مدن الجنوب أخذت منحى دموياً فيه حيز من المناطقية، إذ وجهت قوات «الحزام الأمني»، الموالية للإمارات، في بيان، أمراً بدهم منازل القيادات العسكرية التي تنتمي إلى أبين، مسقط رأس هادي، ورأت أن وجودهم في عدن «خلايا نائمة»، كما هاجمت منزل قائد «القوات الخاصة»، اللواء ناصر سريع العنبوري، في المدينة نفسها، إضافة إلى دهم القياديين، الخضر العبد، وسليمان الزامكي.
في غضون ذلك، حمّلت وزارة الخارجية، التابعة لحكومة هادي، الإمارات «مسؤولية الاستهداف السافر الخارج عن القانون والأعراف الدولية»، داعية إياها إلى «وقف الدعم العسكري للميليشيات»، وطالب من السعودية «التدخل لوقف التصعيد الإماراتي غير المبرر».
في رأي مراقبين، جاء الاستهداف الإماراتي بسبب عدم التزام قوات هادي البيان المشترك الصادر عن الرياض وأبو ظبي قبل يومين، وهو قد دعا إلى وقف النار وعدم التحرك عسكرياً باتجاه أبين وعدن، تمهيداً لجمع الطرفين في «مؤتمر جدة» من أجل عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أحداث «7 أغسطس»، لكن إصرار قوات هادي على إسقاط «الانتقالي» عسكرياً في عدن جعل أبو ظبي تتدخل خوفاً من خسارة وكلائها في الجنوب.
إلى ذلك، قالت الخارجية الإماراتية، إنها تؤكد حقها في «الرد على التهديدات للتحالف العربي، وفقاً لقواعد الاشتباك»، مضيفة: «وتيرة الهجمات ضد التحالف والمدنيين استدعت غارات محددة… عملية الاستهداف تمت بناء على معلومات ميدانية مؤكدة بأن المليشيات تستهدف عناصر التحالف».