المشهد اليمني الأول/ الثورة – ترجمة: أحمد الأسد
القوة الصاعدة من اليمن جاءت نتيجة طبيعية لعملية استمرار المواجهات بين المُقاتلين اليمنيين والتحالف السعودي
كشفت وكـالة الصحافة اللاتينية الكوبية (PL) في تحليل نشرته مؤخراً عن الصمود الأسطوري الذي سجله الشعب اليمني خـلال الخمس السنوات الماضية من الحرب في مواجهة التحالف السعودي. وصولاً إلى تغير مُعادلة التوازن الاستراتيجي للقوة بمنطقة الشرق الأوسط والتي كانت حتى وقت قريب تُهيمن عليه الدول العُظمى الغربية وتحولت اليمن إلى لاعب مُهم وفعال بالمنطقة, وذلــك وفقاً لتحليلات الخبراء العسكريين الإقليميين والدوليين.
وإشارة الوكالة إلى أن هذه القوة الصاعدة من اليمن جاءت نتيجة طبيعية لعملية استمرار المواجهات بين المُقاتلين اليمنيين التحالف السعودي على الرغم من عدم التكافؤ بين طرفي الصراع إلا أن الخِبرات القتالية والعزيمة في تطوير الأسلحة اليمنية خـلال سنوات الحرب استطاعت تغيير موازين القوة على ارض المعركة ناهيك عن محدودية الإمكانيات المتوفرة لــدى الجيش واللجان الشعبية مُقارنةً بما يمتلكه الخصم من إمكانيات هائلة مُمثلةً بأحدث الطائرات الحربية والبوارج التي تتحكم بالأجواء والسواحل اليمنية.
ومع ذلــك استطاع اليمنيون خلق قواعــد جديدة على الواقع خصوصاً وأن المواجهات العسكرية مُعظمها على الأراضي اليمنية في المُحافظات الوسطية. والشمالية الشرقية وكذا داخل الأراضي السعودية الحدودية والجنوب الشرقي السعودي, الأمر الذي اجبر الرياض على نشر قواتها على الحدود مع اليمن ومُعظم هذه القوات هي من المرتزقة الأجانب, كما أن النظام السعودي حاول خداع العالم بان الحرب في اليمن هي أهلية بين اليمنيين أنفسهم وان تدخلها لا يستغرق أسابيع فقط مراهنة بذلــك على قيام انتفاضة داخلية إلا أن تلــك المُخططات فشلت فشلاً ذريعاً بسبب تكاتـف الشعب اليمني وفضح نوايهــا العدوانية.
وبهذه الطريقة أثبتت تورطها من خـلال القصف لطيرانها للمنشآت المدنية والخدمية والأحياء السكنية الآهلة بالسُكان المدنيين العُزل ولم تُفرّق بين الأهداف العسكرية والمدنية طوال سنوات الحرب, وقد تجرعت انكاساتها التدميرية على كافــة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية, بسبب إطالة أمد الحرب مما اكسب الطرف اليمني مُمثلاً بالجيش واللجان الشعبية من تطوير أسلحته ليصل مداها إلى العُمق السعودي حتى أصبحت مطاراتها وقواعده العسكرية ومنشآته النفطية ومراكز التحكم بمتناول القوه الصاروخية اليمنية والطائرات المسيرة.
حيث انتهى بها المطاف الدخول في مأزق يصعب الخروج منه وهي نتيجة طبيعية لسياستها العدوانية، وتكبدت خسائر مالية وبشرية ومادية وخسرت مكانتها الإقليمية والدولية وتحولت من الهجوم إلى الدفاع أمام القوة الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية وزادة حاجتها للغرب وفي مُقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لطلب الدعم منها للحصول على أسلحه دفاعية للدفاع عن نفسها من ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة القادمة من اليمن التي تتسم بدقتها في تدمير الأهداف على الأرض متجاوزه بذلــك الدفاعات الجوية الاعتراضية وصولاً إلى أهدافها.
وطبعاً هذا التطور التكنلوجي للصواريخ الباليستية وسـلاح الجو المُسيّر اليمني الذي غيّر موازين القوى في المنطقة العربية رغم الحرب العدوانية لدول التحالف السعودي والدعم الأمريكي, بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي المفروض على اليمن إلا أن إرادة الشعب اليمني في الدفاع عن بلاده هي التي حققت هذا الانجاز ووضعت اليمن بمصاف القوى الإقليمية.
كما أكدت الوكالة الكوبية (PL) أنه وفقاً للكثير من المُحللين السياسيين والعسكريين بان تحالف العدوان السعودي أصبح في جمود وورطة تامة ولم يعُد قادراً على مواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي غيّرت موازين القوة بالمعركة. وبالتــالي تسعى الرياض حالياً للدخول بالعملية السياسية والدفع بعملية المُفاوضات مع أنصارالله بطريقة مباشرة والبحث عن وساطات لوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على أراضيها, وذلك لإيجاد مخرج نهائي لحربها مع اليمنيين.
كما أن هناك مصادر تقول بان الرئيس اليمني الهارب بالرياض ”عبدربه منصور هادي” يعتزم التنازل عن الرئاسة اليمنية ويتوجه إلى الولايات المتحدة للبقاء هناك بشكل دائم.