المشهد اليمني الأول/
كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الكيان الصهيوني، أطق سلسلة من التحركات المشبوهة خلال الفترة القليلة الماضية تماشياً مع سياسات أمريكا المناهضة للمقاومة، ضد “قوات الحشد الشعبي” في العراق.
ولفتت تلك المصادر بأن الصهاينة يعدّون العدةّ لتوجيه ضربات موجعة لقوات الحشد الشعبي العراقية، وحول هذا السياق، كشف الخبير الأمني المقرّب من أجهزة الاستخبارات العراقية، “فاضل أبو رغيف”، يوم أمس الجمعة، عن وجود معلومات حول تخطيط الكيان الصهيوني لقصف مخازن أسلحة الحشد الشعبي في العراق.
وقال إن المعلومات المتوافرة تفيد بوجود تخطيط صهيوني لقصف مواقع مخازن الحشد الشعبي، وليس مقار مقاتليه وتشكيلاته، وهذا غير مستبعد بالأساس. وأضاف إن ما حدث يوم الاثنين الماضي، في مخازن السلاح جنوبي بغداد قد يكون جزءاً من الخطة التي يُعدّ لها الكيان الصهيوني.
وتأتي هذه المعلومات بعد انفجار حدث، يوم الاثنين الماضي، داخل مستودع للذخيرة في معسكر يعود لألوية قوات الحشد الشعبي جنوب بغداد، ما أدّى إلى مقتل شخص وإصابة 29 آخرين من جراء تطاير شظايا الصواريخ وقذائف الهاون المتفجرة على الأحياء السكنية المجاورة.
وفي سياق متصل، كشف موقع “العهد” الإخباري اللبناني عن تعرّض معسكر تابع للحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين، قبل عدة أسابيع، إلى قصف عبر طائرة مسيرة، ما أدّى إلى جرح اثنين، وفقاً لخلية الإعلام الأمني في العراق.
ووفق مصدر من الحشد الشعبي فإن طائرة مسيرة “مجهولة” قامت بقصف “معسكر الشهداء التابع لقيادة الحشد الشعبي، محور الشمال. وكانت خلية الإعلام الأمني التابعة لقوات الحشد الشعبي، نشرت قبل عدة أسابيع، بياناً أعلنت فيه إن معسكر الشهداء في منطقة “آمرلي” التابع إلى 16 حشداً شعبياً، تعرّض إلى قصف برمانة ألقتها طائرة مسيّرة مجهولة وأدّى القصف إلى جرح اثنين.
وفي السياق ذاته، أعرب الخبير الأمني العراقي “هشام الهاشمي”، بأن الشكوك تفيد بأن المنفّذ لتلك الهجمات هي طائرات الدرونز الإسرائيلية وقد هددت بذلك “إسرائيل” أنها سوف تستهدف مصانع ومقرات القوة التصنيعية والتطويرية العسكرية لقوات الحشد الشعبي. وأضاف الهاشمي إن هذه الشكوك تؤكدها نفي أمريكا قيامها بهكذا عملية، حيث قال البنتاغون: “أخذنا علماً بالهجوم المحتمل على الحشد الشعبي في العراق ونؤكد أن القوات الأمريكية لم تشارك في ذلك”.
من يتواصل بهذه الدقة مع البنتاغون عدا “إسرائيل”؟، واستبعد “الهاشمي” أيضاً أن تكون القوة الجوية أو الصاروخية التركية هي من نفّذت الهجوم للعلاقة الجيدة بين تركيا وقيادات الحشد الشعبي من جهة، وأيضاً اللواء المستهدف هو للتركمان المنسجمين مع تركيا.
ومن جهة أخرى، أكّد مراسل قناة “المسلة” الإخبارية العراقية، أن طائرة إسرائيلية من طراز (إف-35) هي التي ضربت معسكر كتائب قوات الحشد الشعبي، في محافظة صلاح الدين العراقية. كما أكد أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن “إسرائيل” هي التي شنّت الهجوم، وأضاف بأن طائرات مُسيرة إسرائيلية انطلقت من قاعدة “التنف” الأمريكية في سوريا، الواقعة في المثلث الحدودي (السوري-العراقي-الأردني)، هاجمت الثكنة التي تضمّ مخازن صواريخ صغيرة ومتوسطة المدى.
ولفت إلى أنه الخبراء العسكريين وصلوا إلى هذا الاستنتاج؛ لأن نوع الصواريخ المستخدمة في قصف المعسكر، هو نفس النوع الذي تستخدمه قوات الجو الإسرائيلية عادة، خلال عملياتها في سوريا.
على أي حال، ما يبدو واضحاً هنا هو أن الكيان الصهيوني مثله مثل حليفته، أمريكا، يسعى إلى نسج مؤامرة في العراق وتأتي هذه المؤامرة الصهيونية، في الوقت الذي تبذل فيه أمريكا الكثير من الجهود لتحقيق أهدافها الشريرة في الساحة السياسية العراقية وتسعى إلى خلق الكثير من الفوضى داخل البيت العراقي، ولتحقيق هذا الهدف تشير واشنطن فعلياً إلى أن الأحزاب السياسية العراقية والتيارات السياسية تسعى إلى الإطاحة بالحكومة الحالية في بغداد برئاسة “عادل عبد المهدي”.
وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي لا تبذل فيه الأحزاب والتيارات العراقية أي محاولة للإطاحة بالحكومة، وفي الواقع، ترى بأن دعمها للحكومة مشروط بموافقة أبناء الشعب العراقي.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الأمريكيين والصهاينة يقومون بسلسلة من الحركات المشبوهة والعدائية في العراق، وذلك لأن الأحزاب والتيارات السياسية في العراق لا تسعى إلى تقسيم البلاد ولا تسعى إلى نشر الفوضى في المدن العراقية، وذلك لأنهم يعرفون جيداً بأن الحفاظ هذا على إنجازات الماضي لن يستمر إلا في ظل استمرار عجلة السلام والاستقرار في هذا البلد.
وهذه القضية تُشعر الأمريكيين بسخط شديد ويعتقدون أن مثل هذا الإجراء لن ينتهي بإسقاط الحكومة، وهو هدف لا تسعى إليه أي جماعة سياسية في العراق. في الحقيقة، يسعى الأمريكيون لنشر حالة من الفوضى في جميع أنحاء العراق، ولهذا فهم مصرّون على إطلاق مؤامرتهم للإطاحة بالحكومة العراقية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن المؤامرة الصهيونية في العراق ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا الهدف الأمريكي.
على أي حال، إن ما يدور الآن على الساحة السياسية العراقية هو أن أمريكا والكيان الصهيوني عقدوا العزم على خلق الكثير من الأزمات داخل البيت العراقي وإعادته إلى حالة الفوضى وانعدام الأمن وذلك لأن الأمريكيين يدركون جيداً أن وجود عراقٍ قويٍ ومستقلٍ، سينعكس سلباً على مكانة الكيان الصهيوني على المستوى الإقليمي.
وهذا هو بالضبط السبب الذي جعل الكيان الصهيوني، يقوم في الآونة الأخيرة بتحركاته المشبوهة في العراق لخلق حالة من الفوضى وانعدام الأمن داخل المدن العراقية وذلك من خلال نسج العديد من الخطط الخبيثة ضد قوات الحشد الشعبي.