خبير في شؤون غرب أسيا: تحالف العدوان على اليمن “انتهى”.. الخلافات ستتصاعد بين الرياض وأبوظبي

860
المشهد اليمني الأول/

أكد الخبير في شؤون غرب أسيا استاذ جامعة طهران الدكتور حسن أحمديان، أن تحالف العدوان السعودي الاماراتي على اليمن قد انتهى، منوهاً إلى أن الخلافات ستتصاعد بين الرياض وأبوظبي.

وأشار استاذ جامعة طهران والخبير في شؤون غرب أسيا الدكتور حسن أحمديان في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء إلى أنه قد برز في الوقت الراهن اعادة نظر شاملة في علاقات الامارات وسلوكياتها الاقليمية، قائلا، ان هذه القضية أدت إلى تأزم الخلافات بين أبوظبي والرياض تدريجياً، ومن بين تلك الخلافات في اليمن.

ونوه أحمديان إلى أن خلافات الامارات مع السعودية لم تكن مستبعدة، معتبراً هذا الأمر تطوراً كبيراً ومهماً لأنه سيؤثر على ملف اليمن وسلوك الرياض المستقبلي في هذا البلد، قائلا، بمرور الوقت ستتعمق الخلافات بين الرياض وأبوظبي وستصبح أكثر وضوحاً وتعارض المصالح سيزداد.

وأوضح ان الامارات واكبت السعودية بشكل كامل لكن أبوظبي ركزت تدريجياً على مناطق جنوب اليمن ومن هنا توسع خطاب تقسيم اليمن وبات الاماراتيون اكثر ميولاً نحو هذا الاتجاه.

وبيّن احمديان ان السعودية كانت تركز على أنصار الله في مناطق التي دارت فيها الحرب بينما استثمرت الامارات في مناطق جنوب اليمن، منوها الى ان هذين التوجهين الذين كانت السعودية والامارات تتبعهما في اليمن، قد برزا اليوم على شكل خلافات.

واشار الخبير في شؤون غرب أسيا إلى أن الحقائق التي اخذتها الامارات بعين الاعتبار لم تقم السعودية بها، قائلا، ان السعوديين كانوا يظنون بأن هناك امكانية لهزيمة أنصار الله، وفي المرحلة الثانية بعد هزيمة انصار الله يمكن التركيز على جنوب اليمن ووحدة اليمن وتوفير أرضية لتشكيل حكومة تابعة للرياض. حيث أن هذا الأمر لم يحدث. فعندما فشلت المرحلة الاولى جاءت المرحلة الثانية واحدثت الامارات تغييراً استراتيجياً وحدث توتر وأدى الى تعزيز مكانة الامارات. كما تعززت مكانة التيارات المدعومة من قبل ابوظبي.

وأوضح استاذ جامعة طهران ان السعوديين غير راضين عن سلوك الامارات الجديد، قائلا، يمكن رؤية هذه القضية في تحليلات الكتّاب المقربين من الحكم في الرياض.

ولفت الى ان عدم استقبال ابن سلمان لإبن زايد خلال زيارته الاخيرة للسعودية هو دليل واضح على عدم رضا الرياض من توجه الامارات الجديد بشأن ايران، مؤكدا ان هذا الامر يعتبر رسالة جدية من قبل ولي العهد السعودي لنظيره الاماراتي.

ورأى أن الاماراتيين بعد اسقاط الطائرة الامريكية المسيرة من قبل ايران توصلوا الى نتيجة ان بلادهم ستكون هدفاً سهلاً جدا لإيران، لذلك تلقوا تحذيراً جدياً وأدى بهم الى اعادة النظر في توجههم.

وأضاف، حسب المعلومات المتوفرة ان امراء الامارات السبع عقدوا اجتماعاً وقرروا ان يغيروا توجههم تجاه ايران لأن الامارات لا قدرة لها على تحمل ضربة بمستوى الضربة التي تم توجيهها الى الطائرة الامريكية المسيرة. مشيراً إلى أن تغير توجه الامارات تجاه ايران لم يكن مقبولاً بالنسبة للسعودية، قائلا، ان الرياض تسعى وراء حليف في المنطقة من أجل مواجهة ايران، حيث ترى السعودية نفسها لا قدرة لها على مواجهة ايران القوية، في وقت اتضح للسعوديين ان الامريكيين لن يحاربوا من أجلهم.

ونوه أحمديان إلى ان الامارات احدثت استدارة في توجهها تجاه قضايا اليمن وتطورات المنطقة، وهذه الاستدارة ليست بمعنى أنها تسعى للتوتر مع السعودية لذلك تريد ان تحتوي هذا التوتر. موضحاً ان أبوظبي لا تسعى الى استمرار التوتر مع الحوثيين من خلال تغيير التوجه الذي انتهجته، بالطبع سيكون هذا التغيير لصالح أنصار الله ويضر بالسعودية على المستوى العسكري.

وأكد أحمديان ان التحالف العربي قد انتهى، قائلا، ان السعودية لديها القدرة المالية لمواصلة الحرب في اليمن ولكن توصلت الى نتيجة واقعية مفادها أن ليس هناك امكانية للفوز في الحرب الدائرة، ويجب التوصل الى اتفاق مع الحوثيين قد يزيل الهواجس الامنية السعودية على أقل تقدير.