المشهد اليمني الأول/
قالت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية إن الإمارات وبعد أن استأنفت المحادثات مع إيران “طعنت حليفتها السعودية في الظهر، خلال شهر واحد، وهذه المرة في اليمن”.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير، أن سيطرة قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي لأبوظبي على مدينة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي “يكشف عن خلافات عميقة داخل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في هذا البلد”، فـ “رغم أن هذين البلدين الحليفين (السعودية ـ الإمارات) يقاتلان المتمردين الحوثيين (أنصار الله) المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن أهدافهما متباينة”.
ونقلت الصحيفة عن حسن ماجد، مؤسس مجموعة “دي أند أس كونسالتنغ” المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، قوله إن السعودية تريد السيطرة على الموقع الجغرافي لجارتها اليمنية، التي تعد نقطة عبور لحوالي 8 في المئة من حركة النفط البحرية في العالم و15 في المئة من كمية صادرات النفط السعودية يومياً.
في المقابل، وفق ماجد، “يسعى الإماراتيون، من جانبهم، إلى توسيع نفوذهم الإقليمي منذ أحداث الربيع العربي، وذلك عبر مقاربة ذات اتجاهين تجمع بين التدخل العسكري من اليمن إلى ليبيا، ثم التوسع الاقتصادي، وخاصة عبر شركة موانئ دبي العالمية”.
ورأت الصحيفة، بحسب ما نقل عنها موقع “القدس العربي” الإلكتروني، أن “أبوظبي، من خلال سماحها لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالسيطرة على مدينة عدن الساحلية، فإنها تسعى بذلك إلى فرض ميزان قوى جديد على الأرض”.
واعتبر ماجد أن “الانفصاليين ليسوا جميعاً موالين للإماراتيين”، وبالتالي لم تستبعد “لوبينيون” أن يؤدي الوضع الحالي إلى “تفاقم الانقسامات بين الجنوبيين في اليمن، وخاصة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحراك الجنوبي المؤيد للاستقلال، الذي يضم العديد من الجهات الفاعلة السياسية والعسكرية، مما قد يتسبب في مزيد من عدم الاستقرار في البلاد”.