ورطة السعودية في اليمن تبدو صعبة الفهم على السعودية نفسها، الحرب هنا جلبت ما لم تكن الرياض تتوقعه.. يقول سعوديون، لكن لا يعرفون لماذا لا تخرج السعودية أو تحاول أن تخرج.
تسرب الصحيفة الأمريكية “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين سعوديين لم تسمهم، قولهم إن المملكة لا تريد أن تظل منجرة طويلا وراء الحرب “لكن في ظل كل التوترات مع إيران، فإن السعودية لا تريد أن تظهر بصورة الجهة الضعيفة أو أنها تضررت”، تفسيرات تترجم انفصام في سلوك المملكة بين الواقع الهش والتظاهر بالقوة.
يغيب عن المسؤولين السعوديين إدراك ما قد يكون عليه الوضع إذا تأخرت في هذه الحرب، وأين سيضرب اليمن في المستقبل، فالصواريخ الباليتسية التي أنتجت حتى اللحظة تستطيع أن تضرب في أي مكان في جغرافية دول التحالف وتغطي مساحة تتضمن كامل أراضي السعودية.
في المقابل ثمة تطمينات مسبقة للسعودية، كما لو كانت اليمن تدرك قبلا مخاوفها المفتعلة في كثير من الحالات، فسقف اليمن هو جوار طبيعي واحترام متبادل وعلاقات تقوم على الندية لا التبعية ودون أي تدخل في الشؤون الداخلية، فالعودة لزمن الوصاية ضرب من الجنون.
التحالف الذي أعلن في العام 2015م.. تفكك، ويذهب لترك السعودية وحدها، ليس في منتصف الطريق، بل في الهاوية ودون أي طرق أو حبال نجاة، وقد يكون اليمن الذي يمنح الفرص الكثيرة للسعودية للخروج هو حبل النجاة الوحيد.
الرهانات التي رمت السعودية بحصاها إليها، اتضح أنها وهم، وأنها جزء من سوء التقدير، وسوء المنقلب، وقراءة الفنجان وضرب الرمال، وخيال السحرة السياسيين والعسكريين الذين دفعوا بالسعودية للحرب يقولون الآن إنا براؤ منكم، ومما تفعلون.
يؤمن حلفاء السعودية الإقليميون والدوليون أن الحرب العدوانية على اليمن، يجب أن تنتهي، ليس بسبب الأزمة الإنسانية وتداعياتها، ولكن لمنح الرياض مزيد من السلالم للخروج من أزمة الخيارات، وضيق المسارات، قبل انعدامها.