المشهد اليمني الأول_وكالات
داعش وغيره من الجماعات الارهابية يستخدمون أسلوب تجنيد الأطفال لبناء صفوف استنزفتها الخسائر أو الحفاظ على المقاتلين البالغين أو مباغتة قوات الأمن، كما تحدث مجندون أطفالاً فروا من داعش في معقلها في الرقة كيف تعلموا استخدام الأسلحة وسبل تفجير أحزمة ناسفة.
أمسكت الشرطة العراقية في أحد شوارع مدينة كركوك بشمال العراق طفل دون السادسة عشر من عمره، تبين وجود قنبلة تزن 2 كيلو غرام تطوق جسده النحيل.وقبل ذلك بيوم، فجر انتحاري في سن المراهقة حزامه الناسف وسط حفل زفاف تركي. ما أودى بحياة نصفهم تقريباً من الأطفال.وبدأت حركة طالبان استخدام الأطفال منذ وقت طويل. فنفذ انتحاري في الرابع عشر من عمره، هجوماً بدراجة ملغومة على قاعدة لحلف شمال الأطلسي في كابول في عام 2012 مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص. وبعد ذلك بعامين فجر مراهق نفسه في مركز ثقافي فرنسي بالعاصمة الأفغانية.ويقول باحثون ومسؤولون إن داعش وجماعات إرهابية أخرى يستخدمون الآن وعلى نحو متزايد نفس الأساليب ربما لبناء صفوف استنزفتها الخسائر أو الحفاظ على المقاتلين البالغين أو مباغتة قوات الأمن.وفي غرب أفريقيا تنقض بوكو حرام على الأطفال المشردين أو الفتيات الصغيرات اللواتي خطفتهن الجماعة لإرغامهن على أن يصبحن انتحاريات. وفي العراق وسوريا يقول ناشطون إن داعش ضم أطفالاً من بلدات سيطر عليها أو من عائلات تم تجنيدها في أراضيه وقام بتلقين أطفالها بأفكاره في مدارسه ومعسكراته.وقالت جوليت توما المتحدثة الإقليمية باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) “يتزايد تجنيد الأطفال في أنحاء المنطقة، الأطفال يضطلعون بدور أكثر نشاطاً يتلقون التدريبات على استخدام الأسلحة الثقيلة وحراسة نقاط التفتيش على الخطوط الأمامية، ويتم استخدامهم كقناصة كما يتم استخدامهم في الحالات القصوى كمفجرين انتحاريين”.وتحدث مجندون أطفال فروا من داعش في معقله في الرقة كيف تعلموا استخدام الأسلحة وسبل تفجير أحزمة ناسفة.كما خلصت دراسة في شباط أعدها مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية ويست بوينت ودرست الدعاية التي ينشرها التنظيم عن الأطفال والشباب خلال الفترة بين يناير كانون الثاني 2015 و2016، إلى أن العمليات الانتحارية التي شملت أطفالاً خلال هذا العام زادت ثلاثة أضعاف.وقالت الدراسة “إنهم يمثلون شكلاً فعالاً من الحرب النفسية – عرض القوة واختراق الدفاعات ونشر الخوف في قلوب جنود العدو، داعش يجند أطفالاً وشباباً بمعدل مثير للقلق”. وانعكست هذه الأساليب في غرب أفريقيا حيث تعقب مسؤولون في الأمم المتحدة زيادة في الهجمات مثل الهجوم الذي نفذته فتاة تبلغ من العمر 10 أعوام، حين فجرت قنبلة العام الماضي في سوق مزدحمة في مدينة مايدوجوري النيجيرية، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً.
وفي تقرير نشر في أبريل/نيسان قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الهجمات التي تورط فيها مفجرون أطفال خلال الفترة بين عام 2014 و2016 زادت لأربعة أمثالها في شمال شرق نيجيريا، حيث تتمركز جماعة بوكو حرام النيجيرية وفي الكاميرون المجاورة والنيجر وتشاد.وأبلغت فتاة نيجيرية تبلغ من العمر 12 عاماً في الكاميرون في مارس/آذار الشرطة بعد إلقاء القبض عليها، إن بوكو حرام خطفتها بعد اجتياح الجماعة لقريتها في العام السابق. ويقول تقرير اليونيسيف إن نحو ثلثي المهاجمين الأطفال الذين تتبعهم من الفتيات. وفي الأشهر الستة الأولى من العام الجاري وحده، تقول المنظمة إنها سجلت 38 مفجراً انتحارياً من الأطفال في غرب أفريقيا.