المشهد اليمني الأول/
هي البقرة المقدسة التي يحج إليها المخبولون والطامعون بالجبن والسمن واللبن، هو الثور المخصيُّ الكادح كثلاثة بغال طاعةً لأسياده الثلاثة في لندن وواشنطن وتل أبيب، هي العجوز المدللة التي لم تعرف كلمة المستحيل بمالها، هي المغرورة التي لاتقبل جرحاً يخدشها إنتقاداً ولذعاً، ولمن فكر التعرض لها في منامهِ أو منامها فالمصير هو التكفير والقتل لا محالة من المنشار إلى الحرق والدمار وقطع الرؤوس والحصار.
كثيرة هي الأساطير المتحدثة عن حياة الشعوب والكيانات والإمبراطوريات والبلدان، بل أن دولاً أصبحت تعرف بما يميزها عن بقية البلدان، كالتنين الصيني والدب الروسي وراعي الأبقار الأمريكي، فعُرفت بدورها “البقرة الحلوب”، والإدرار يبلغ أشدة بمعاداة جيرانها، والرد يأتي تدريجياً من الجار مدافعاً عن كرامته وحريته ودينه، وجنون الأبقار يعصف جنوناً بالزريبة وأسيادها متمخضاً عاصفة حزن ودمار وتهجير وتشريد على العرب والمسلمين، وعاصفة لبن ومُزن لمن أتقن الحلب والانتهاز والابتزاز.
صفقات أسلحة مليارية “التقدم الوحيد الذي حققته المملكة”
تنفق ثلث موازنتها العامة على شراء السلاح، وتبعثر ربعها لتجنيد مرتزقة في العسكر البري والجوي والبحري والإعلام المقروء والمسموع والمرئي لتحسين صورتها والانتقام من خصومها بكافة الأشكال البشعة قصفاً أو جوعاً أو حصاراً أو منشاراً يجز الرأس والجسد والأطراف تقطيعاً حتى الموت، تلك العجوز الشمطاء التي ما كان أحد يجرؤ على إغضابها بشطر كلمة، عجزت بكل ذلك وأكثر وما بعد الأكثر عن هزيمة شعب فقير يواجهها بأبسط ما يمتلك، وعد أميرها المدلل بإنهاء حرب اليمن خلال وقت قصير، لكنها وبعد أربع سنوات من عدوانها، فشلت بحماية نفسها من هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والهجمات البرية، وباتت منشآتها ومعسكراتها عرضة للاستنزاف المميت، حليباً ونفطاً ومالاً، بل تخسر يومياً 200 مليون دولار بسبب تكاليف الحرب، حسب مقال بصحيفة التايمز اللندنية.
هي دولة اشترت لحماية نفسها كل شيء، لكنها لم تجد سوقاً لشراء النصر، بل لا تستطيع البقاء لأسبوعين دون الحماية الأمريكية، فأصبحت حبيسة زريبة الكاو بوي “راعي البقر الأمريكي” منذ عام 1945م، وقبلها حماية العجوز البريطانية منذ عام 1922م، وحتى اليوم، إنها السعودية، البقرة المقدسة التي لا يتم إغضابها لأنها الأكثر دفعاً وإدراراً، صاحبة السجلات القياسية في ارتكاب الجرائم وشراء الذمم والسلاح.
تعد السعودية أكبر الدول شراءاً للسلاح كماً ونوعاً، بدأت رحلة شراء السلاح منذ عام 1934م بتقديم شركة “ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا” لاحقا شركة “أرامكو” قرضاً مالياً لشراء السلاح الأمريكي لبن سعود الذي يشن هجوماً مباغتاً ومن محورين على الشمال وعلى الساحل الغربي اليمني واحتلاله حتى قرب تعز، أعقبها صفقات سلاح أمريكية وبريطانية بلغت 100 مليار دولار حتى 1986م، ونما معدل شراء الأسلحة طيلة فترة الثمانينات والتسعينات خلال ما عُرف بسباق التسلح في الخليج عقب انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية 1979م، ثم دخول العراق للكويت 1990م، ومنذ عام 2014م وحتى اليوم تسجل السعودية عجزاً سنوياً في موازنتها، عجز لم يقابله أي تخفيض في موازنة الدفاع قط، بل على العكس تماماً، فعهد أوباما شهد أكبر صادرات التسليح إلى السعودية بلغت 94 مليار دولار ما بين عامي 2008م و 2015م، حسب تقارير خدمة أبحاث الكونجرس عام 2016م.
صفقات بالمليارات ومن كل فج عميق، من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا وروسيا وحتى الصين ومن ألمانيا وبلجيكا والنرويج وإسبانيا وتركيا والسويد وسويسرا وصربيا وجورجيا واليونان وجنوب إفريقيا واستراليا من كل القارات الست دون المتجمد الجنوبي، كل الجهات الأصلية والفرعية هبت للحلب والتبرك ببقرة النفط والمال، أموال طائلة دفعتها المملكة طيلة عقود لقاء أسلحة متطورة جداً، لتشكل بمجموعها ترسانة البقرة التي لا تقهر، الترسانة الأكثر فتكاً من السلاح.
تمتلك السعودية أحدث الطائرات في العالم بلغت أكثر من 2000 طائرة مقاتلة وتجسسية وعمودية وشحن ودعم لوجستي، ولديها أقوى الدبابات والمدرعات بترسانة ضخمة جداً تتجاوز ال10 ألف دبابة ومدرعة، وفي مياهها عدد من السفن والفرقاطات، ولديها أكثر القنابل فتكاً وتدميراً، وعلى أراضيها تجد أكثر المنظومات الدفاعية تطوراً، ترسانة ضخمة قد تقودك للاعتقاد بأن السعودية تمتلك أقوى جيوش العالم لكنها في الواقع تتربع في المرتبة ال26 وتسبقها إيران ب13 مرتبة.
قد لا تكون الأرقام النظرية صادقة كفاية، لذلك دعونا نرى ما ستفعله السعودية عندما تدخل الحرب الحقيقية، لم تحقق السعودية في حربها على اليمن أي من أهدافها المعلنة وعجزت حتى عن حماية نفسها، بل يقدر عدد الصواريخ المنهمرة عليها حتى عام 2018م ب150 صاروخ على الأقل، ولصد صاروخ باليستي واحد تحتاج المملكة لثلاثة صواريخ باتريوت تكلفة الواحد منها 3 مليون دولار، ما يعني أن المملكة أنفقت أكثر من مليار دولار فقط على صد الصواريخ الباليستية، وبالرغم من ذلك فشلت السعودية باعتراض الجزء الأكبر منها، ما دفع الأمريكي بإرسال فرق القوات الأمريكية الخاصة “القبعات الخضراء” بهدف قيادة المعركة الجوية مباشرة مع صواريخ اليمن الباليستية وطائراتها المسيرة.
أكثر من 72 مليار دولار نفقات تشغيلية لحرب اليمن سنوياً، ما تسبب في انخفاض احتياطي الدولة من النقد الأجنبي إلى 487 مليار عام 2017م بعد أن كان 737 ملياراً في عام 2014م، خسائر بالمليارات ستدفع السعودية للاقتراض من المؤسسات النقدية وستدفعها لرفع الأسعار وفرض الضرائب على الوافدين وترحيل عشرات الآلاف من المغتربين، وستعني بالمحصلة أن صرف ثلث الناتج المحلي الإجمالي للمملكة على السلاح لم يحقق انتصاراً للمملكة، وظل التقدم الأبرز طيلة السنوات الأربع منحصراً في شيء واحد هو “صفقات السلاح المليارية”.
ضريبة السلاح يدفعها المواطن السعودي
معادلة العجز الاقتصادي وزيادة الإنفاق الدفاعي ستستمر، بلغ إنفاق السعودية على شراء السلاح 90 مليار دولار منذ انطلاق عاصفة الحزن بحسب إحصاءات دولية معتمدة، رقم كبير قابلهُ عجزٌ أكبر في الموازنة العامة بلغ 98 مليار دولار، وبالنظر إلى الناتج المحلي تُعدُّ السعودية ثاني أكبر بلد في الإنفاق العسكري في العالم، بنسبة تصل إلى 10.3% إنفاق بلغ حتى نهاية 2017م حوالي 224 مليار ريال ووصل حد 210 مليار ريال عام 2018م، أرقام طائلة أنفقت على سلاح غربي تشتريه دولة عربية لتستخدمه في دولة عربية أخرى.
اليمن لا تعاني بمفردها
لا تعاني اليمن بمفردها من تبعات الحرب التي أوصلتها لأكبر كارثة إنسانية في العالم، بل يجترح السعوديون معاناة من نوع آخر، فبحسب موقع فوربس الشهير سخرت السعودية ولأول مرة الجزء الأكبر من مخصصاتها للإنفاق العسكري على حساب قطاعات حيوية أخرى مثل التعليم والصحة عام 2018م، فالإشكال الصحي متفاقم في المملكة بسبب ما يتعرض لها جنودها ومرتزقتها يومياً في كافة الجبهات، فكثير من المرضى لا يجدون سريراً متوفراً في المشفى للعلاج، وفي هذه الأيام الفقر في السعودية تجاوز الـ23%، أي أنها تقارب الوصول إلى ربع السكان يعيشون تحت خط الفقر في بلد غني، حسبما أكد الناشط الحقوقي السعودي “يحيى العسيري”.
العديد من الدول تعلن إيقاف بيع الأسلحة للسعودية
على إثر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان واستمرارها في حرب اليمن أعلنت العديد من الدول إيقاف مبيعات السلاح للسعودية، وكانت السويد أول تلك الدول منذ عام 2015م، تلتها ألمانيا ثم بلجيكا والنرويج عام 2018م، لكن ذلك لا يشكل فرقاً كبيراً في المعادلة فمعركة اليمن مستمرة، وسوق المبيعات ينمو، “عرض وطلب” هكذا يراها ترامب ودولاً كثيراً في سوق أسود يدر المليارات في جيوب المصنعين ويفاقم العجز في خزائن المشترين، ولا يحمل معه سوى الدمار، تشتري السعودية ويبيع الجميع، وكأنهم مندوبو مبيعات، أكثر منهم رؤساء، أما الحرب فلا تنتهي، ويبقى وقودها أموال العرب، وكل ضحاياها هم عرب.
ما بعد عدن والدمام دروس إستراتيجية حتى الدرس الثلاثين
ما بعد عدن والدمام دروس إستراتيجية حتى الدرس الثلاثين، وما بينهما تكتيك يماني وإيمان يماني، فأبو اليمامة للرفيق الأعلى، والتجار اليهود بجواز السفر الأمريكي قيد الانتظار.
مفاوضات في إيران بين الإمارات وإيران والاتفاق للتوقيع، وآل سعود يدرسون الاتفاق والقرار بعد حين، وفي ظل هذه الأجواء المتفائلة بين إيران والإمارات والسعودية، كان لليمن المقاوم فعل آخر لم يتوقعه تحالف العدوان، صاروخ بعيد المدى شمال شرق مملكة آل سعود بل شرق شمال مملكة اليهود الدمام المقر الرئيسي لمصدر أول صفقة أسلحة عرفها أعراب النفاق “شركة أرامكو” أمريكية الجنسية، صهيونية الرأسمال والإدارة والأهداف، وصاروخ قصير المدى وطائرة مسيرة جنوباً، صاروخ بعيد المدى ومتوسط المدى ولسان حالهم ما دام اليمن محتلاً ومحاصراً وتحت العدوان المتواصل، وخيرات المسلمين تنهب من اليهود وبجواز السفر الأمريكي، فإن غيث الصواريخ اليمانية والإيمانية مستمر حتى الدرس الإستراتيجي الثلاثين، ناهيك عن استمرار احتلال المقدسات الإسلامية في الشام والحجاز.
واتفاق إيران مع الإمارات وحتى آل سعود، واتفاق أردوغان واليهود والأمريكان وحتى الإخوان، لا ولن يغير شيء في معادلات يمن الأنصار يمن الصرخة يمن المسيرة القرآنية المباركة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكانوا في مران وأصبحوا في كل اليمن.
كان مقذوفاً صغيراً وأصبح بركان الموت على شركة العدوان الأمريكي الأول على اليمن
وكان مقذوف الصرخة فأصبحت صواريخ في الحجاز والإحساء والشام لاحقاً بعون القوي العزيز، وكما أسلفنا ذات يوم في بداية العدوان بالرد الماراثوني المتصاعد، فكان ذلك وما زال مستمراً، فصاروخ بعيد المدى يتجاوز إمارات العدوان، يتجاوز قاعدة العيديد الأمريكية في قطر الخلافة الإخوانية وثورات الربيع، يتجاوز الأسطول السادس الأمريكي في البحرين، والبركان ثلاثة يطبع قُبلة الموت على جبين ثقافة الحياة هدف عسكري في الدمام المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، الدمام المقر الرئيسي لشركة أرامكو ممولة عدوان 1934م السعودي على اليمن، أمريكية جواز السفر، صهيونية الأهداف، يهودية الرأسمال.
شركة أرامكو هي الدولة العميقة الحاكم الفعلي لمملكة آل سعود من خمسة وثمانين عاماً من عام 1934م، والمقذوف الحوثي بعيد المدى يضرب هدف عسكري يحمي الرأسمال اليهودي أرامكو، فالمستثمر اليهودي محب للحياة والمال، والتلمود اليهودي لا يعترف ولا يقر بل لا يؤمن باليوم الآخر يوم القيامة لا يؤمن بالجنة والنار، فالحياة الدنيا خالدة عند اليهودي التلمودي ولا حياة عنده بعد الممات، فما بال هذا المقذوف الحوثي يطبع قُبلة الموت على حماة رجال الاستثمار اليهود وبجواز السفر الأمريكي شركة أرامكو، أهل وأصل ثقافة الحياة اليهود الصهاينة المستثمرين في شركة أرامكو ناهبة خيرات المسلمين أصبحوا في دائرة خطر الموت والهروب والفرار لا مفر منه، لذلك تكتم العالم ووكالات الأنباء على خبر وصول المقذوفات الحوثية خوفاً على فرار الرأسمال اليهودي من المنطقة الشرقية، على عكس المنطقة الغربية فهي فقيرة الموارد النفطية، الغنية بالمقدسات الإسلامية الحرم المكي الشريف والحرم النبوي الشريف.
الهدف الغربي بالمقدسات والشرقي بالصهاينة والمفارقة العجيبة
وعندما وصلت المقذوفات الحوثية إلى جدة والرياض المنطقة الغربية قامت الدنيا وقعدت ببيان لـ57 ملك وأمير وزعيم وسلطان ورئيس ينددون ويستنكرون هذه المقذوفات الحوثية الصواريخ الإيرانية التي تهدد الحرمين الشريفين، بعد عرض الأدلة الدامغة لبقايا المقذوفات التي أصبحت صواريخ باليستية وتقام لها المعارض والمؤتمرات والندوات وورش العمل ووإلخ، وذلك لشيطنة أنصار الله لضربهم وسحقهم وإهدار دمهم، فهم يستهدفون الحرمين الشريفين، وبني صهيون الصهاينة أحرقوا المسجد الأقصى في عام 1969م، ويحفرون الأنفاق تحت المسجد الأقصى حتى اليوم، والمطاوعة اليهود بالبالطو والسروال القصير واللحية المسترسلة والطويلة على المذهب التلمودي والوهابي يقتحمون باحات المسجد الأقصى وبصورة مستمرة حتى إسقاط وهدم المسجد الأقصى، وآل سعود لديهم غيرة قاتلة من المسلمين والمسلمين فقط ولا يغارون من مطاوعة يوم السبت، ويغارون جداً من شيعة آل البيت الكرام الذين يهددون الحرمين الشريفين في المنطقة الغربية.
والبركان ثلاثة توجَّه هذه المرة نحو الشرق بالقرب من مقر الدولة العميقة، والجميع صامتون، واتصالات تحت الطاولة المستديرة بالتواصل والاتصال، فالمفاوضات والحل السلمي هو الحل، فالرأسمال اليهودي الصهيوني في خطر الرحيل والترحال، بل المستوطن اليهودي الصهيوني في خطر الرحيل والترحال، أو كما يقول اليهود أنفسهم بخطر الشتات الثالث لبني إسرائيل، قومٌ يحبون المال والحياة والربا والفساد والإفساد، وذلك يكون بالاستقرار والأمن والأمان، وبالصرخة والبركان لا مقام ولا استثمار ولا فساد وإفساد، وياليت قومي يعرفون وهم يعلمون بأن وجود بني إسرائيل في فلسطين المحتلة ووجود الرأسمال اليهودي بجواز سفر أمريكي في ديار العرب والمسلمين يعد نعمة إذا أحسن التعامل معهم بروح القرآن الكريم، وتعد نقمة إذا تعاملنا معه بروح مخالفة للقرآن الكريم، كيف نعمة؟ وكيف نقمة؟، ببساطة واختصار شديد نعمة للمسلمين لأنهم بيننا وبسهولة ننال منهم ونأخذ منهم ما نريد، ألم يكونوا بيننا ذات يوم وكانوا مصدر للفتن والمؤامرات والحروب والحصار فاجتثهم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من الجزيرة العربية، والعرب والمسلمين للعالمية بدين الرحمة للعالمين، وعندما عادوا بالاستعمار والتكفير وفتن آل سعود والإخوان وغيرهم وبدون مقاومة بل بتعاون كامل من خليج العربان وعرب التطبيع وإسلام تركيا ها هم يتحدثون عن يهودية فلسطين وإسرائيل الكبرى.
ما بين النعمة والنقمة.. بركان3 يلاحق تجار اليهود بالجنسية الأمريكية
وما بين النعمة والنقمة كان بركان ثلاثة، يهز صميم المستثمر الصهيوني بجواز السفر الأمريكي أرامكو، فهناك قانون أمريكي يمنع الجنسية المزدوجة للمولود الذي ولد في أمريكا باستثناء جنسية واحدة هي الجنسية الإسرائيلية الكيان الصهيوني الغاصب، فالمستثمر اليهودي يصول ويجول الوطن العربي والإسلامي بالجواز الأمريكي، فقد يكون سفير أو قنصل أو ملحق عسكري أو ثقافي أو تجاري أو رئيس منظمة إنسانية أو منظمة تنمية الديمقراطية والمهارات النسوية إلخ، وقد يكون تاجر في السوق السوداء ينهب النفط المهرب بثمن بخس ويبيعه في تل أبيب، وجزء من الإيرادات تصرف على المعارضة الديمقراطية المسلحة، وجزء آخر على القوم المدافعين عن الصحابة وأم المؤمنين والسلف الصالح، فهذا التاجر اليهودي الصهيوني “موتي كاهانا” يقوم بسرقة النفط السوري من شمال شرق سوريا والذي ينتج ما يقارب ربع مليون برميل نفط يومياً كان كافياً للاستهلاك المحلي للسوق السورية.
وبعد ربيع قطر وتركيا وأمريكا احتلت داعش آبار النفط ثم ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا الإمبريالية، والتاجر كاهانا يحضر لشمال شرق سوريا ويشتري النفط بثمن بخس من داعش، ثم قوات سوريا الديمقراطية الأمريكية وبشكل مخالف للقانون الدولي تمرر قاطرات النفط وبهويات وأوراق مزورة عبر الحدود السورية إلى تركيا، وبحماية من قوات الخليفة الإخواني العثماني أردوغان تصل القاطرات إلى ميناء جيهان التركي، ومنه إلى موانئ فلسطين المحتلة الكيان الصهيوني الغاصب، وتحت سمع وبصر المجتمع الدولي ومنظماته المتصهينة، والتاجر الصهيوني الأمريكي الديمقراطي كاهانا يتبرع بجزء من إيرادات النفط السوري المنهوب إلى المعارضة السورية المسلحة في إسطنبول، ورجل الأعمال والبر والتوحيد اليهودي التلمودي كاهانا يتبرع بجزء من إيرادات النفط السوري المنهوب الى مجاهدي التوحيد الوهابي بفرعية في سوريا، فرع القاعدة هيئة تحرير الشام وفرع داعش جبهة النصرة، و25 مليون سوري محروم من خيراته ومحاصر وبحلقة محكمة من بني صهيون وبالجواز الأمريكي وتركيا والتكفير والخليج تحالف الربيع والعدوان حلفاء اليهود وأمريكا.
وهناك تاجر يهودي في مأرب ينهب النفط والغاز والتي تذهب للاستثمار في تركيا وللتكفير والخونة نصيب مما تركه اليهود وأمريكا وتركيا، وهناك كاهانا يهودي آخر في شبوة، وشامير صهيوني ثاني في حضرموت، وبلحاف وميناء عدن ومطار عدن يهود بجواز سفر أمريكي وحتى سعودي قطري إماراتي تركي ينهبون نفط وغاز اليمن وبالتهريب وبثمن بخس، وبنفس الحلقة المحكمة وللخونة نصيب مما تركه تجار السوق السوداء الصهاينة والأمريكان وحلفائهم، والشعب اليمني محروم محروم من خيراته حتى ما تسمى الشرعية ممنوع عليها الاقتراب من آبار النفط والغاز واستخراج وتصدير وبيانات، وكل ما تستطيع شرعية الفنادق هو طبع المزيد من العملة الورقية الوطنية المطبوعة في روسيا وأبو ظبي كرواتب للمرتزقة ووزراء المنفى لمزيد من تدهور العملة والاقتصاد وارتفاع الأسعار، لمزيد من تراكم وكنز المال في بنوك اليهود في العالم، ثم التحكم بالاقتصاد العالمي والدول والسياسة والعسكر ولسان حالهم “نحن أسياد العالم نحن شعب الله المختار”.
بركان الدمام ثلاثة “ثلاثي الأبعاد” والدروس الإستراتيجية
وبركان الدمام ثلاثة “ثلاثي الأبعاد” والدروس الإستراتيجية، ومن يستهدف الدمام قادر على استهداف ميناء إيلات الصهيوني، ومن يقض مضاجع تجار الذهب الأسود النفط في المنطقة الشرقية شركة أرامكو قادر على تهديد المستثمرين اليهود في دبي وقطر والسعودية والبحرين، ولكل شركة متصهينة بالجواز الأمريكي صاروخ يمني كافٍ ليس بفرار التجار اليهود بل بهروب الاستثمار العالمي من الخليج، بل بهروب المستوطن الصهيوني من فلسطين المحتلة وعلى مراحل، أو حتى عاجلاً وذاك هو الدرس الإستراتيجي الأول والثاني والثالث.
خاضت القوة الصاروخية الخميس الماضي معركة مباشرة وجهاً لوجه مع قوات “القبعات الخضر” الأمريكية في أراضي المملكة والأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، وتمكنت من وضع القوات الأمريكية في موقف لا يحسد عليه، بعد اجتيازها كل تلك القوات الأولى عالمياً في تقنيات الأسلحة الدفاعية والهجومية، وبذلك تمكن بركان3 من اجتياز هذا التحدي بنجاح باهر سينعكس سلباً على أداء القوات الأمريكية ومهامها بمواجهتها لقوات يمنية “شديدة الذكاء والقدرة” وتمتلك من الأوراق والمفاجئات ما يصعب توقعه.
ربما قد مُنيت قوات “القبعات الخضر” بالهزيمة من قبل، لكن استمرار تلقيها الهزائم من الصواريخ اليمنية سيجعل الهزيمة مع كل صاروخ تكبر بسبب إخفاقها العلني أمام المدارس العسكرية العالمية وما لذلك من دلالات كبرى تعني للدول العظمى الكثير من اختبار القدرات الأمريكية ومدى فاعليتها، كما تشد الدول الراغبة بشراء منظومات دفاعية لمعرفة مدى انتفاعها بالمنظومة المهزومة أمام دولة متواضعة كاليمن.
المعركة الأخيرة التي خاضتها القوة الصاروخية اليمنية بنجاح في الدمام، تشير لعدة دلائل أهمها أن صاروخية اليمن أضحت على قائمة القوة الصاروخية الأكثر تمكناً وخبرةً في العالم، وتعود أسباب الفاعلية والقدرة العالية التي توصل إليها اليمنيين لعدة عوامل نذكر بعضاً منها:-
الأول: تراكم الخبرات الصاروخية اليمنية، إذ شكَّل تراكم التجارب العملية والميدانية رصيداً وباعاً طويلاً مكّن الصاروخية اليمنية من تطوير القدرة والكفاءة والدقة للصواريخ المطورة والمصنعة محلياً، إذ بلغت عدد الصواريخ المستخدمة منذ بدء العدوان قرابة 900 صاروخ تكتيكي وقصير ومتوسط وبعيد المدى، وفي هذا الغمار تُعد القوة الصاروخية اليمنية هي الصاروخية الوحيدة في العالم التي أجرت تجارباً لصواريخها المطورة والمعدلة والمصنعة محلياً على أهداف عسكرية تابعة للعدو مباشرةً، من المصنع إلى المستهلك الهالك، وليس في أماكن مفتوحة، من ورش التطوير والتصنيع إلى المستهلك المعادي مباشرةً، ليبشر المؤمنين بشارة الصابرين، على الرغم من خطورة ذلك وما يشكله من مغامرة حقيقية، إلّا أن النتائج أدهشت المتابعين والمهتمين، والمفاجئ أنها كانت تعلن عن “إجراء تجارب ناجحة” على أهداف معينة، في دلالة على الثقة والمصداقية التي تمتعت بها.
الثاني: غموض الصاروخية اليمنية، حيث أحيطت بالقوة الصاروخية هالة من الغموض والمهابة جعلت منها رقماً مرعباً في معادلة الحرب والمنطقة ككل، فالعدو قبل الصديق، يُدرك جيداً معنى ذلك.
الثالث: آجلاً بالتطوير المستمر والارتقاء المتواصل للكفاءة والأداء والقدرة، فاستمرار العدوان يعني مزيداً من أجيال صواريخ بعيدة وما بعد بعيدة المدى، فاستمرار التطبيع والاستسلام والانبطاح للعرب والعربان وعجم حريم السلطان سلطان بني عثمان أردوغان يعني توالي سقوط صواريخ يمن الإيمان، وبلغة أخرى انتشار وسماع صرخة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي طيب الله ثراه، مع سقوط كل مقذوف حوثي يسقط في فلسطين المحتلة، مع سقوط صاروخ متحوث يسقط في الخليج المحتل بالقواعد العسكرية الأمريكية والتجار اليهود بني صهيون، وبتوالي الصواريخ ستتوالى سماع هدير أمواج صرخة الحق من الخليج الثائر إلى المسجد الأقصى الهادر، وتلك هي الدروس الإستراتيجية من الدرس الرابع إلى درس الجزء الثلاثين من القرآن الكريم من المسيرة القرآنية المباركة، والحمد لله رب العالمين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
وفي عدن الجنوب المحتل، حط الرحال صاروخ متوسط المدى كان كفيلاً بنزع روح سفاح الجنوب ونقلها للرفيق الأعلى، واليوم أهالي ضحايا أبو اليمامة الجزار في أحسن حال، فالصاروخ الحوثي أخذ بثأرهم بالاقتصاص من سجَّان أحرار الجنوب اليمني في جوانتنامو عدن، ومن كان يلحق الأذى والعار بحرائر الجنوب، والفرحة ستتم لاحقاً عندما تدك صواريخ المسيرة القرآنية كل استحداثات الاحتلال في عدن والجنوب، وسيترافق ذلك مع ثورة شعبية عارمة تقذف ببقايا أبو اليمامة وأمثال أبو اليمامة للرفيق الأعلى، وما يقوم به أتباع وأمثال أبو اليمامة وبقاياه من تهجير أبناء الشمال من الجنوب اليمني ما هو إلا تراكم لزخم ثوري قادم لا محالة على كل مزابل التفرقة والعنصرية المتصهينة، برع برع يا استعمار من أرض الأحرار برع، تكتيك في عدن واستراتيجي في تل أبيب وواشنطن، تكتيك مع الحالب الأمريكي واستراتيجي مع التاجر اليهودي الصهيوني، لا مكان لكم في ديار العرب والمسلمين، تكتيك مع الخونة والخُوُّان واستراتيجي مع اليهود والأمريكان، خذو بضاعتكم معكم قبل انتفاضة عائلة البركان وقدس قدَّس الله أيادي يمانية صنعته وطورته وأرسلته إلى صدور الظالمين المعتدين.
البلد الذي لم يعرف الهزيمة
لا مبالغة ولا انحياز ولا عواطف ولا تفاعل ولا انفعال، لسنا بحاجة لعنتريات ورفع معنويات شامخة بالله وحده للسماء ولا تحتاج لإنفاق الملايين والمليارات على حلم إلتقاط صورة لدقائق وثواني معدودة أمام خط أو مطار في منطقة ما، ولا نحتاج لتصنع أي شيء، الجميع والكل يقر اليوم بأن الإرادة اليمنية حققت معجزة وانتصاراً خالداً سرمدياً سيجبر مدارس العالم العسكرية على الإنحناء احتراماً وتقديراً وتعظيماً له، في مقابل تحالف وبلد اشترى كل شيء من أسواق النخاسة ومعارض السلاح العالمية وقصور زعماء العالم المادي بالنفط والحليب والمال، ولم يطال أسواق الانتصار، فهي تمنح انتصارها بوثيقة معمدة بعهد الله لعبادة المؤمنين، فليستوردوا أثقال الأرض وما عليها، ألا إلى الله تصير الأمور، حقائق وأسرار أكاديمية الملازم للشهيد القائد طيب الله ثراه، أسرار لا يعلمها سوى مجاهدين مستضعفين تكالب عليهم شذاذ الآفاق بدعم أغنى وأقوى الدول في العالم لإخراسهم وسحقهم وتمرير مشروع التقسيم والنهب الصهيوني لأجل يهودية القدس وإسرائيل، حشدٌ عسكري كان كفيلاً بتحرير فلسطين كل فلسطين، تحشيداً مالياً كان كافياً لإطعام كل فقراء العالم والمسلمين، حشود عسكرية أرادت تجفيف دم العروق وإزهاق الروح من الجسد اليماني الواحد لتمزيقه وتقسيمه ثم توزيعه غنائم حرب للشركات الأمريكية بالرأسمال اليهودي.. إلخ، كنت أيها المجاهد اليمني عزرائيل الحق تنتزع أرواح الغزاة، ترسلها إلى جهنم وبئس المصير.
وغداً ستروي الجدات والأمهات حكاية ما قبل النوم للأطفال؛ غداً، غداً سيكتب ضباط العدوان مذكرات عن بطولات مقاتل بسيط اجترح المعجزات وهزم أبو السلاح الأمريكي وأم السلاح الإسرائيلي؛ وكذلك أدب الحرب سيظهر روايات وروايات عن أسطورة مجاهد واجه العدو وبإمكانيات عفى عنها الزمن بالتوشكا والسام، روايات وقصص وحكايات مروية وموثقة بالصوت والصورة، تتحدث عن مجاهد مغوار وشجاع ومقدام يمتشق الكلاشن والآر بي جي والكورنيت، مجاهد أغتنم مدرعة محصنة مزودة بأحدث تقنيات الحرب تركها المرتزق طلباً للنجاة؛ ومجاهد آخر قاتل وبشراسة تحت وابل من القصف الصاروخي البحري والجوي والبري، إنها الإرادة اليمانية والعزيمة الإيمانية، حقيقة تُحيل أسطورة “ستالين جراد” السوفييتية إلى التقاعد بل الاحمرار والخجل، هنا البلد الذي لم يعرف الهزيمة بقوة الله، هنا مقبرة الغزاة، هنا سليلة الآل والعترة الطيبين الطاهرين، هنا يمن الإيمان والنصر والعنفوان، وكفى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي