المشهد اليمني الأول/
تمكن شاب فلسطيني قبل أيام هو هاني أبو صلاح من تخطي السلك الفاصل والاشتباك مع جنود الاحتلال موقعاً ثلاث إصابات؛ ثأراً لشقيقه المقعد الذي قتله الجنود على حدود غزة بدم بارد. وعكست جرأة الشهيد أبو صلاح أزمة جيش الاحتلال في فقدان قوة الردع والخشية من الالتحام مع شبان فلسطينيين امتلكوا الإرادة في الدفاع عن قضيتهم.
صورة تكررت في حروب غزة وميدان الضفة الملتهب، حيث أظهرت العمليات الفردية في الضفة والقدس جنوداً يهربون من سكين شاب فلسطيني غاضب، أما في غزة فقد تلاحقت الأخبار عن فشل عملية قواته الخاصة قبل أشهر في خان يونس.
عقيدة القتال
تبدّلت ظروف الميدان وإستراتيجيات العمل في جيش الاحتلال الذي اعتاد منذ نشأته نقل المعركة لميدان خصومه والاستعانة بالوحدات البريّة لإيجاد واقع عملي.
ويقول عماد أبو عواد، المختص في شأن الإحتلال: إن عملية الشاب أبو صلاح كشفت ضعف الاحتلال الميداني؛ مؤكداً أن “العائلات الإسرائيلية ترفض إرسال أبنائها للجيش البري خوفا من القتل، كما يفضل نحو 80 بالمائة من الأهالي ذهاب أبناؤهم إلى وحدات السايبر والوحدات التكنولوجية”.
ويشير أبو عوّاد إلى أن قادة الاحتلال اعترفوا أن “إسرائيل” ليس لديها جيش بري يريد القتال؛ كما تعالت في السنوات الأخيرة انتقادات لمسؤولين كبار في جيش وأمن الاحتلال تحدثت عن تلاشي قوة الردع وضعف الجبهة الداخلية أمام تزايد الخطر من جبهات المقاومة في غزة ولبنان.
ثغرة ميدانية
ورغم أن إستراتيجية جيش الاحتلال تتخطى مؤخراً المجال، وتحاول تقليل الأضرار على جبهته إلا أن ثمة فجوات تتسع في أداء جنوده المتطورين عسكرياً على الأرض.. تقرير (يوسف شابيرا) المراقب العام للدولة بعد عدوان عام (2014م) وسلسلة مزايدات بين (نتنياهو) وخصومه مؤخراً فتح الباب على مصراعيه أمام رحيل قوة الردع.
وكثّف الاحتلال منذ انتهاء عدوان غزة (2014م) من مناوراته التي كان أكبرها على الإطلاق على حدود غزة قبل يوم واحد من عملية الشاب أبو صلاح.
تلاشي قوة الردع أضحت دعاية انتخابية بين قادة الاحتلال في الانتخابات الإسرائيلية المتعثّرة حين ظهر أن القدرات العسكرية والاستخبارية المتطوّرة لا تشفع لجندي يخشى الموت أمام فلسطيني يمتلك الإرادة للدفاع عن حقه في الحياة.