المشهد اليمني الأول/
وانطوى شهرٌ ذو القعدة وهو يحمل مفاجأت وتطورات نوعية وتحولات في المعركة المقدسة التي يخوضها الشعب اليمني أمام قوى الطغيان العالمي، أبى أن ينطوي دون أن تحصل فيه المفاجأت فجعلت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني آخر أيامه رونق الإنتصارات ولأول أيام أغسطس وعد بمزيد من المفاجأت، في الجلا دٌكت جيوش المرتزقة وأحدث الآليات، وفي الدمام دٌمرت أحلام العقالات، وارتفعت الأصوات على نبرتها تحمل الآهات ، قالتها تركيا قبل أيام بأن من دخل اليمن غازياً لايمكن له بأن يعود الا وهو يجر من وراءه الخيبات، ولكن مراهقي الخليج لم يفهموا التنبيهات ، ولا تنفع معهم الحوارات أو المشاورات، وما يردعهم الا مزيداً من حمم المسيرات ولهيب الباليستيات.
إنه الحدث الأبرز والتاريخي والمفصلي النوعي الهام، حيث أعلنت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير صباح الخميس تنفيذها هجوماً بعملية مشتركة دكت عرضاً عسكرياً للغزاة والمرتزقة في معسكر الجلاء بعدن حيث لقي عدداً كبير من الغزاة والمرتزقة مصرعهم وأصيب العشرات، كما أعلنت القوة الصاروخية أيضاً في صباح الخميس قصف أهداف هامة في الدمام بالعمق السعودي التي تفصل السعودية مع الكويت بضع الكيلومترات، وتفصلها عن تل أبيب تقريباً حوالي 300 كيلو متراً ، حيث يرى من يتابع هذه الأحداث الهامة بأنها لم تأتي عبثاً ولكنها أتت حاملة رسائل هامة وهادفة في الساحة المحلية وهذه الرسائل والأبعاد.
أولاً: تأتي هذه العمليات رداً على جرائم العدوان الأمريكي السعودي والتي كان آخرها جريمة استهداف سوق آل ثابت بمحافظة صعدة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
ثانياً: تأتي ضربة عدن لتوصل رسالة هامة جداً للإمارات بأنها لن تسلم من أن تطالها ضربات القوات المسلحة اليمنية التي ستقصم ظهرها وتهدم كومتها القشية، وتكشف بأن الوجود الإماراتي لازال في اليمن وأن الإنسحاب الذي أعلن عنه كان مجرد أكذوبة تسد فراغ الأخبار في وسائل إعلام العدوان بعد أن فشلت في تحقيق أي انتصار أو تضليل للرأي العام وشعوب المنطقة.
ثالثاً: كما تأتي عملية الدمام المحاددة لدولة الكويت ايضاً لتوصل رسالة للإمارات بأنها ليست بعيدة من أن تطالها العمليات العسكرية الواسعة لسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية خاصة ولازالت الإمارات تجلب مرتزقتها من العالم لإحتلال اليمن طامعة في سقطرى وموانئ ومواقع اليمن الإستراتيجية والحيوية.
رابعاً: وتأتي لتوصل رسالة للإسرائيلي بأن يكف عن تماديه وتغذيته للصراعات وإشعال فتيل الحروب ومشاركته المباشرة في العدوان على اليمن وبأن القصف سيطاله أيضاً، وأن القوات المسلحة اليمنية قادرة على ضرب العمق الصهيوني الطامع والذي يسعى ويتوهم بإقامة حاضنة لأعداء الأمة العربية والإسلامية في أوسطها وفي مسرى رسولها وفي الأرض التي تحمل هويتها ومقدساتها.
خامساً: ضربة الدمام هي رسالة واضحة للحلاب الأمريكي والحلوب السعودي بأنه لن تسطيع أي منظومة دفاع أمريكية أن تعترض الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية طالما والأمريكي لايسعى الى لحلب الأموال، خاصة بعد جلب منظومة ثاد وجلب جنوداً أمريكيين الى السعودية بهدف الحماية، وهذه إشارة بأنه لن تستطيع لا أمريكا ولا دول الخليج أن تحمي السعودية من ضربات القوات المسلحة اليمنية طالما والسعودية على رأس العدوان على اليمن.
سادساً: هي رسالة تؤكد بأن القوات المسلحة اليمنية قادرة على قلب المعادلة وتحويلها من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم ، والمرحلة الأقوى والأشد إن تطلب ذلك.
سابعاً: تؤكد وتوضح بأن اليمن قادرة على التصنيع والتطوير العسكري والصاروخي الدفاعي والهجومي في جميع المجالات والمراحل ، وأن اليمن أصبحت قوة فعلية أثبتت وجودها وحاضرها في أي مواجهة كانت متحدية وحاضرة ومتماسكة رغم الحصار والعدوان المفروض عليها لخمسة أعوام، ومحطمة لتراهات وأقاويل المعتدين بأنهم استطاعوا أن يدمروا قدرتها العسكرية والصاروخية والتي أثبتت بأن تصريحاتهم مجرد شائعات تبث على وسائل إعلام الغزاة والمرتزقة، محطمة آمالهم وتطلعاتهم بأن يخضعوها أو يركعوا شعبها الشامخ الصامد العزيز رغم عدوانهم الذي أصبح في عامه الخامس والنصف، وتأكيد بأن اليمن يستطيع الصمود والمواجهة الى أعوام ، وأن اليمن ستصبح للغازي والمحتل مستنقع يغرق فيه.
وفي الختام لايسعني الا أن أقول سلام الله على أيادي الأبطال البواسل في جميع وحدات الجيش اليمني واللجان الشعبية ، الذين استطاعوا تلقين الغزاة والمرتزقة الدروس القاسية ، والذين يسطرون أروع الملاحم الجهادية البطولية متحدين العدوان وأدواته الرخيصة، وبزئيرهم وشموخهم وإبائهم وتضحياتهم وصلابتهم استطاعوا كسر الحصار ، وكسر اليد التي تحاول أن تلوث وتنهب وتبسط على الأرض اليمنية الطاهرة ، وعلى شعبنا الشامخ والعزيز، وقياداتنا الحكيمة والثورية العظيمة ، دامت اليمن حرة شامخة ، والخزي والعار والذل للمرتزقة والعملاء، والهزيمة والخسران والهلاك للغزاة المعتدين.
إبراهيم الحمادي
#ملتقى_الكتاب_اليمنيين