المشهد اليمني الأول/

ما بين مجزرة سوق قطابر في صعدة التي ارتكبها منذ يومين الطيران المعادي السعودي في عملية لا تشي إلا بذعر القاتل وهزيمته وبين عمليات المقاومة اليمنية والتي اخرها استهداف معسكر الجلاء في عدن، وتحديدًا منصة تخرج قوات الحزام الامني بصاروخ بالستيّ أدّى إلى مقتل قائد اللّواء الأول لهذه القوّات، مسافة من شرف تفصل ما بين المعتدي الجبان والمقاوم الذي لا تزيده أيام القتال إلا شجاعة وإصرار..

ككل حكايات المقاومة، تلخّص حكاية اليمن  أصل الصراع ما بين الباطل والحق، ما بين الظالم الذي يستقوي بارتكاب المجازر واستهداف المدنيين والمظلوم الذي يقاتل بشرف ويجيد اختيار اهدافه، تحديدها بدقة، وإصابتها  في مقتلٍ.. هي حكاية الحرب التي أرادها آل سعود عدوانًا يكسر عين الشرف اليمني، فتحوّلت إلى ساحة يلقنه فيها حفاة اليمن المسلّحون بالحق أوّلًا دروسًا في الفارق بين القتل الخسيس الذي ينفذه مرتزقة بطائرات أميريكية وبين القتال الشريف الذي يخوضه مقاومون مدجّجون بإيمانهم أنّ المعركة معركة حق، وأن الحق يُصان بالصدور إن عزّ السلاح.

تستمر المعركة في اليمن، وتصبح معيارًا أخلاقيًا وانسانياً قبل أن تكون موقفًا سياسيًا.. بل يستمرّ العدوان على اليمن، ويصبح محطة سقط فيها الكثيرون من أدعياء “الشّرف العربيّ”، ومن صبيان البلاط المهزوم ومن غلمان بني سعود، سواء أولئك الذين يجاهرون بولائهم لمعسكر النذالة المتمثّل بانبطاح سلمان لوليّه الأميركي، أو الذين يدّعون “موضوعية” وحياد في النظر إلى الصراع.. وبعض الحياد أشدّ لؤمًا من المجاهرة بالارتزاق من سلالة اللؤم السعودي.

وستستمرّ رغم الألم الذي يحفر عميقًا في الروح مع كل مجزرة، مع كل طفل يُحتضر تحت الحصار، وبهذا الألم الذي استحال ويستحيل غضبًا مقاومًا منتصرًا يسطّر زوال بني سعود وتحرير أرض الحجاز من سلالتهم الملعونة، وسقوط كيانهم الذي كما الكيان الصهيوني “أوهن من بيت العنكبوت”.

(ليلى عماشا – كاتبة لبنانية)