المشهد اليمني الأول/
كتب ديفيد سبيرو، المحلل الإستراتيجي الأمريكي، مقالاً تناول فيه الرباط التبادلي الشرير الذي يجمع مجمّع الصناعات العسكرية بالحكومة الأمريكية ومحافظيها الجدد بالكيان الصهيوني، وهو المثلث الذي ازداد الارتباط فيما بينه في السنوات الأخيرة التي شهدت بدايات تأزم النظام العالمي، ومحاولة الهيمنة الاستباقية من الولايات المتحدة على أمل الحفاظ على هيمنتها. وأبرز ما جاء في هذا المقال:
تعريب وإعداد: عروة درويش
«إنّ اقتران المؤسسة العسكرية الهائلة بالصناعة العسكرية الكبرى لهو أمرٌ جديد في التجربة الأمريكية. يمكن استشعار التأثير الكلي لمجمع الصناعات العسكرية في كلّ مدينة، وكلّ دار تشريعية، وكلّ مكتب حكومي فدرالي. – الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهوار في خطاب الوداع في كانون الثاني 1961».
ما السبب الذي يدفع حكومة الولايات المتحدة إلى الدخول في الكثير من الحروب التي يكون الكيان الصهيوني مستفيداً بشدّة منها؟ مثل: الحرب على العراق؟ لقد كانت التكاليف هائلة، والنتائج مريعة، ولا يمكن استشعار الفائدة منها كليّة. لقد كانت حرب العراق هي الثانية في سلسلة طويلة من عمليات الغزو والتدمير والقصف لدول مستقلة بدوافع واهية. ورغم التدمير واسع النطاق الذي سببته وقلّة النتائج المرجوة منها، فلا توجد إشارة تدل على غياب حروب تغيير الأنظمة عن الساحة. كيف حدث هذا؟
يكمن التفسير في مجمع الصناعات العسكرية، وفي الارتباط الحميم الذي نما بينه وبين الكيان الصهيوني. لقد باتت حروب الكيان الصهيوني جزءاً رئيساً في خطط أعمال مجمع الصناعات العسكرية. كلّ قنبلة تلقيها إسرائيل، وكلّ صاروخ تطلقه الولايات المتحدة، وكلّ بلد تغزوه الولايات المتحدة، يعني جني مجمع الصناعات العسكرية للمال. يتلقى الكيان الصهيوني ثلاثة مليارات دولار كمساعدة عسكرية من واشنطن كلّ عام. تعود معظم هذه الأموال بسرعة إلى الشركات الأمريكية مقابل شراء أسلحة. يجعل هذا الأمر من الكيان الصهيوني مركز أرباح رئيسي بالنسبة للصناعات العسكرية.
إنّ قادة الكيان الصهيوني وداعميهم من محبي الحرب، والذين باتوا يعرفون باسم المحافظين الجدد، يسعون عبر تحالفهم مع مجمع الصناعات العسكرية إلى إعادة قولبة العالم. لدى البنتاغون والشركات العسكرية بالفعل برامج ومجموعات ضغط نافذة قائمة. لكنّ ضغط الصناعات يأتي عادة على شكل: «اشتروا منتجاتنا» أو «جربوا منظومات السلاح هذه». هم لا يضغطون من أجل القيام بحروب جديدة. يدرك المحافظون الجدد بأنّ مهمتهم هي صناعة الأعداء وتعزيز الاتجاه نحو الحرب، بحيث يحصد مجمع الصناعات العسكرية الأرباح. وفي أثناء هذه العملية تتم تقوية الكيان الصهيوني ودعمه.
نادي أريكة المحاربين
إنّ المجموعة التي تحوّلت فيما بعد إلى مركز المحافظين الجدد بدأت ببضع أكاديميين، كان أغلبهم من أتباع ليو شتراوس وألبرت ولستيتر في جامعة شيكاغو. كان شتراوس قد أتى من ألمانيا إلى الولايات المتحدة في عام 1937، بينما ولستيتر قد ولد في نيويورك وأصبح أحد «الباحثين» المرموقين في مؤسسة «هيئة RAND» الاستشارية التي تعمل مع البنتاغون على أنظمة الاستخبارات والأسلحة. كان من المؤيدين الشديدين للمزيد من التسلّح وعدم التقارب مع الاتحاد السوفييتي.
لماذا كان هؤلاء الأكاديميون ملتزمين جداً بالهيمنة العسكرية للولايات المتحدة في العالم؟ بدأ الأمر في صناعة العقيدة العسكرية التي قام عليها الكيان الصهيوني. فإيرفينغ كريستول ونورمان بودهورتز، وهما اللذان يسميان في بعض الأحيان عرّابا تيار المحافظين الجدد، قالا بشكل صريح: بأنّ القدرات العسكرية الأمريكية والرغبة باستخدامها هما أمران حيويان بالنسبة لرفاه الكيان الصهيوني. وقد مضى المحافظون الجدد أبعد بكثير من الكيان الصهيوني، لتصبح هي الإيديولوجيا المهيمنة على آلة الحرب الأمريكية.
لم تعد «المحافظة الجديدة» إيديولوجيا فقط، بل باتت فلسفة ذعر متكاملة تعمل بشكل ممنهج لخدمة أغراض صانعيها ومموليها. فكما وصفها الفيلسوف تيبور ماكهان في 2007: «إنّ حافز المحافظين الجدد هو التشاؤم الشديد، والاستباقية الخاصة في الغاب، وتحويل كلّ مكان إلى مصدر خطر، والتحوّل إلى جهاز متضخم لحماية المواطنين الجهلة». وضمن هذه الفلسفة فإنّ الكذب على الناس لهو ضرورة أخلاقية واهتمام توليه النخب للأناس العاديين، وتحميل الضحايا وزر إخفاقهم وتسببه بفشلهم الأخلاقي. لقد كان شتراوس يقصد عندما يدافع عن «الكذب النبيل» بأنّه يعني حماية الجهلة من مصاعب «الحقائق» التي يؤمنون فيها، وعدم زجهم في حروب غير ضرورية.
لقد تمّ بلا شك تفسير أفكار شتراوس عن «الكذب الجيد» من قبل مريديه بشكل أوسع حتّى من مقاصده. يمكننا رؤية هذا الأفكار وهي تطبق بشكل عملي من قبل صقور الولايات المتحدة كلّ يوم وهم يطلقون سلسلة لا تنتهي من الكذبات لتبرير أغراض حربهم، بدءاً من أسلحة الدمار الشامل لدى صدام بعد 9/11، مروراً «بالتدخل» الروسي الأخير، ونهاية بما تناقله الإعلام السائد عن حضور حزب الله النشط في فنزويلا.
وكما قال الضابط السابق في المخابرات المركزية الأمريكية فيل جيراليدي، عندما يتعلق الأمر بالإيديولوجيا فإنّ المحافظين الجدد لديهم اعتقادان لا يتزعزان: «أولاً: إصرارهم على أنّ للولايات المتحدة الحق أو حتّى المسؤولية باستخدام جيشها وقوتها الاقتصادية لإعادة تشكيل العالم بما يخدم مصالحها الخاصة وقيمها… الثاني: مرتبط بالأول بشكل لا يمكن فصمه، وهو أنّ على واشنطن أن تدعم «إسرائيل» بغض النظر عن أيّ شيء تفعله حكومتها. وهو ما جعل الدفاع عن أي شيء «إسرائيلي» واحداً من القيم الأمريكية».
ولطالما كانت القيمة الجوهرية الثالثة هي: «المعارضة المسمومة» للروس (وقبلهم كانوا السوفييت). فكما جاء في «التاريخ العام» في السبعينيات، فإنّ المحافظين الجدد رأوا في الاتحاد السوفييتي، وليس في النزاع «الفلسطيني- الصهيوني»، مصدر التهديد الرئيس للولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط، وعلى السيطرة على حقول النفط في المنطقة. لقد رأوا في الكيان الصهيوني أداة قويّة وجوهرية في خططهم لهيمنة الولايات المتحدة على المنطقة».
لقد هيّأ المحافظون الجدد المشهد لتعميم أفكارهم ونشرها بين الشعب الأمريكي وحكومته. مضى التلاميذ الشباب للمؤسسين للعمل لصالح السيناتورات هنري جاكسون ودانييل موينيهان، وكلاهما من الحزب الديمقراطي ومن المؤيدين المتمرسين لمجمع الصناعات العسكرية. ساعد ولستيتر عبر صلاته القوية بالجيش المحافظين الجديدين الشابين ريتشارد بيرل وبول وولفويتز على الحصول على عمل مع جاكسون، والمعروف باسم: «السيناتور عن شركة بوينغ»، من أجل معاونته على الدعم المستمر لزيادة الإنفاق العسكري ومعارضة اتفاقات أسلحة نووية. كما كان من المناصرين الشديدين للكيان الصهيوني، ليشارك بذلك المحافظين الجدد مواقفهم الأساسية بخصوص السياسة الخارجية. تبع بيرل وولفويتز بعد فترة قصيرة زملاؤهما دوغلاس فيث وإيليوت آبرامز وآبرام شولسكي.
وكما تظهر لنا سيرة السيناتوران جاكسون وموينهان، فإنّ المحافظة الجديدة لم تكن يوماً مقتصرة على مسألة اليهود وعلى دعم الكيان الصهيوني. فكما كتب الباحثان بول فيتزجيرالد وإليزابيث غولد في «الحفر لأجل الحقيقية»: «رغم أنّهم يتصرفون كواجهة سياسية لدعم مصالح «إسرائيل» وكمحرك للحروب المستمرة، فإنّ المحافظين الجدد ما كانوا لينجحوا على الإطلاق كحركة سياسية لولا التعاون والدعم من النخب الاقتصادية القويّة غير اليهودية».
لقد أثنى الأكاديميون المحسوبون على مجمع الصناعات العسكرية منذ البدء على المحافظين الجدد، وكان عددهم يزداد بشكل مطّرد عاماً بعد آخر. لقد كان وزيرا الدفاع ديك تشيني ودونالد رامفسيلد من المنضمين الأوائل، وكذلك السفيرة إلى الأمم المتحدة جين كيركباتريك ومستشار الأمن القومي جون بولتون، والذين أصبحوا اليوم بالآلاف. باتت المحافظة الجديدة هي المهيمنة في وزارة الدفاع وبشكل متزايد، المهيمنة على وزارة الخارجية، وعلى المخابرات المركزية، ولها تأثير هائل على الكيان الصهيوني وعلى المملكة المتحدة.
حظيت المحافظة الجديدة بهذا التأثير بعد عقود من توظيف مراكز الأبحاث واللجان ودعمهم وإيصالهم ليكونوا «باحثين زملاء» ومدراء. لقد تنقلوا بين الوظائف والمواقع في وزارتي الدفاع والخارجية، أو في البيت الأبيض أو كطواقم للسيناتورات، أو شركات التسليح، وكانوا دوماً يعرفون باسم «خبراء». كانوا يكتبون المقالات والتعليقات ويظهرون على التلفزيونات ويشهدون أمام الكونغرس. لقد كذبوا. لقد عملوا بشكل دائم للسيطرة على الأحداث.
كان من أوائل المحافظين الجدد الذين هيمنوا على المشهد «لجنة الخطر الحالي CPD» التي تم إيجادها في عام 1976، ولجنة العالم الحر «CFW» التي أنشئت في عام 2981. لقد دعمت كلتاهما بشكل شديد الانتشار النووي الذي يستهدف التحاد السوفييتي. ومراكز الأبحاث الحالية التي أوجدها المحافظون الجدد تتضمن:
المؤسسة اليهودية لشؤون الأمن القومي «JINSA»، ومركز المؤسسة الأمريكية «AEI»، ومؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأدنى «WINEP»، ومؤسسة الدفاع والديمقراطيات «FDD»، والمئات غيرها. تتعاون هذه المجموعات مع المجموعات التي تدعم الكيان منذ وقت أطول مثل: «AIPAC». تتشارك فيما بينها الطواقم والتمويل والمساحات. فمثلاً: اجتمعت إحدى أكثر المجموعات تأثيراً: «مشروع القرن الأمريكي الجديد PNAC» في مكاتب مملوكة لمركز المؤسسة الأمريكية، وضمّ الاجتماع ستّة أشخاص على الأقل شغلوا مواقع قيادية في إدارة بوش وهم موجودون مع شقيقه جيب.
وثيقتان للمحافظين الجدد تفجّران العالم
أنشأ المحافظون الجدد وثيقتين جوهريتين في سياسات الحرب لدى كلّ من الحكومة الأمريكية والكيان الصهيوني. في عام 1997 أثناء اجتماع للمحافظين الجدد في مركز الأبحاث الذي مقره القدس: «مؤسسة الدراسات السياسية والإستراتيجية المتقدمة». تمّت كتابة ورقة لأجل حزب الليكود تدعى «قطع واضح: إستراتيجية جديدة لتأمين المملكة». وتقترح وثيقة «القطع الواضح» ألّا يحاول الكيان الصهيوني بعد الآن أن يعقد سلاماً مع جيرانه العرب مثل: سورية ولبنان والعراق، بل أن يرجعهم للخلف ويزعزع استقرارهم وأن يغير أنظمتهم في نهاية المطاف، ويضع مكانها أنظمة محابية للكيان. إنّ التوصيات التي أعطيت لتنفيذ الوثيقة يتم تنفيذ أغلبيتها باستخدام القوات العسكرية الأمريكية، وقوات الكيان الصهيوني.
في عام 1999 كتبت «PNAC» بحثاً مشابهاً من أجل أمريكا بعنوان «إعادة بناء دفاعات أمريكا: الإستراتيجيات والقوات والموارد لقرن جديد»، وقد شملت النمو المستمر للموازنة العسكرية الأمريكية، والسعي للقدرة على شنّ حروب متعددة وعمليات شرطة متعددة. أطلق الكاتب دونالد كاغان والمستشار السابق للبنتاغون وغاري شميت والمدير السابق لشركة الأسلحة لوكهيد- مارتن جيزل دونلي، على الوثيقة: «مخطط للحفاظ على تفوق الولايات المتحدة العالمي، وهو ما يحول دون ظهور منافس قوي، وتشكيل نظام الأمن الدولي بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الأمريكية».
تسعى كلتا الوثيقتين لتدمير الأرض. ففي حين كان هناك إجماع عالمي، في الكلام على الأقل، بأنّ الحروب العدوانية والهجمات غير المبررة ليست قانونية وينبغي على الدوام حلّ النزاعات دبلوماسياً، فقد اعتبر المحافظون الجدد هذا الأمر صحيحاً بشكل حرفي، وقالوا: بأنّ غزو واحتلال الدول كان خياراً مشروعاً ولا أحد يمكنه إيقافك. ارتفعت الميزانية العسكرية للولايات المتحدة من 287 مليار دولار في 2001 إلى 722 مليار دولار في 2011.
كيف تبدأ حرباً؟
خلافاً لحروب القرن العشرين، لم يكن للولايات المتحدة أن تصبغ غزو العراق بأنّه عمل دفاعي. فدون عذر يصبح حشد الدعم لأجل الحرب على دولة لا تشكل خطراً أمراً صعباً. وهنا بدأ المحافظون الجدد الذين قادوا دعاة الحرب بالعمل في كل اتجاه، داخل وخارج الحكومة.
عند وصول إدارة بوش إلى السلطة في عام 2001 كانت مصممة على غزو العراق، لكنّ كلتا وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية عارضتا هذا الغزو، كما وقف ذات الموقف العديد من العسكريين وأعضاء الكونغرس، وملايين الشعب الأمريكي. كان يجب تخطي هذه المقاومة.
كتبت «PNAC» في وثيقة «إعادة بناء دفاعات أمريكا» بأنّه بسبب المقاومة الشعبية، فإنّ خططهم للتوسع وللتعبير العسكري عن هيمنة الولايات المتحدة سوف تأخذ وقتاً طويلاً «في غياب حدثٍ كارثي ومحفز- مثل هجوم جديد على ميناء بيرل هاربور». في 11/9/2001 حصلوا «أو خلقوا» بيرل هاربور خاصتهم وبدأوا العمل. أرسلت «PNAC» رسالة علنية إلى الرئيس بوش تدعوه فيها إلى الدفع بالحرب على الإرهاب «إلى ما وراء القاعدة إلى سورية وإيران وحزب الله في لبنان والسلطة الفلسطينية والعراق».
مَوّل المحافظون الجدد لجنة «تحرير العراق» التي أوجدها عضو «PNAC» بروس جاكسون نائب رئيس شركة لوكهيد- مارتن السابق. وتم إيجاد مجموعة لا أتباع لها في العراق بزعامة أحمد شلبي وسميت الكونغرس الوطني العراقي. وتم تلفيق القصة التي تلقفها المسؤولون والإعلام الأمريكي والبريطاني السائد دون أي نقد، وهي أنّ نظام صدام لديه أسلحة دمار شامل وبأنّه مرتبط بالقاعدة.
بدأت المعلومات الملفقة المستمرة تجد طريقها إلى الصحافة السائدة، وأسس دونالد رامسفيلد «مكتب الخطط الخاصة» في البنتاغون كمكتب استخباراتي خاص، والذي خدم أهداف الذهاب إلى الحرب أكثر من قيامه بجمع المعلومات الاستخباراتية الحقيقية التي كانت المخابرات المركزية تهتم بها. كان مايكل ليدن ودوغ فيث من موظفي المكتب ومن المحافظين الجدد اللذان تعاملا مع المخابرات الإيطالية لتمرير وثيقة إيطالية زائفة تظهر صدام حسين وقد اشترى اليورانيوم من النيجر. لقد تمّ تقديم مثل هذه المعلومات، ومنها شراء صدام حسين لأنابيب ألمنيوم لا تصلح إلّا لتخصيب اليورانيوم، كحقائق لدى الحكومة البريطانية.
تمت شيطنة صدام حسين بشكل مبالغ به وتمّ إقناع العامّة بأنّ الناس مضغوطون وبأنّ القوات الأمريكية ستتلقى ترحيب الأبطال. وتمّ مع الوقت تجاهل المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، وكذلك الكونغرس والملايين الذين زحفوا ضد الغزو.
لم تعد هناك اليوم مقاومة شديدة من الوكالات الاستخباراتية للمحافظين الجدد في تنفيذ خططهم، فقد ترأّس المتطرف مايك بومبيو من المحافظين الجدد وكالة المخابرات المركزية، وبات الأكثر منه تطرفاً جون بولتون هو رئيس مستشاري السياسة الخارجية للرئيس.
تقوم جماعة المحافظون الجدد اليوم ومن خلفهم مجمع الصناعات العسكرية بالكذب في محاولة دفع الولايات المتحدة لمهاجمة سورية وإيران وكذلك فنزويلا. ربّما يحلمون بأن تأتي روسيا بعد إيران. والإعلام المملوك للشركات يظهر كلّ ما تقوله قوى الحرب وكأنّه حقائق. وذلك بغض النظر عن عدد المرات التي تبيّن فيها بأنّ تنبؤاتهم خاطئة، أو أنّ تصريحاتهم ومعلوماتهم كاذبة. لا يزالون يشغلون مناصب معلقين أو خبراء أو نقاد في منصات الإعلام المملوك للشركات. هذا ينطبق على الجنرالات المتقاعدين وعلى الأكاديميين الصهاينة.
إنّ السعي للهيمنة الأمريكية لتحقيق المزيد من الأرباح من الحرب لجيوب مجمع الصناعات العسكرية، يعتمد بشكل كلي على الأكاذيب وعلى الدعم الهائل. فهل تساعد بعض الحقيقة في وقت هذا الجنون في محاولة استحضار الجحيم؟