المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    حصاد 2024.. عمليات عسكرية كبرى في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”

    شهد العامُ 2024م العديدَ من الأحداث، والتطورات الدراماتيكية، سواء...

    سقوط (MQ9).. الهيمنة الجوية الأمريكية تهوي في اليمن

    طائرة (MQ9)،ورقة رابحة كانت أحد رموز هيمنة الولايات المتحدة...

    مابين اليمن وإسرائيل ليس كرسي تفاوض

    إستراتيجية قديمة التكتيك حديثة الظهور، يهودية المنشأ، شيطانية التفكير،...

    “موانئ البحر الأحمر” تكشف حصيلة ضحايا الغارات “الإسرائيلية”

    قالت “مؤسسة موانئ البحر الأحمر” في محافظة الحديدة، اليوم...

    “كالكاليست” العبري: انسوا القصف الجوي لا يمكن هزيمة قوات “صنعاء”

    نشر موقع (كالكاليست) العبري تحليل مطول عن سير الضربات...

    هل ستتصاعد احتِمالات الحرب في الخليج بعد وصول جونسون توأم ترامب العُنصري لرئاسة وزراء بريطانيا؟

    المشهد اليمني الأول/

    لا يُخامرنا أدنى شَك في أنّ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب سيكون الأكثر سعادةً بفوز بوريس جونسون، تلميذه المُخلص، وتوأمه العُنصري، بزعامة حزب المُحافظين البريطاني، ورئاسة الحُكومة البريطانيّة بالتّالي خلفًا للسيّدة تيريزا ماي، والانتِقال إلى قائمة الفاشلين، ولهذا لم يكُن مُفاجئًا بالنّسبة إلينا أن يكون أوّل مُهنّئيه.

    ترامب كان مُدير حملة جونسون الانتخابيّة غير المُسمّى، لأنّهما يلتَقيان على أرضيّة الكراهية للمُهاجرين، والعَداء للإسلام والمُسلمين، والانحياز للعِرق الأبيض باعتِباره الأكثر تميّزًا، والأنقى جيناتً، ولم يتردّد لحظةً، أيّ الرئيس ترامب، في المُجاهرة برغبته في وصول جونسون إلى رئاسة الوزراء، باعتباره الأكثر كفاءةً، وربّما عنصريّة.

    جونسون في المُقابل الذي يدّعي أنّ جدّه الأكبر كان تُركيًّا، وجاء مُهاجرًا إلى بريطانيا، تطاول على المُسلمين، وهاجَم المنقّبات بطريقةٍ غير لائقةٍ عندما وصَفهنّ بأنّهن مِثل لصوص البنوك، وصناديق البريد، وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما قال في مُقدّمة جديدة لكتابه أن الإسلام هو سبب تخلّف المُسلمين ودولهم لقُرون، كما هاجم الرئيس الأمريكيّ السابق باراك أوباما بسبب جذوره الإفريقيّة والإسلاميّة، ورأى أنّ كُل بؤرة توتّر في العالم لها علاقة بالإسلام.
    ***
    ربّما من السّابق لأوانه الحَديث عن المواقف التي سيتّخذها جونسون تُجاه العديد من الأزَمَات الحاليّة، وخاصّةً أزمة إيران، والاقتراح الذي طرحه وزير الخارجيّة الفرنسي، لتشكيل تحالف ثلاثي فرنسي بريطاني ألماني بقيادة أوروبيّة لحِماية حريّة الملاحة في الخليج، ولكن ما يُمكن أن نتكهّن به هو وقوفه بقوّةٍ في خندق التحالف المُماثل الذي يُريد حليفه ترامب تشكيله، ووافقت على الانضِمام إليه كُل من السعوديّة والإمارات وربّما لتغطية نفَقاته، فجونسون مِثل أستاذه ترامب، لا يكُن أيّ ود للاتّحاد الأوروبي.

    ربّما لا تطول فترة بقاء جونسون رئيسًا للوزراء بسبب ضخامة حجم المُعارضة التي يُواجهها داخِل حزبه وفي البرلمان معًا، وإعلان 15 وزيرًا عزمهم الاستِقالة، وحتى في الاتّحاد الأوروبي الذي يرفُض الدخول في أيّ مُفاوضات جديدة حول اتّفاق الخُروج، ولكن ومهما كانت مدّة بقائه في منصبه قصيرة، فإنّها كفيلة، وبحُكم قربه من ترامب، ومُستشاره للأمن القومي جون بولتون، وثالثهم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتصعيد حدّة التوتر في منطقة الخليج، والشرق الأوسط، وربّما إشعال فتيل حروب، فجونسون ومثلما وصفه وزير خارجيّة عربي التَقاه عدّة مرّات، شِبه جاهِل بالحقائق على الأرض في الشرق الاوسط، وتعقيداتها، ويتطرّف في موقفه إلى أعلى الحُدود.
    ***
    نتوقّع تصعيدًا في حرب الناقلات في الأيّام والأسابيع القليلة المُقبلة، فنحن أمام تحالف أمريكي بريطاني يميني مُعادي للإسلام والمُسلمين، ولكن هذا لا يعني أنّه سيخرج مُنتصرًا في ظِل النّزعة “الاستشهاديّة الإيرانيّة” المدعومة بمنظومة صاروخيّة وبحريّة ضخمة، وأسلحة سريّة ستكون مُفاجئةً مثلما يقول الجنرال علي شمخاني، الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي، علاوةً على أذرع عسكريُة لحركات مُقاومة فاعِلة، وليس لها صفة رسميّة، مِثل “حزب الله” في لبنان، وحماس والجهاد في غزّة، وأنصار الله في اليمن، والحشد الشعبي في العِراق، والأهم من كُل هذا وذاك، وجود إرادة وقُدرة حديديّة على اتّخاذ القرار بالرّد على أيّ عدوان في الخليج أو الأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة.. والأيّام بيننا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عبد الباري عطوان

    spot_imgspot_img