المشهد اليمني الأول/
تشهد منطقة الخليج الفارسي تصعيدا للتوتر يرى محللون سياسيون انه ناجم عن محاولات امريكا الرامية الى زعزعة أمن المنطقة في إطار سياسة الابتزاز التي ينتهجها سمسار البيت الابيض دونالد ترامب، لحلب الدول الخليجية كالسعودية بحجة حمايتها مما تسميه “التهديدات” الايرانية. وما تدعيه واشنطن فهو مجرد تذرّع لنهب اموال شعوب المنطقة من قبضة حكام يخشون ظلّهم.
وتشهد منطقة الخليج الفارسي وتحديداً مضيق هرمز حالة من التصاعد المتبادل بين إيران وبريطانيا من جهة على خلفية أزمة ناقلات النفط وبين ايران والولايات المتحدة من جهة اخرى بسبب تدخلات الاخيرة في شؤون دول المنطقة ومحاولتها فرض إملاءاتها على هذه الدول.
وتحوم الشبهات بحسب العديد من المراقبين حول وجود مخطط خطير دبرته الادارة الامريكية بمساعدة صقورها المتطرفين من امثال جون بولتون مستشار الامن القومي في البيت الابيض ومايك بومبيو وزير الخارجية الامريكي بهدف زعزعة امن الملاحة البحرية لتبرير توجه ادارة ترامب نحو تعزيز التواجد الامريكي بذريعة الحماية وابتزازاً لحكامها.
وفي هذا السياق وعلى خلفية التوترات التي تشهدها المنطقة، ترددت أنباء عن إرسال 500 جندي امريكي الى قاعدة الامير سلطان الجوية، في البداية كان الكشف عن وجود عمليات تطوير وتحديث البنية التحتية لقاعدة الامير سلطان الجوية قرب الرياض ووصول مئات الجنود الامريكيين اليها عن طريق الاقمار الصناعية ووسائل الاعلام الامريكية. لكن بعد افتضاح امر تحويل قاعدة سلطان الى قاعدة امريكية لم يعد بالامكان إخفاء هذا الحدث المهم حيث اعترف الملك سلمان بانه وافق على استقبال جنود امريكيين على الاراضي السعودية تحت ذريعة حماية امن واستقرار المنطقة.
الملفت في الحدث انه جاء تحت عنوان مواجهة “التهديدات الايرانية” ولكن القرائن تشير الى ان ما يجري هو عملية حلب ممنهجة للخزينة السعودية.
وبعد انسحاب الامارات من تحالف العدوان على اليمن الذي تحول الى فرصة ذهبية لامريكا ان تستغل فظع وهلع السعوديين من الضربات الدقيقة للجيش واللجان الشعبية في اليمن على المراكز الحيوية والاستراتيجية في السعودية، تؤكد جميع التقارير ان ترامب وبدون ان يدفع فلسا واحدا نجح في بناء قاعدة امريكية ضخمة على ارض الحرمين الشريفين قد تجعل امريكا في غنى عن القواعد الموجودة في المنطقة.
بالطبع العقلاء من دول العالم والمنطقة فهموا اللعبة الامريكية والمؤامرات التي تحيكها ادارة ترامب لزعزعة الامن في منطقة الخليج الفارسي. ومن هنا أكدت اليابان عدم مشاركتها في التحالف البحري المزعوم كما اكدت كل من قطر والكويت ضرورة إيجاد مخرج سلمي للأزمة المتصاعدة.
ورغم الاصرار الامريكي على خلق التوتر ليكون منفذا في حلب اكثر لمقدرات دول منطقة الخليج الفارسي وشعوبها الا ان هناك جناحا قويا من بعض دول المنطقة والقوى الاقليمية يرى ان “اهل مكة ادرى بشعابها”، وهذا ما اكدت عليه ايران مرارا على لسان قادتها العسكريين فهي بالفعل قادرة على الحفاظ على امن مضيق هرمز واستقرار المنطقة وهذا ما أثبتته امام الخروقات الامريكية.