المشهد اليمني الأول/
لا تزال أصداء مقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخيرة محطّ متابعة حثيثة في إعلام العدو.
معلّق الشؤون العربية في موقع “نيوز 1” الاسرائيلي يوني بن مناحيم إعتبر في هذا السياق أن (السيد) نصر الله يشنّ حربًا نفسية ضدّ “اسرائيل” من خلال معرفته أن جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يتابع كل تصريحاته، لذلك قال: إن قادة “اسرائيل” لم ينجحوا في إعادة ترميم ثقة الجمهور الاسرائيلي بالجيش بعد حرب لبنان الثانية، ولم ينجحوا بإعادة ترميم القوات البرية”، وأضاف: “على الرغم من أن كلام (السيد) نصر الله ليس بجديد إلّا أنه شخصٌ معروف بإلتزامه بما يقول.
بدوره، ذكر موقع “مكور ريشون” الاسرائيلي أن جنود الوحدة 8200 (التابعة للاستخبارات العسكرية الصهيونية) جلسوا في نهاية الاسبوع وترجموا كلّ كلمة وكلّ فاصلة وكلّ عبارة من مقابلة (السيد) حسن نصر الله بمناسبة 13 سنة على إنتهاء حرب لبنان الثانية”، لافتًا الى أن الأمين العام لحزب الله إختار البدء بالقول: إن الحدود الجنوبية للبنان آمنة أكثر من أيّ وقت بفضل حزب الله”.
وبرأي الموقع، “العنوان الرئيسي في المقابلة كانت خريطة “اسرائيل” أو فلسطين المحتلة حسب قوله، التي أعدّها من أجل المقابلة”.
ورأى “مكور ريشون” أن عناصر الاستخبارات الاسرائيلية ليسوا خائفين من كلام (السيد) نصر الله أو من خريطة الأهداف التي عرضها، إنّما ممّا قاله بين السطور، خاصة كلامه حول أن “اسرائيل” مردوعة، وأن المواجهة بينها وبين قوات حزب الله “ليست على الطاولة”، يجب أن يُقلق كبار قادة الجيش الاسرائيلي”.
وقال الموقع: “منذ العام 2000 نجح الأمين العام لحزب الله بترسيخ مكانته ليس فقط في لبنان وفي العالم العربي، بل أيضًا في “اسرائيل”. لا يوجد قائد أو مُقاتل واحد في الجيش الاسرائيلي لا يكنّ الاحترام لـ(السيد) نصر الله، الذي نجح بقوّته الذاتية بتحويل منظمة “إرهابية” صغيرة الى جيش لدولة.. يجب على “اسرائيل” أن تكون قلقة من أن عدوّها الذي يحتفظ بقدرات عسكرية بارزة، خرج الى الاعلام، نشر الغبار حول التوتر المحتمل وهو يعلن انه “لا رغبة لي بمواجهة””.
وتابع: “منذ إنسحاب الجيش “الاسرائيلي” من لبنان وضع (السيد) نصر الله ترسانة تُهدّد أكثر من ثلث “اسرائيل”، وأيضًا “الزعيم اللبناني” يُمكنه أن يُعلن أن بمقدوره أن يُلحق أضرارًا كبيرة في “اسرائيل” بالنسبة نفسها التي يتحدث عنها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على لبنان. لن تكون معركة من سيُدمّر أكثر، بل من سيدفع الطرف الثاني الى التفكير بمسار جديد على ضوء الأضرار الضخمة التي سيتلقّاها، إذ يوجد في “اسرائيل” حساسية عالية جدًا أمام الخسائر في الأرواح والأضرار”.
ويخلص “مكور ريشون” الى أن “السؤال الحاسم في حلبة كهذه هو من يخاف أكثر من الأضرار؟ (السيد) نصر الله إنتصر من دون أن يُطلق صاروخًا واحدًا باتجاه مستوطنات الشمال.. “اسرائيل” وحزب الله يستعدان للمعركة. (السيد) نصر الله بنى إستعدادًا لها جيشًا قويًا مع مخازن أسلحة لا تنضب، وسيضعنا أمام معضلة كبيرة: تدمير لبنان أم فقدان أراضٍ واسعة من “اسرائيل””، على حدّ وصفه.