المشهد اليمني الأول/
هزيمة استخبارية مدوية تتلقاها واشنطن بإعلان وزارة الامن الايرانية عن عملية تفكيك شبكة تجسس جنّدتها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (CIA)، وقيامها ببث فيلم وثائقي عن العملية أثار حيرة واستغراب ساسة البيت الأبيض ودفع بهم إلى إطلاق تخرصات لتغطية هذه الفضيحة.
بثت وزارة الامن الإيرانية، اليوم الاثنين، فيلما وثائقيا حول عملية تفكيك شبكة تجسس درّبتهم وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (CIA).
ووفقا لما جاء في الفيلم الوثائقي المعنون بـ”صيد الجواسيس”، انه وبالتزامن مع تغيير الادارة الامريكية ومجيء صقور مثل جون بولتون ومايك بومبيو الى السلطة، تم تكليف وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية “السي اي ايه” مجددا، القيام بعملية تجسس على المراكز الحيوية في ايران حيث تم رصد ميزانية باهظة خدمة لتمرير هذا المخطط من خلال تجنيد عملاء جدد داخل ايران وتدريبهم بشكل محترف. وبدأت عملية تجنيد العملاء الجدد بهدوء وحذر شديدين بسبب الفشل الذريع الذي منيت به الادارة الامريكية عام 2013 حيث فقدت الاستخبارات الامريكية انذاك عددا كبيرا من جواسيسها في ايران ومختلف انحاء العالم.
وكشف الفيلم الوثائقي ان الاجهزة الامنية الايرانية التي كانت على اشراف تام بأنشطة عملاء “السي اي ايه” خارج البلاد، تحولت من حالة الدفاع الى حالة الاقدام حيث ادرجت مشروع رصد الجواسيس على جدول اعمالها والكشف عن المتعاونين مع الاستخبارات الامريكية والعملاء لها.
وتكللت العملية بالنجاح التام خلال العام الماضي اثر توجيه ضربة قاضية لخلية جديدة من جواسيس “السي اي ايه” المحترفين من الذين توغلوا في الاجهزة الحيوية داخل البلاد.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قد كشف في يونيو/حزيران الماضي، عن تفكيك أحد أكبر شبكات التجسس السيبرانية التابعة لأمريكا، واعدا آنذاك بالكشف عن تفاصيل عملية إلقاء القبض على عناصر الشبكة والمهام المناطة اليهم.
وفي أول رد فعل امريكي على نجاح العملية الامنية الايرانية، استبعد وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، اليوم الاثنين، تصريحات السلطات الايرانية بالقبض على العملاء والجواسيس وقال في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، إنه لا يمكنه التعليق بشكل محدد على القضية.
وأما سمسار البيت الابيض دونالد ترامب، فقد زعم في تغريدة نشرها في وقت لاحق على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”، أن التقارير التي أفادت بتفكيك شبكة تجسس تعمل لصالح الـ CIA في ايران غير صحيحة بالمرة.
ترامب الذي لم يجد أسلوبا متقنا للرد على الوثائق التي نشرتها إيران حول جواسيس السي آي ايه، كرر تخرصاته حول الاوضاع الاقتصادية في إيران زاعما ان الأمر سيتدهور بشكل كبير في إيران!.
وكانت وزارة الامن الايرانية قد قامت في وقت سابق بتفكيك العديد من خلايا التجسس العاملة لصالح الاستخبارات الغربية خاصة الولايات المتحدة الامريكية.