المشهد اليمني الأول |
في الأيامِ القليلةِ الماضية نقلت القنواتُ الإخبارية وصولَ قوات مارينز أمريكية إلى السعودية؛ بحجة العمل العسكري المشترك، والحقيقة أن ذلك لم يَعُد جديداً علينا نحن اليمنيين بالذات، فطالما اتضحت البصمةُ الأمريكية الإسرائيلية في العدوان على اليمن منذ الوهلة الأولى لإعلان عاصفة الحزم من واشنطن، ومنذ ذاك حتى اللحظة ونحن نقولُ العدوانُ الأمريكي السعودي على اليمن، وقد كشفت المعاركُ في الحدود عن وجود قوات أمريكية وهي المسمَّاة “أصحاب القبعات الخضراء”، وكشف الساحلُ عن التواجد الإسرائيلي؛ ولذلك نعي بما يُنشَرُ حالياً منذ سنين منذُ انطلاقة المشروع القرآني العظيم.
والجديرُ هو كيف تحوّلت مساراتُ الحرب وانقلبت موازينُ قواها على طاولة الردع والرد التي أصبحنا نمسِكُ بزمامها ؛ بفضل الخيارات الاستراتيجية التي وضعت القيادة ركائزَها وأطلقت لها العنانَ، فدخل المُسيّر خط المواجهة.
واشتدت وتيرةُ البالستيات وزاد زَخَمُ الاقتحاماتِ، وحضرتِ الحنكةُ السياسيةُ واتضحت الرؤيةُ الوطنيةُ وثباتُ المبادئ في المفاوضات وتحركت عجلة البناء المؤسسي رغم شراسة الهجمة، ما أذهل الخارج والداخل بمرحلة حققت ردعاً على قبيل الإنجاز الذي لم يستطع التحالف تحقيقَ ولو جزء منه، فتفكروا يا أولي الألباب.
فها قد أصبحت السعوديةُ تستقبلُ المارينز للدفاعِ عن نفسها بعد أن خَلعت جُبَّةَ الشرعية التي طالما تشدَّقت بأسطوانتها التي شرخها الارتزاقُ وعبثت بها العمالةُ حتى أصبحت لا تساوي ديناراً.
في دلالةٍ لنا على وجوب التحرُّك لتطهير الأراضي المقدَّسة من رجس الضيوف ومستضيفيهم، ونصرُنا أن نرى أعداءَنا يتخبّطون لحماية أنفسهم؛ خوفاً منا، والحمدُ لله الذي جمَعَ أهلَ الباطل إلى بؤرة؛ لنتحَرَّك لاستئصال شأفتهم، وقد اقترب موعدُ اللقاء لتطهير البيت الكريم وتصدير آل سعودٍ ويهودٍ إلى الجحيم، وليعِ كُلُّ مَن أضمر وأظهر في قلبه الحقدَ على المشروع الجهادي أننا منذ انطلاقتنا نعلمُ مَن عدونا وإن تستر.
ومَن لم يعترفْ بحقيقة العدوان وماهيته فقد خُبِثَت نفسُه واتسخ ضميرُه وارتهن للباطل، أما نحنُ فواللهِ إننا نزدادُ فخراً وثباتاً وشوقاً لمواجهة الشيطان الأكبر فقد اخترنا طريقنا الذي يرضاهُ اللهُ لنا، وامتثلنا لتوجيهاته بأن اشترى منا أرواحَنا بجنته ولأجيالنا بالجهاد والاستشهاد حياةٌ.
عبدالجليل الموشكي