المشهد اليمني الأول/
افتتح السفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي ديفيد فريدمان، ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، أمس الأحد، نفقاً استيطانياً بالقدس المحتلة.
وذكرت الوكالة الفلسطينية الرسمية للأنباء (وفا)، أن فريدمان وغرينبلات شاركا إلى جانب وزراء ونواب إسرائيليين، في افتتاح النفق الذي يمر ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، وجرى ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق كامل للبلدة.
ويمتد النفق بين بركة سلوان التاريخية وأسفل المسجد الأقصى وباحة حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد)، وهي خطوة جديدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب نحو تثبيت اعترافها بسيادة الكيان الاسرائيلي على القدس.
وهذا النفق جزء من خطة تسمى “شلم”، أقرتها حكومة الاحتلال “لتعزيز وجودها في منطقة الحوض المقدس بالبلدة القديمة في القدس”، من خلال تنفيذ عشرات المشاريع السياحية والحفريات الأثرية في سلوان والبلدة القديمة.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أمس، أن مشاركة فريدمان وغرينبلات تأتي بدعوة من جمعية “إلعاد” الاستيطانية التي تستولي على الأملاك الفلسطينية بالقدس، وتشرف على نحو 70 بؤرة استيطانية في سلوان.
وهاجمت الخارجية الفلسطينية “غرينبلات وأمثاله”، مشددة على أن دعمهم للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين جعل “تل أبيب تقفز عن كل المحرمات والخطوط الحمراء، وتتجاهل أية محاذير يفرضها القانون الدولي”.
من جانبها أدانت حركة “حماس”، على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، مشاركة فريدمان وغرينبلات في افتتاح النفق، مؤكدة أن ذلك “استمرار للسياسة العدوانية للإدارة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته”.
وقالت الحركة في بيان لها: “زيادة جرعة السلوك الأمريكي العدواني نتاج لورشة البحرين، التي شجعت الإدارة الأمريكية على مواصلة سياستها العنجهية، وزادت من جرأة الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم، خاصة في القدس المحتلة”..
وذكرت الوكالة الفلسطينية أن نشطاء من حركة “السلام الآن” الإسرائيلية اليسارية اعتصموا قرب المكان؛ احتجاجاً على افتتاح النفق المثير للجدل، والذي يأتي بعد عام تقريباً على نقل سفارة واشنطن من “تل أبيب” إلى القدس.
ورفض غرينبلات في تغريدةٍ نشرها على حسابه بـ”تويتر”، الأحد، الانتقادات الفلسطينية التي تشدد على أن هذا “الحدث التاريخي” يدعم تهويد القدس ويمثل عملاً عدائياً.
وتأتي الخطوة الأمريكية في وقت يزداد فيه غضب الفلسطينيين من انحياز واشنطن الواضح إلى “إسرائيل”، واعترافها رسمياً نهاية 2017 بالمدينة المقدسة عاصمة لدولة الاحتلال.
كما أنها تأتي وسط رفض شعبي لما يُعرف بـ”صفقة القرن”، التي بدأت أمريكا فعلياً تنفيذها من خلال ورشة اقتصادية استضافتها العاصمة البحرينية يومي 25 و26 يونيو الماضي، بمشاركة عربية ضعيفة ومقاطعة غالبة.
وكان اللافت في هذه الورشة التطبيع الصريح من قِبل السعودية والإمارات والبحرين والذي شكَّل صدمة مدوية في الأوساط السياسية، وكان منبع قوة لموقف “إسرائيل”، التي تسعى جاهدة بمساعدات عربية وغربية لسرقة حقوق الفلسطينيين.
وحاولت الإمارات والسعودية الترويج للمؤتمر وللعلاقة مع “إسرائيل” عن طريق مسؤولين أو ناشطين صغار، لتجاوُز الإعلان الرسمي عن الانفتاح مع دولة الاحتلال، في حين اختارت البحرين الوضوح أكثر وفضح تودُّدها إلى تل أبيب.