المشهد اليمني الأول| صنعاء
اعتبر مراقبون كلمة رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد في الحشد التاريخي صبيحة السبت 20 أغسطس/آب 2016م، بميدان السبعين أنها بمثابة برنامج عمل للعهد اليمني الجديد وخارطة طريق لمعالجة مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية .
وعلق مراقبون دوليون أن كلمة الصماد إحتوت على خطوط عريضة للمرحلة القادمة ستعزز من تماسك ووحدة الصف الداخلي في مواجهة تحالف السعودية، وأتباعها من المسلحين أغلبهم تنظيمات تكفيرية إرهابية.
مشيرين إلى دعوته للوفد الوطني بعدم الجلوس مع المبعوث الدولي “ولد الشيخ” أو حتى التحاور، تغيير جذري في معادلة المواجهة مع السعودية وحلفائها بناءاً على التغيرات السياسية الطفيفة على المشهد اليمني .
بموازاة ذلك قرأ بعض السياسيين كلمة الرئيس الصماد بكونها تحاكي ذلك التناغم الجماهيري الذي اتى ليبارك الاتفاق ، اذ ركز الصماد على شرعية الشعب في سياق اشادته بالحشد الكبير ، مشيرين الى ان تعريض الرئيس بالمقارنة بين الجموع المحتشدة في ميدان السبعين وبين شعوب بعض دول الخليج باعتبار الحشود تشكل اضعاف سكان اربع دول خليجية مجتمعة، يعد اشارة واضحة الى اتكاء المجلس السياسي على قاعدة شعبية وشرعية شعبية تفوق ما تمتلكه الانظمة في تلك الدول الخليجية التي تشارك في العدوان.
واثنى المشاركون في الاستطلاع على ما ابداه الرئيس الصماد من توجه صارم نحو استكمال خطوات الاتفاق السياسي وصولا الى مرحلة الاستقرار السياسي ، فضلا عن اعلانة وبكل ثقة عن اقتراب تشكيل حكومة خلال الايام القليلة القادمة، مشددين على أهمية هذه الخطوات بما يعزز من الاصطفاف الوطني في وجه العدوان وينعكس ايجابيا على الواقع الاقتصادي والامني في اليمن .
واجمع المحللون السياسيون ان تشكيل الحكومة سوف يسحب البساط من تحت المتاجرين بقضايا الوطن في الخارج باسم” الشرعية” ويجعل المجتمع الدولي ملزم بالتعاطي مع ما افرزته إرادة الشعب اليمني وشرعيته الدستورية باعتبارها الممثل الوحيد للداخل اليمني ، اضافة الى كونها ستحظى بثقة البرلمان في حين يدرك الجميع ان حكومة بن دغر شكلت بطريقة مخالفة للدستور والقانون ولم تنل ثقة نواب الشعب الامر الذي يجعلها حكومة غير شرعية.
وثمن المشاركون في الاستطلاع بسلاسة وقوة الخطاب الثوري للرئيس الصماد وما وجهه من رسائل للخارج ايضا والذي نسف الاطروحات التي حاولت تسويقها
بعض القوى الدولية موضحين ان خطاب الرئيس الصماد جاء ليدعو المجتمع الدولي الى ان يعيد قراءة الواقع اليمني ، ويخرجوا من تحت الانحناءات المخزية للضغوط التي تمارسها السعودية وفي مقدمة ذلك الامم المتحدة .