المشهد اليمني الأول/

ومن أصدق من الله قيلاً وحديثاً ِوبياناً سبحانه تعالى القائل: ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53))) سورة فصلت، والحق القرآن الكريم لايكون إلا بتوفر شرطين لاثالث لهما الأول قرين القرآن الكريم والذي يفسر القرآن الكريم وفق السراط الذي رسمه ملك السماوات والأرض ويحقق العزة والكرامة للإنسانية بصفة عامة والأمة الإسلامية بصفة خاصة، وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين، ولتحقيق ذلك يأتي الشرط الثاني على أيدي المؤمنين، فمن هم المؤمنين؟ هذا ماسنعرفه لاحقاً.
 
أما الأشرار هم أعداء الإنسانية بصفة عامة وخاصة أهل الكتاب المحرفين لشرائع الله العادلة والكافرين برسالة خاتم الانبياء والمرسلين وبالأخص المفسدين في الأرض اليهود الصهاينة ومن تحالف معهم في كل زمان ومكان، فأصبح الباطل حق وشرعية وديمقراطية ومجتمع دولي وهلم جرا من مفردات حلف الأشرار، وبالمقابل أصبح الحق باطل وإرهاب وبكل الوسائل القذرة الأمنية والأخلاقية والسياسية والإقتصادية والعسكرية والإعلامية والثقافية وبكل صفاقة وعهر وفجور بتزوير الحقائق بافتعال الحدث والأحداث واشعال الفتن والحروب من أجل أن تنعم فئة قليلة بخيرات الأرض ونعيم الدنيا ولا غرابة في ذلك فهم أحفاد من حرف الكتب السماوية وافترى على الله الكذب من أجل ان تنعم هذه الفئة القليلة.
 
وقال شيخ الإخوان السلفي الدكتور “يوسف القرضاوي” وباللهجة المصرية “ومالو لو قتل ثلث الشعب السوري من أجل نعيم بقية الثلثين”.. وقال شيخ الإصلاح الإخواني “عبدالله صعتر” “فليقتل 24 مليون يمني من أجل أن يعيش مليون مرتزق وعميل إخواني”.. هذه التصريحات المعلنة والغير معلنة للوكيل ووكيل الوكيل ليست عفوية أو غلطة أو فلتة أو هفوة بل مقصودة وبكل إمعان واصرار وترصد، فها هي الأيادي الخفية يقولون أكثر من ذلك بإبادة 80% من سكان العالم من أجل نعيم 20% أيضاً كما سنرى لاحقاً إنه صراع مستمر بين الحق والباطل ويأخذ أشكال مختلفة بالفطرة الإنسانية والوطنية والقومية واليسار وغيره، ولكنهم انهزموا نعم انهزموا وانتصر الباطل، بل أن رماد هؤلاء انضم في هذا الزمان إلى قصور الملوك الفاسدين وحدائق الضباب في لندن عاصمة الاستعمار البريطاني لليمن والوطن العربي، وتلك نتيجة طبيعية لعدم اجتماع المنهج والأمة والعلم.
 
والصراع مستمر والأشرار مستمرون والعرب من مرحلة النكبة إلى مرحلة النكسة إلى مرحلة الإنبطاح وما بعد الإنبطاح البكاء على الأطلال والآثار بمبادرة السلام لبن سلمان السلام مقابل المال، وهذا لا ولن يكون طالما والحق موجود بيننا.
يقول الشيخ المصري الراحل “محمد متولي الشعراوي”:
(لما كنت في سان فرانسسكو أمريكا سألني أحد المستشرقين هل كل ما في قرآنكم صحيح؟.. فأجبت بالتأكيد نعم.. فسألني لماذا إذن جعل الله للكافرين عليكم سبيلاً رغم قوله تعالى: ((وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا)).. فأجبته لأننا مسلمين ولسنا مؤمنين، فسألني عن الفرق بين المسلمين والمؤمنين.. فأجبته المسلمون اليوم يؤدون جميع شعائر الإسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم رمضان..الخ من العبادات ولكن هم في حالة شقاء تام، شقاء إقتصادي وعملي واجتماعي وعسكري..الخ، سألني المستشرق الأمريكي إذن لماذا هم في شقاء؟، فأجبته القرآن الكريم أوضح ذلك فالمسلمين لم يرتقوا لمرحلة الإيمان ليكونوا مؤمنين، لو كانوا مؤمنين حقاً لنصرهم الله بدليل قوله تعالى: ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))، لو كانوا مؤمنين لأصبحوا أكثر شأناً بين الأمم والشعوب بدليل قوله تعالى: ((وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))، لو كانوا مؤمنين لكان الله معهم في كل المواقف بدليل قوله تعالى: ((وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)).. وبالتالي فإن الله سبحانه وتعالى ربط النصر والغلبة والسيطرة ورقي الحال بالمؤمنين وليس بالمسلمين).. إنتهى الحديث للشيخ الشعراوي.
 
وواقع حال المسلمين اليوم خاصة الرسمي للملوك وأذرعه التكفيرية الوهابية والسلفين والإخوانية قد تقهقروا من مرحلة المسلمين إلى مراحل أدنى بكثير بكثير بالجهاد السعودي وأذرعه التكفيرية الوهابية والسلفية والإخوانية ضد المسلمين والمسلمين فقط حتى وصل بهم الأمر إلى أحضان البيت الأبيض والكنيست الصهيوني بالتحالف المعلن مع أمريكا وشبه المعلن مع الكيان الصهيوني بالتحالف مع أعداء الله سبحانه وتعالى وأعداء الإنسانية والإسلام أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني المجتمع الدولي “أولياء بعضهم أولياء بعض وان الله لايهدي القوم الظالمين”، ومن يتولهم منكم يا أيها الذين آمنوا فإنه منهم، لم يعد مسلماً، يقول سبحانه وتعالى: ((كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).
 
وقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حماه الله ونصره- وفي محاضرة له بعنوان الجهاد في ذكرى إستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم قال:
(إن المؤمنين هم المجاهدين الحقيقيين في سبيل الله سبحانه وتعالى ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ)).. ويوضح السيد القائد صفات المؤمنين جنود الله أنصار الله بعد عقد الصفقة والتجارة الرابحة مع الله، فهم التائبون ملازمون للتوبة وهم جنود مؤدبون، العابدون عبيد لله لا يفرط بالصلاة حتى في حالة القتال، الحامدون بحمد الله عند كل نعمة، السائحون المتحرك في سبيل الله إلى أي جهة ولا يرتبط بمنطقة أو أخرى، الراكعون الساجدون بالعبادة لله، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فالمجاهد المؤمن له موقف من المنكر في أي مكان وزمان، الحافظون لحدود الله لا يسعون في المعاصي ويحترمون حلال الله وحرامه، والمؤمنون المجاهدون هم الصادقون ولا يخشون البشر ويخافون الله سبحانه وتعالى.
وفي محاضرة للسيد القائد وبعنوان “يحبهم ويحبونه” يوضح صفات أخرى للمؤمنين يقول سبحانه وتعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)).. هؤلاء هم القوم الذين سيغيرون الواقع الراهن للأمة الإسلامية الأمة المستضعفة المستنزفة في كل قواها وخيراتها، هؤلاء المؤمنين هم سيقيمون دين الله الحق وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء) انتهت الاقتباسات من محاضرات السيد القائد.
 
اليوم الاشرار ينتقلون من خطة إلى خطة اسوأ من السابقة من أجل جنة ونعيم الدنيا فقط ولفئة قليلة عبر مسلسل دموي يعود إلى الف سنة تقريبا حتى وصلنا إلى مطلع القرن الواحد والعشرين وتحديداً الى العدوان العالمي على شامنا ويمننا بعد افغانستان والرافدين وفلسطين المحتلة، وما إن يفشل مشروع الاشرار حتى يتم الانتقال إلى خطة أخرى، من فشل الحرب على أفغانستان والعراق ولبنان2006م حتى فشل ما سمي بربيع الصهاينة والأمريكان، ها هم الأشرار يعيدون ترتيب الأوراق هنا وهناك بإشعال حرب عالمية ثالثة بأسلحة الدمار الشامل لكي يعيش 20% من سكان العالم فقط، فعندما شن آل سعود العدوان على اليمن قال بن سلمان انها حرب من اجل الإسلام، واليوم وبحسب دراسة صادرة من المركز الصهيوني المسمى “مركز بيغن السادات للأبحاث الإستراتيجي” أن بن سلمان يواصل التواصل مع المسيحية الصهيونية الانجيلية الأمريكية لتشكيل شرعية دينية للتعاون فيما بينهم وبعنوان الإسلام المعتدل الذي سيتواصل مع المجتمع اليهودي عبر وفد مشترك ديني مسيحي انجيلي أمريكي مسلم سعودي بالسفر للقدس المحتلة من أجل السلام، وفي الوقت نفسه بن سلمان يضغط على الشعب الفلسطيني بورقة السلام مقابل المال بعد معزوفة الأرض مقابل السلام.
 
وفي جدة أراضي الحجاز أراضي الحرمين الشريفين يتم إفتتاح ملهى من قبل شركة عائدة لأمريكا، وعلى الطريقة الإسلامية، إنهم يزيفون ويحرفون، بالأمس قال إخوان تونس ربيع وثورة، واليوم تونس تستقبل وفد صهيوني بجوازات صهيونية وباحتفال رسمي ومن أين بالقرب من منزل الشهيد الفلسطيني “خليل الوزير” أبو جهاد الذي اغتاله الموساد الصهيوني 1982م في تونس، وفي اليمن حدث ولا حرج عن القتل حسب النسب، كما حدث في مسجد الأزارق في الضالع بحق شهداء ينسبون إلى بني هاشم وممن؟، ممن قالوا انهم شرعية وديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة والطفل، في اليمن في مناطق التحرير الذي يسمونها محرحرة هناك تهجير مناطقي هناك قتل عنصري ومع ذلك يقولون شرعية.
 
وشرعية بني صهيون وامريكا وبريطانيا امريكا تتحدث عن نزع البرنامج النووي السلمي الايراني، وفي الوقت ذاته، وحسب كلاً من موقع ديلي بيست ووكالة رويترز في مارس الماضي بالكشف عن وثائق تؤكدها إدارة ترامب إلى نقل تكنولوجيا نووية إلى العدو السعودي منذ عام 2017م عبر “كوشنر” صهير ترامب مما يمكن آل سعود من تطوير أسلحة نووية، امريكا تتحدث عن نزع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وفي نفس الوقت تسمح للكيان السعودي ببرنامج صواريخ باليستية صينية، أمريكا التي تتشدق بالديمقراطية والدستور والقانون يصدر ترامب الدكتاتوري فيها فيتو ضد قرار الكونجرس الأمريكي القاضي بوقف المشاركة العسكرية الأمريكية في العدوان على اليمن، بل أن ترامب يعلن حالة الطوارئ لبيع الأسلحة القاتلة للشعب اليمني للعدو السعودي رغماً عن أنف ديمقراطية أمريكا حقوق الإنسان وديمقراطية الكونجرس بفرعيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ها هي ديمقراطية الغرب والمال وبني صهيون.
 
الاشرار يتحدثون على الحفاظ على الامن والسلم الدولي وفي نفس الوقت يعادون حقوق الآخرين، فترامب أمريكا يعلن القدس عاصمة يهودية لبني صهيون ثم يصدر قرار ضم الجولان للكيان الغاصب، واليوم السفير الأمريكي في القدس المحتلة يقول بحق الكيان الصهيوني في ضم أجزاء من الضفة الغربية، وحفيد آل سعود بن سلمان يقول للشعب الفلسطيني المال مقابل الأرض والسلام، ولن نقول خونة ومرتزقة وعملاء ومنافقين وووو بل سنقول مسلمين، وقال المسلمين ثورة وديمقراطية وحرية وتحرير وشرعية وربيع وإمارة وخلافة ودولة إسلامية وجمهورية الحديدة وصنعاء وهلم جرا من مفردات السفارات الغربية وقنوات الإعلام الخليجية، اليوم وبعد السنوات العجاف ها هو زعيم المعارضة السورية “عصام زيتون” وبعد لقاءه الإعلامي الصهيوني صاحب رؤية هلال عيد الفطر المبارك من تل أبيب “إيدي كوهين” قال زيتون أنه تم التوافق مع الكيان الصهيوني بأن سوريا الديمقراطية يجب أن تكون فيدرالية ديمقراطية والجولان يجب ضمه للكيان الصهيوني وذلك لايكون إلا بوضع سوريا تحت الوصاية الدولية، وأردف المفتي “إيدي كوهين” بأن زمن العلاقة السرية بين المسلمين خاصة السنة والكيان الصهيوني قد ولى وأصبح من الماضي، والزمن هو زمن العلاقات العلنية بين بني صهيون والمسلمين السنة، يقصد سنة وإسلام آل سعود والإخوان، هذا النموذج السوري يراد له أن يكون في اليمن والسودان وليبيا والعراق وسلطنة عمان وصاية دولية لكيانات مناطقية طائفية مع اقتطاع أجزاء منها للكيان الصهيوني أو إلى آل سعود وآل خليفة وعيال زايد مع وضع المناطق الاستراتيجية في الوطن العربي قواعد عسكرية لأمريكا وبريطانيا والكيان، وبأدنى الأحوال تحت الوصاية الدولية كما يخطط لمضيق باب المندب والساحل الغربي، أما المسلمين فلهم السراب والوهم سواء من آل سعود أو عيال زايد أو عصام زيتون أو غيرهم، إنهم وهم وسراب استعماري جديد قديم بعد تنفيذ المهام لمشروع بني صهيون.
 
اليوم الأشرار يعيدون ترتيب الأوراق بعد تعثر الأدوات بالتحالف العربي والاسلامي بقيام تحالف عالمي لإشعال حرب عالمية ثالثة تنتج خارطة عالمية جديدة ومن هذه الأوراق قيام تحالف استعماري جديد بين أمريكا وبريطانيا التي باشرت بتحريك الأساطيل نحو بحار المسلمين وتحديث الأسلحة النووية بعد بيات شتوي طويل لإمبراطورية الاستعمار القديم الجديد، ومن جهة أخرى السعي لخروج بريطانيا من الإتحاد الاوروبي لتحريرها من القرار السياسي العسكري الاقتصادي الاوروبي والالتحاق بأمريكا الصهيونية، حيث أعلن ترامب أنه سيقدم لبريطانيا مساعدات اقتصادية ومالية سخية في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي، وحسب مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أشار فيه إلى العلاقات الخاصة بين أمريكا وبريطانيا والذي وصفه رئيس وزراء بريطانيا السابق “ونستون تشرشل” بالستار الحديدي، أما ترامب وصفه بأنه أكبر تحالف عرفه التاريخ، واشار المقال بأن حلف الناتو بقيادة أمريكا وبريطانيا يشنون حروب عدوانية لانهاية لها، مشكلاً تهديدا للسلام والأمن العالمي وبقاء البشرية من عدمها، مدفوعين بشهية أمريكا للسيطرة على العالم بمشاركة حليفتها بريطانيا، وكذلك أوضح المقال أن الأمر نفسه ينطبق على الدول والكيانات المرتبطة بالناتو بما فيها إسرائيل وشركاءه المارقون للسيطرة والاحتلال والاستعمار العالمي.
 
أما صحيفة الجارديان البريطانية قالت أن ترامب يدعي أنه يريد التخلص من الأسلحة النووية لكن هذا الرجل ذو وجهين فالتوافق بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية العالمية في حالة انهيار، كما أن وزارة الطاقة الامريكية اصدرت سبعة تصاريح منفصلة تسمح بنقل التكنولوجيا النووية للكيان السعودي من دون ضمانات بأنها لن تستخدم لتصنيع قنابل نووية، وهنا لابد من التذكير بأن العدوان على اليمن بقيادة مُعلنة من أمريكا وبريطانيا وشركائهم الكيان السعودي والإماراتي، والغير معلن بقطر وتركيا وإسرائيل، وكلاً يريد التوسع جغرافيا على حساب اليمن وسوريا وسلطنة عمان حيث تطمح الإمارات بضم السلطنة وأجزاء من اليمن بالكونفدرالية والفيدرالية، وكذلك آل سعود له نصيب في المهرة وحضرموت ومأرب والجوف، وتركيا الخلافة العثمانية الطموح تقهقر من الخلافة الإسلامية من تونس وليبيا ومصر وغزة سوريا والساحل الغربي للبحر الأحمر والحجاز إلى ضم حلب والموصل، أما قطر لديها وعود استعمارية بضم أراضي من نجد وربما البحرين، والشهية الكبيرة يُراد لها أن تكون من نصيب بني صهيون والاستعمار الجديد أمريكا وبريطانيا والمسلمين يصرخون من إيران إيران، ولسان حالهم “الله يحق الحق، والدعاء والدعوة” وان قالوا بالجهاد قالوا بالجهاد السعودي ضد المسلمين.
 
وما لم يكن بالحسبان والخاطر وفي مكان من العالم وبعيداً عن الاضواء والاعلام عقد الأشرار مؤتمراً سرياً، أشراراً من نوع آخر أشرار يمتلكون القدرة والتأثير على السلطة والدول والحكام والرأي العام العالمي، أشرار من قادة النخبة السياسية العالمية، وشخصيات من عالم الصناعة والمال والإعلام والأوساط الأكاديمية حيث قال موقع “بي بي سي موندو” الإسباني بأن مجموعة “بيلدربيرغ” المنظمة السرية الأكثر إثارة للجدل في العالم عقدت اجتماعاً مغلقاً ولمدة أربع أيام في منتجع فاخر في مدينة “مونترو” بسويسرا وبحضور 130 مدعو، وقد اجتمعوا وسط جو من السرية التامة، وكشف الموقع ان من بين المشاركين الأمريكيين مستشار الأمن القومي الأمريكي “جون بولتون” وصهر ترامب “جاريد كوشنر”، والرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت “ساتيا ناديلا”، والرئيس السابق لشركة جوجل “إيريك شميدت”، والمؤسس المشارك لباي بال “بيتر ثيل”، ووزير الخارجية الأمريكية السابق “هنري كيسنجر”… وتسائل الموقع هل مجموعة “بيلدربيرغ” هي فقط فرصة لأعضاء النخبة للتحدث بشكل خاص بطريقة منفتحة ومريحة أم أنها كما يقول النقاد زمرة تسعى لتقويض الديمقراطية العالمية، مشيراً أن الكثيرين يتهمون المجموعة بأشياء مثل التخطيط للأزمة المالية لعام 2008 أو حتى التخطيط لقتل 80٪ من سكان العالم، كما أن النقاد يصفون أعضاء المجموعة بأنهم أشرار ويمتلكون سلطة غامضة.
 
ويقول البروفيسور “أندرو كاكابادسي” المؤلف المشارك في كتاب “الناس بيلدربيرغ” أن المجموعة تملك قوة حقيقية تتجاوز بكثير المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” كما يقول كاكابادسي إن القضية في بيلدربيرغ هي تعزيز الإجماع على رأسمالية الاقتصاد الحر الغربي ومصالحه في جميع أنحاء العالم، وتابع كاكا بالقول: «كل هذا يؤدي إلى فكرة الرغبة في السيطرة على العالم، وهذا صحيح بشكل ما؛ فهناك مبادرة قوية للغاية لتشكيل حكومة عالمية واحدة، تحت قالب رأسمالية الاقتصاد الحر الغربي».
 
والجدير ذكره هنا أن الصهيوني العجوز “هنري كيسنجر” وفي آخر تصريح له قبل أربع سنوات، قال فيه أن الأحداث الحالية في الشرق الأوسط ستنتهي بحرب عالمية مدمرة ومنها ستنبثق حكومة عالمية ستحكم العالم، وهنري كيسنجر في آخر ظهور له في البيت الأبيض قال لترامب يجب إلزام دول الخليج بالتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، واليوم هذا العجوز الصهيوني يريد تفجير حرب عالمية وتدمير العالم من أجل فئة ال20% من سكان العالم شعب الله المختار بالتلمود اليهودي ثم المسيحية الصهيونية الانجيلية ثم ربيبتهم الوهابية التكفيرية ومن لف لفهما، وكذلك الصهيوني “جون بولتون” الذي فجر الصراع في الدول المناهضة للرأسمالية المتوحشة في أمريكا اللاتينية فنزويلا وكوبا ونيكاراجوا وبوليفيا، أما ترامب المسيحي الصهيوني فهو يشن حروب اقتصادية ومالية شعواء على الحلفاء قبل الأصدقاء والهدف أزمة مالية عالمية وركود اقتصادي عالمي تماماً مثل الركود العالمي الذي سبق الحرب العالمية الثانية، ولا نزكي روسيا والصين، فالصين الشيوعية اصبحت رأسمالية بالزعيم الصيني المنتخب للأبد وكذلك روسيا الرأسمالية.
 
وماذا بعد كل ذلك، نعم ماذا بعد كل ذلك، الأشرار حتى الآن عاجزون عن إحداث اختراق ما بفضل صمود اليمن والشام، وهاهم يعيدون ترتيب الأوراق اقتصادياً ومالياً وعسكرياً وسياسياً بجر بريطانيا إلى تاريخها الاستعماري الأسود بالخروج من الإتحاد الأوروبي وتحديث الأسلحة النووية وتحريك الاساطيل البحرية بالتحالف التاريخي الملعون مع أمريكا وبني صهيون ثم الحرب النووية العالمية الثالثة المدمرة، ولو كان الأشرار قادرين على هزيمة إيران أو سوريا أو اليمن بالحروب الكلاسيكية بالجيوش وأسلحة الدمار العادية لكانوا حسموها من زمان وحسموا الامر في الميدان عسكريا، ولكنهم أعجز من ذلك، والأشرار نحو الصدام النووي لا سمح الله، وحسب ظنهم أنه سيحسم الصراع ثم قيام الحكومة العالمية بقيادة الصهيونية العالمية.
 
وفي الزمن القريب والبعيد عندما كانت اليد الطولي للأشرار في الميدان، كانوا يستثمرون الحدث والأحداث سريعاً بالاجتياح العسكري والتقسيم والاحتلال والامثلة كثيرة فبريطانيا الصهيونية والاستعمار زرعت الوهابية في نجد وتحت مبرر محاربة التوحش الوهابي وحماية الملاحة البحرية بين الشرق والغرب تم غزو واحتلال الوطن العربي والامة الاسلامية، وكذلك بريطانيا افتعلت حادثة السفينة البريطانية في خليج عدن واتهمت الصيادين اليمنيين بذلك واحتلت جنوب اليمن لمدة 128 عاماً، وأمريكا المخابرات والموساد الصهيوني يفتعلون أحداث أبراج التجارة العالمية في نيويورك ويتهمون دواعش الأفغان وسريعاً مايحتلون أفغانستان، والكيان الصهيوني يفتعل حادثة للسفير الصهيوني في أوروبا وسريعا ما يحتل الصهاينة لبنان حتى بيروت العاصمة، واليوم الأشرار يفتعلون الأحداث ولكنهم عاجزون عن ترجمة ذلك هم وأدواتهم بالإحتلال المباشر كما في سوريا عندما افتعل الخونة الكيماوي بالخوذ البيضاء وامريكا تكتفي بالقصف بالصواريخ من الجو، حيث ظن المخدوعين أن أمريكا قادمة لإحتلال سوريا ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان مثل أفغانستان والعراق.
 
واليوم الأدوات إفتعلوا حادثة بحر عمان بالعبوات اللاصقة للسفن النفطية القادمة من دول الحلفاء الإمارات وآل سعود وقطر وفجروا نفطهم بأنفسهم بأيديهم ثم الصراخ إيران إيران، وقال أحد السياسيين ننتظر ماذا سيكون ومتى وكيف سيكون ولي الأمر ترامب على إيران وحلفائها، والرد لم يكن حسب المتوقع فظهر وزير الخارجية الامريكي “بومبيو” واتهم إيران، وكذلك ظهر ترامب واتهم إيران، والرد العسكري معدوم معدوم وفي المشمش، وإن حدث الغزو العسكري المسيحي الصهيوني لإيران ستكون النهاية مشابهة لما حدث في لبنان، فبعد إغتيال “رفيق الحريري” خرج جيش من السياسيين والإعلاميين يتهمون سوريا وحلفائها، وتلى ذلك اغتيالات بالعبوات اللاصقة لحلفاء آل سعود وإسرائيل وامريكا في لبنان لينتهي الامر بالعدوان العسكري الصهيوني على لبنان يونيو 2016م، ثم ظهور وزيرة الخارجية الأمريكية “كونداليزا رايس” من تل أبيب لتعلن قيام “الشرق الأوسط الجديد” وتطيح بفخر الصناعات العسكرية الصهيونية بمجزرة دبابات “الميركافا” في وادي الحجير اللبناني، ثم مجزرة طائرة الأباتشي في سماء الجنوب اللبناني، ثم مجزرة المدمرة الصهيونية “ساعر” في المياه الإقليمية اللبنانية، إنها المقاومة الإسلامية، في حين كان المسلمين واليمين المسيحي اللبناني يتحدثون عن غوانتنامو جديد لسيد المقاومة اللبنانية والمؤمنين.
 
وفي اليمن انقلبت الطاولة فأصبح ثوار ربيع الإخوان والتحرر الإنفصالي في سجون غوانتنامو عدن والجنوب، وذلك كان بعد فشل فيدرالية قميص هادي والربيع الصهيوني تماماً كما فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد ولتظهر ملامح صفقة قرن الشيطان النجدي الأرض والسلام والفنادق وشوارع الهرم وملاهي جدة مقابل مال آل سعود المتعثر والذي يراد إنقاذه بكل أشرار العالم والمسلمين نعم المسلمين الذين يصرخون إيران إيران ومن حزب الله وأنصار الله، وافتعال الحوادث الصهيونية لا ولن تجدي نفعاً لتمرير صفقة العار والخيانة، وهذه المرة ليست مثل كل المرات المؤمنين في الميدان باعوا لله جماجمهم فعقدوا الصفقة الرابحة مع ملك السماوات والأرض بأن لهم الجنة بالشهادة والاستشهاد وبأن لهم النصر والعزة والكرامة في الدنيا وبان لهم الجنة والعزة في الدارين دار المحيا ودار الممات، هؤلاء المؤمنون لا ينفع معهم كل مفردات الإعلام المتصهين التي تنهار فقط أمام آية من آيات القرآن الكريم وأكثرهم للحق كارهون، هؤلاء المؤمنين لا يخشون مجازر السلاح الأمريكي الصهيوني ولهم البشارة والبشرى بطائرات مسيرة بشارة بشارة بشارة بشارة يا مسلمين بشارة يا مؤمنين بشارة يا مجاهدين بشارة يا مصابرين بشارة بشارة بشارة بشارة مجموعة من طائرات سلاح الجو المسير تقصف مطار أبوظبي تقصف مطار دبي تقصف مطار أبها، إنها كما يقولون مقذوفات حوثية، أما المؤمنون فهم يستبشرون بنعمة الطيران المسيرة من الله سبحانه وتعالى، يستبشرون بنعمة المقذوفات الحوثية يستبشرون بفضل الله سبحانه وتعالى وأن الله لايضيع أجر المؤمنين، هؤلاء المؤمنين لا يهابون التحالف اللاعربي ومؤتمر قمائم المسلمين او المجتمع الدولي المنافق وشرعية القتل والدمار والحصار والامراض والتجويع بالسفير الامريكي السابق واللاحق، والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.. ولله الفضل الأول والآخر أن أكرمنا ومنَّ علينا أن جعلنا ضمن أمة ومنهج وقيادة في مواجهة أعداء الله والإنسانية جمعاء، اجتمعت شروط النصر والعزة والتمكين ولم يتبقى سوى أن نلزم أنفسنا بمواصفات المؤمنين وصفاتهم، “إنما المؤمنين” هي أرقى درجات الإيمان، ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي