المشهد اليمني الأول/
الضجيج الإعلامي لواشنطن ولندن مع الرياض وأبو ظبي من خلال توجيه الاتهامات لإيران بأنها استهدفت ناقلتي النفط ما هي إلا مسرحية ماركة أمريكية بتعاون الاذرع الصهيونية في الخليج التي منها كيانا آل نهيان وآل سعود.
لجأت القوى الإمبريالية والرجعية في الخليج لنسج تلك المسرحية لأنها وصلت الي درجة إخفاق في تحقيق بنك أهدافها نحو مطامعها التوسعية في المنطقة العربية عبر أنظمة الخليج وتياراتها الداعشية وكافة عملائها من مختلف الالوان والاحجام والاوزان منذ 5 سنوات وحتى اليوم كما هو واضح للعيان في سوريا واليمن والعراق.
إلا أنها فوجئت بأن العد بالنسبة للغرب والخليج بات تنازليا في الوقت الراهن وأن الوقت لا يسمح بتحقيق تلك الأهداف التي لم تتحقق خلال السنوات المنصرمة ،خصوصا بعد توغل القوى المناهضة للعدوان في اليمن حتى مشارف مدينة نجران الأمر الذي رفع من هستيريا الغرب ومملكة المنشار ودفع سلمان ودبه الداشر إلى أن يستنجدوا ويستعينوا بواشنطن لكي تمنحهم صكوك غفران وتصنع مسرحيات وهمية لتروج لها إعلاميا علَّها تكفل تحقيق تلك الأهداف التي عجزت عنها طيلة الخمس السنوات المنصرمة.
لهذا السبب تتفاقم اليوم قضايا وهمية أتت معلبة جاهزة من مطابخ الناتو بنشر فتنة أن مكة المكرمة محل استهداف القوى المناهضة للعدوان في اليمن، وكيل الاتهامات لإيران وحزب الله، ليتسنى للغرب والأنظمة المتصهينة خليجيا إقحام العالم الإسلامي في استهداف القوى المضادة للعدوان في اليمن على رأسها شريحة انصار الله وإتاحة المجال للوهابية لاستكمال الاستهداف والتنكيل المحرم بشيعة السعودية وكل من يقول لا للكيان السعودي خصوصا بعد أن فشلت في دخول صنعاء أو صعدة ،وبعد أن تحولت مسارات المعركة القتالية من دفاع إلى هجوم.
لهذا الغرض روجت المطابخ الإعلامية السعودية لهذه المسرحيات وبضوء اخضر من واشنطن لعقد قمة صهيونية في مكة المكرمة تكَّرس من الباطن لنقل مشروع صفقة القرن الي حيز التنفيذ.
– تم الإعداد والتحضير المسبق من قبل الصهيونية العالمية لاستهداف جمهورية إيران باعتبارها تشكل خطرا على إسرائيل وعلى المصالح الغربية في المنطقة وكذلك حزب الله، ولم يكن أمام تلك القوى الامبريالية سوى نسج ذرائع وهمية كوسيلة لتفجير ناقلات يابانية ليتيح ذلك للغرب تحقيق الآتي:
– إغلاق مضيق هرمز بتفجير الوضع فيه كوسيلة لقطع تصدير نفط إيران.
– اتخاذ هذه المسرحيات وسيلة لمزيد من توافد الأساطيل الغربية في حوض البحر الأحمر والخليج بما يمكِّن واشنطن ولندن من بناء قواعد عسكرية في اليمن في المهرة وجزيرة سقطرى، إضافة لمد أنبوب من المنطقة الشرقية في الدمام إلى سواحل حضرموت، واغتصاب الحقول النفطية الواعدة جنوب اليمن ،وهذا مدرج ضمن مشروع الصهيوني السعودي أنور عشقي خلال الفترة الماضية لأن المطامع الغربية من ضمنها اغتصاب حقول النفط المنطقة كما هو ملموس في ليبيا.
– نقل مشروع سايكس بيكو الجديد والمبطن ،وهو مشروع تقسيم المقسم في المنطقة وفقا لشهية إسرائيل.
– استكمال برنامج العزل غير المباشر لأي مصالح روسية وصينية في المنطقة وعلى كافة الأصعدة ،والذي يقتضي- من وجهة نظر الغرب -أن يتمكنوا من الاستحواذ على كل شيء في المربع العربي بما فيه الحقول النفطية الواعدة في اليمن، فضلا عن إعاقة مشروع خط الحرير أو بركس ، وسعيهم للسيطرة على باب المندب باعتبار ذلك هدف إسرائيل القائم منذ عام 67م بحيث لا تتكرر نفس النكسة لإسرائيل التي حدثت لها عام 73 بسبب إغلاق باب المندب.
لهذه الأسباب خططت واشنطن ولندن وبجانبهما الرياض وأبو ظبي لهذه الفتن تارة باستهداف ناقلات نفط وتارة بدعوى تهديد مكة لتحقيق الأهداف المشار إليها سلفا، وأهداف وأخرى باسم حماية الملاحة البحرية.
كما أن واشنطن والرياض تنظران إلى أن تنفيذ الخطة يتطلب ضمان إذلال عملائهم في الخليج واستهداف القوى الرافضة للاحتلال وأي تواجد سعودي في المهرة ،مع وضع “كلبشات” غير مباشرة على سلطنة عمان لتقديم تنازلات لصالح مطامع الغرب.
وعلى هذا الأساس من المحتمل أنه بدأت تسريبات فضائح محمد بن زائد مع جورج نادر لكي لا يقول لا لمثل هذه المشاريع، فضلا عن قصف معارضة المهرة بطيران الأباتشي من قبل السعودية.
فوق هذا وذاك.. طالما ونحن في اليمن لازال العدوان قائماً على بلدنا فيلس أمام اليمنيين سوى الاستمرار في التصدي للعدوان ليصبح استهداف مطار أبها حقاً مشروعاً على قاعدة “العين بالعين والجروح قصاص” حتى يُرفع الحظر غير المشروع على مطار صنعاء.
ــــــــــــــــــــــــ
فهمي اليوسفي