المشهد اليمني الأول/
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال كلمته بمناسبة عيد المقاومة والتحرير أن العنوان الاساسي ليوم القدس هذا العام هو مواجهة ‘صفقة القرن’.
ودعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له في ذكرى عيد المقاومة والتحرير لأوسع مشاركة شعبية في هذا الاحتفال لأهمية الحدث هذا العام، وكلنا سمعنا مسؤولين أميركيين عند البدء في إطلاق ’صفقة القرن’، والخطوة الأولى أعلن عنها بالنسبة إلى المؤتمر الإقتصادي في البحرين وهناك خطوات ستتلاحق، وجميعا معنيون في تحمل المسؤولية التاريخية في مواجهة هذه الصفقة التي تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية.
منوهاً إلى الموقف الفلسطيني الجامع والصارم من قبل كل الفلسطنيين الرافض لهذا المؤتمر وعدم المشاركة فيه ودعوتهم إلى مقاطعته، وهذا هو الموقف الحقيقي أو الموقف الملك، كما يجب أن ننوه ونشيد بموقف علماء البحرين وشعب البحرين والقوى السياسية في البحرين التي عبرت عن رفضها لأن يكون البحرين هو الأرض التي تحتضن الخطوة الأولى في صفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنه فيما ما يتعلق بفلسطين و’صفقة القرن’ والتطورات في المنطقة وفي مقدمتها التوتر الشديد في المسألة الأميركية الإيرانية وما تتعرض له إيران وما يتعلق بموقف حزب الله من هذه الأحداث سأتركه إلى يوم القدس، لأن ما يجري في الخليج(الفارسي) ويستهدف إيران مرتبط بـ’صفقة القرن’ وسأتحدث عن المناسبة اليوم وما يرتبط بها لبنانياً وفي الشأن السوري أيضا، مضيفاً: نحن اليوم أمام يوم تاريخي وكبير بالنسبة للبنان والمنطقة وبالنسبة لما يتعلق بمجريات الصراع العربي الإسرائيلي، لأن ما حصل كان له نتائج كبيرة وضخمة جدا على المستوى العسكري والسياسي والثقافي وعلى مجمل معادلة الصراع في منطقتنا.
خروج ‘اسرائيل’ من الجنوب اللبناني كان خروجا مذلا دون اي شروط
وشدد السيد نصرالله على انه يجب أن نذكر جماعة المضحين، الشهداء وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين والمقاومين والمجاهدين من كل الفصائل والحركات والناس الصابرين والمضحين الذين تحملوا الكثير وكل الداعمين والمساعدين، وبالتأكيد نشمل كل الفصائل اللبنانية والجيش والمؤسسات الأمنية المختلفة، والفصائل الفلسطينية والجيش السوري وكل الذين قدموا التضحيات ويجب أن نذكر من وقف إلى جانبنا وكان شريكا لنا في الإنتصار إيران وسوريا، معتبراً أن من أهم النتائج التي افرزها هذا الإنتصار وثبتها وكرسها مع الوقت هي صنع معادلة القوة في لبنان، في عام 2000 أمام الهزيمة الاسرائيلية ظهر واضحا أن في لبنان قوة فرضت على الاسرائيلي أن يخرج من دون أي مكاسب ولم يستطع أن يفرض أي شروط وكان خروجا مذلاً.
وأضاف: كل ما قيل حينها لمصادرة نتائج الإنتصار لم يصمد لأيام لأنه كان وهماً لا موقع له، والعالم كله أذعن وفي مقدمته الاسرائيلي بأن ما حصل هو هزيمة كاملة للعدو الاسرائيلي وانتصار جلي وواضح للبنان والشعب اللبناني والمقاومة والجيش ولكل من ساهم في صنع هذا الإنجاز والانتصار. مشيراً إلى أنه لم يعد ينظر إلى لبنان على أنه الحلقة الأضعف في الصراع العربي الإسرائيلي، واليوم ينظر إليه على أنه في موقع كبير للقوة، ومن يتابع الاسرائيليين يتأكد أن العدو يتعاطى بأن هناك قوة حقيقية في لبنان بدأ يسميها بالتهديد الاستراتيجي أو المركزي.
وتابع: هذا التحول حصل بعد العام 2000 وتكرس بعد انتصار 2006، واليوم الاسرائيلي يقول أن حزب الله تهديد إستراتيجي أو تهديد مركزي، لكن أنا أريد أن أقدمها بتعبير إيجابي من جانبنا لأن الإسرائيلي يريد من هذا إثارة العالم من حولنا، ما يسميه العدو تهديد نحن نسميه قوة دفاع أو قوة ردع أو حماية أو مواجهة، أي أن حزب الله جزء من قوة منع العدو من تحقيق أهدافه أو أطماعه، مشيراً إلى أن هذه القوة كما أن العدو يعترف بها ويعمل على إنهائها يجب أن نعرف نحن اللبنانيين أهميتها في الحفاظ على سيادة وسلامة وخيرات لبنان ويجب أن نعمل للمحافظة عليها، وهذه هي المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة.
لو لا وجود المقاومة لوهب ترامب الجنوب اللبناني الى ‘اسرائيل’
وأكد السيد نصرالله أنه لو لم يكن هناك مقاومة أو تحرير في العام 2000 كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليهب جنوب لبنان أو أجزاء منه لـ’إسرائيل’ كما فعل في القدس والجولان، مشيرً إلى أن المقاومة كجزء من هذه القوة اللبنانية الأساسية هي القوة التي يجب أن نحرص في الحفاظ عليها بكل ما تستطيع، وعندما يستهدفها الأعداء يجب أن نعرف أنهم يعملون لمصلحتهم وبالتالي مصلحتنا أن نكون أقوياء، مشدداً على أنه بجب أن نؤكد اليوم تمسكنا بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وبيان رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمس كان قويا وحاسما وواضحا وكذلك البيان الذي صدر عن قيادة الجيش اللبناني التي أعلنت الإلتزام القاطع بتحرير بقية الأراضي المحتلة.
وبالنسبة إلى ترسيم الحدود، لفت السيد نصرالله إلى أن من نقاط القوة أن هناك خلفية مشتركة بين المسؤوليين اللبنانيين، والمقاومة تدعم موقف الدولة وتقف خلفها، وكل اللبنانيين يراهنون ويثقون بتمسك الرؤساء بكامل الحدود في الأرض والمياه والثروات الطبيعية ويتطلعون إلى ثباتهم وتحملهم مسؤوليتهم التاريخية في هذا الملف، ولبنان يستند في هذا الملف إلى قوتين هي قوة الحق وقوة القوة وطالما أن الدولة تستند إلى قوة الحق وقوة القوة من المفترض أن نتمسك بحقوقنا وأن نتفاءل في إمكانية تحقيق إنتصار كبير في هذا الملف.
وفي موضوع التوطين، أشار السيد نصرالله إلى أن أهم مسألة قد يؤدي إليها المؤتمر الإقتصادي في البحرين قد يفتح الباب أمام توطين اللاجئين في لبنان وباقي الدول وهناك أرضية مشتركة على المستوى الوطني اللبناني، حيث يجمع اللبنانيون على رفض التوطين، دستوريا وسياسيا وعلى كل صعيد، وهناك أرضية مشتركة مع الأخوة الفلسطينيين على رفض التوطين والحق في العودة واليوم أصبحنا في مرحلة لا يكفي أن نقول فيها أننا ضد التوطين، لأن الخطر يقترب، داعياً إلى لقاء بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطنيين لوضع خطة لمواجهة خطر التوطين القادم واليوم يجب أن ننتبه لأن البيانات لم تعد تكفي والمطلوب وضع خطة مشتركة لمواجهة خطر التوطين.
اصرار اميركي غربي خليجي على عدم عودة النازحين السورين الى بلدهم قبل الانتخابات الرئاسية
وفي ملف النازحين السوريين، أكد السيد نصرالله أن الجميع في لبنان يجمع على ضرورة إعادة النازحين إلى بلادهم لكننا نختلف حول الوسيلة أو الأسلوب، لكن في حقيقة الأمر السبب الحقيقي هو سبب سياسي ويرتبط بالإنتخابات الرئاسية في سوريا القادمة لأن ولاية الرئيس السوري بشار الأسد تنتهي في العام 2020 أو 2021، وهناك إصرار أميركي غربي خليجي على عدم عودتهم إلى بلادهم قبل الإنتخابات الرئاسية السورية، والسبب لا علاقة له بالقضايا الإنسانية أو بالأوضاع الأمنية، وما حاول البعض في لبنان الترويج له عن أعمال قتل أو إعتقال مجرد شائعات.
وأضاف: الأسد أكد لي أنه مع عودة الجميع إلى سوريا وحاضر لتقديم كل التسهيلات، لكن المانع سياسي، متسائلا: هل يجب أن تخضع الدولة اللبنانية لهذا المانع السياسي فقط لأن أميركا والغرب وبعض دول الخليج(الفارسي) تريد ذلك؟ ما يجري في لبنان هو منع لعودة النازحين وأحد إشكال المنع هو الترهيب الذي يمارسه البعض أو الترغيب في البقاء والحكومة معنية بنقاش جاد حول هذا الموضوع بعد الإنتهاء من الموازنة.