المشهد اليمني الأول/
في مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية الرادعة للعدوان عسكرياً واستخباراتياً بثت قناة المسيرة مساء الخميس مشاهد عرضت للمرة الأولى عن عملية سلاح الجو المسير على مطار أبو ظبي الدولي.
وأظهرت المشاهد لحظات تحليق وضرب طائرة “صماد3” لمطار أبوظبي والتي تم تنفيذها في يوليو 2018، وبينت المشاهد الأضرار التي لحقت بـ TERMINAL 1 في مطار أبوظبي بعد ضربة طائرة صماد3.
وكان مطار أبوظبي قد ذكر حينها على حسابه الرسمي في تويتر أن حادثة وقعت في المطار تسببت فيها مركبة لنقل الإمدادات، ولم تؤثر على سير العمليات.
من جانبه قال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة إن أغلب العمليات التي يتم تنفيذها في عمق العدو هي موثقة من قبل الإعلام الحربي التابع للجيش واللجان الشعبية، مشيراً إلى أن على العدو أن يحسب حسابه في أن العمليات القادمة ستكون أشد إيلاما.
العميد سريع أوضح أن الجيش واللجان الشعبية أوقفوا العمليات لفترة معينة كرسالة سلام لكن تصعيد العدو لم يتوقف، مؤكداً أن أي تصعيد سيقابل بعمليات نوعية وأن الجيش واللجان الشعبية لديهم القدرة على الوصول إلى أهداف جديدة عمق العدو.
يُذكر أن رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أكد بعد أقل من شهر من العملية الموثقة نجاحها، لافتا إلى أن عملية استهداف مطار أبوظبي أسفرت عن وقوع 14 جريحاً وأحدثت تدميراً بعد أن تسترت الإمارات على خسائرها إثر العملية.
لكن دويلة الإمارات وعلى لسان مايسمى وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش نفت حدوث العملية وكذب حينها قرقاش تصريح عبدالسلام.
ومجدداً قال عبدالسلام عقب بث المشاهد لوزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش “بالمشاهد الموثقة تظهرون أنكم أكذب من في البسيطة”،مؤكدا في تغريدة له “للمرات القادمة عليكم الإقرار فورا”.
بدوره دعا عضو الوفد الوطني المفاوض، عبدالملك العجري، شيوخ دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وقف جنون محمد بن زايد قبل أن تلتهم النار كومة القش في إشارة إلى ماسيلحق الإمارات من تداعيات جراء العمليات الانتقامية للجيش واللجان الشعبية، في حال استمر عدوانها.
وقال العجري في تغريدة له “على شيوخ الإمارات أن يوقفوا جنون محمد بن زايد وإلا فإن النار ستلتهم كومة القش”، مشيرا إلى أن مقاطع الفيديو التي بثتها المسيرة لقصف مطار أبو ظبي تمثل ضربة مزدوجة؛ عسكرية واستخباراتية.
ويأتي بث مشاهد استهداف مطار أبو ظبي في وقت أعلنت فيه القوات اليمنية تنفيذ هجوم ثالث في أقل من 48 ساعة بطائرة مسيرة على مطار نجران إستهدفت منظومة صواريخ الباتريوت المضادة للصواريخ والقاعدة الجوية بالمنطقة ومرابض الطائرات التي تهاجم المدنيين في اليمن ومخازن للأسلحة في ذات المطار.
كما يأتي عقب أسبوع واحد من هجوم هو الأقوى تم تنفيذه بسبع طائرات لسلاح الجو المسير طال محطتَي الضخ البترولية التابعتين لشركة أرامكو بمحافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض، والتي تبعد قرابة 900 إلى 1000 كيلومتر، وبلغت خسائر السعودية خلال أقل من 72 ساعة قرابة 31 مليار دولار.
وأوضحت التقارير إن تلك خسائر البورصة السعودية بلغت بعد ضرب أرامكو 10 مليارات دولار وهي قرابة (2%) من القيمة السوقية الإجمالية لها والتي تقدر بـ520 مليار دولار، بحسب وكالة “رويترز”، ووفق وكالة “CNBC” الاقتصادية، فإن خسائر البورصة السعودية في اليومين الماضيين بلغت 21 مليار دولار.
الجديد والنوعي في بث قناة المسيرة لمشاهد من داخل مطار أبوظبي هو كسر التعتيم الذي تحرص عليه أمريكا وأدواتها سيما في الإمارات لتجنب أي تغيير في النشاط الإقتصادي والإستثماري، ما سيكبد الإمارات خسائر هائلة نتيجة توقف الإستثمارات هناك.
تأتي هذه التطورات المؤلمة لتحالف العدوان في ظل إستمراره بالعدوان وارتكاب الجرائم واستمرار الحصار الإقتصادي الخانق الذي فاقم من المعاناة الإنسانية حتى أطلقت الأمم المتحدة على مأساة اليمن بـ “أم الكوارث في العالم”، كما يتزامن ذلك مع مماطلة العدوان وأدواته في تنفيذ إتفاق السويد وقبول الأمم المتحدة بإعادة الإنتشار من طرف أحادي هو الجيش واللجان الشعبية في مقابل خروقات وتعنت مستمر من العدوان وأدواته في تنفيذ إي إتفاقات وقبول أي مبادرات منها مبادرة قائد الثورة بتحييد الإقتصاد.
كما يجدر الإشارة إلى أن العمليات الأخيرة إستهدفت أهدافاً مؤثرة بإقتصاد دول العدوان ولم تخفي قوات الجيش واللجان رغبتها في مزيد من عمليات إيلام العدوان من خلال أكثر من 300 هدف حيوي وعسكري سيتم إستهدافه طالما إستمر العدوان والحصار الجغرافي والإقتصادي على ملايين اليمنيين.
وشددت دول العدوان في العامين الماضيين من إستخدام ورقتها الإقتصادية متسببة بقطع رواتب مئات الآلاف من الموظفين اليمنيين ومفاقمة المعاناة الإنسانية ورفع قيمة الدولار مقابل الريال اليمني، ما تسبب بأزمة إقتصادية خانقة يموت فيها العشرات من الأطفال يومياً بسبب الأمراض والأوبئة، وكان السفير الأمريكي قد توعد الوفد الوطني في مشاورات الكويت 2016م بإستخدام ورقة إقتصادية يصل فيها الريال اليمني لقيمة لا تساو أكثر من الحبر الذي كتبت عليه، وهو التهديد المفهوم بفشل الحل العسكري واللجوء إلى أوراق ضغط أخرى بهدف تحقيق أهداف عجز عنها تحالف العدوان بدعم وإسناد أمريكي وبريطاني وفرنسي واسع.
ويتضح أن عمليات اليمنيين كانت وما زالت مشروعة وتدريجية تترك المجال لتحالف العدوان الغير مستوعب للإرادة اليمنية المتمسكة بإنتهاء زمن الوصاية، وهو ما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في مقابلةٍ له مؤخراً أن اليمن لا يريد سوى إستقلال وسيادة بدون تدخلات وإملاءات خارجية تجعله تابعاً للغير.
#مشاهداستهدافمطار_أبوظبي
المصدر: المشهد اليمني الأول