كتب / إبراهيم الوشلي
الإنجليزي “تشارلز داروين” يدعي أن أجدادنا كانوا قروداً ثم تطوروا بفعل عملية الانتقاء الطبيعي ليصبحوا بشراً، وعلماء آخرون يحتجزون القرود في زنزانات التجارب العلمية ليحاولوا تطوير قدراتها وإدراكها، ونفهم من هذا أنهم لا يؤمنون بالانتقاء الطبيعي، ولذلك تولوا مهمة التطوير بأنفسهم، وهات لك يا نظريات وبحوث وآراء لا تنتهي.
يا أخي اتركوا القرود وشأنها، وتعالوا ادرسوا حاجة مفيدة للإنسانية، مثلاً نريد دراسات عن تطور العلاقة بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي “من الخجولة وصولاً إلى الحميمية”.
أو نريد نظريات تتحدث عن تطور “غريزة الوقاحة” التي تتوارثها الأسرة السعودية عن أبيها قاطع الطريق، ونقصد هنا إخراج التطبيع إلى فوق الطاولة بعد أن كان تحتها، ثم قلب الطاولة رأساً على عقب، وبيع كل القضايا العربية والمقدسات الإسلامية بثمن بخس لا يزيد على ابتسامة صهيونية أو حضن دافئ بالكثير.
شاعر النبوءة عبدالله البردوني قال في تحديه للطواغيت: “واقرعوا فوقنا الطبول، وغطّوا خزيكم بالتصنّع الفضّاح”، وهذا يدل على أنهم كانوا يتصنعون العروبة ويرتدون أقنعة الضلال في عهده، أما اليوم فلتذهب العروبة والأقنعة والتصنع إلى الجحيم، وأهلاً بالصراحة.
وبعد كل أشكال التطبيع التي رأيناها من الكيان السعودي، لا نستغرب صمته عن العدوان الصهيوني المتواصل على إخواننا في غزة، فقناة “الحدث” منشغلة بتزيين عدوان آخر في جنوب الجزيرة العربية، وصنع انتصارات وهمية لتحالفهم الكرتوني، أما “السعودية الأولى” فهي منهمكة في تجميل ولي العهد وتلميعه، وتغطية حفلات ماجدة الرومي وأخواتها التي تُقام بكل وقاحة في “المدينة المنورة”.
فحوى ما أحاول قوله بهذه السطور الطويلة، هو أننا لا يجب أن نندهش إذا رأينا استنكاراً سعودياً وإدانات غاضبة لكل حركات المقاومة والممانعة، فكل المؤشرات تقول إن نجوى قاسم وبقية طاقم “الحدث” مستعدون لتجريم كتائب القسام وسرايا القدس، كما أن الهيئة السعودية للإذاعة والتلفزيون لن ترضى باستهداف الشعب الإسرائيلي المسالم.
وفي الإعلام الجديد ومواقع التواصل هناك جيش آخر من الأبواق السعودية يسمى “الذباب الإلكتروني”، أمثال الشيخ الدكتور “عبدالعزيز الريس” الذي سبق وأفتى بجواز أن يزني ولي الأمر على الهواء مباشرةً ولمدة نصف ساعة كاملة.
هذه الحشرات الإلكترونية لا تنشر تغريداتها إلا وفقاً لنزوات ابن سلمان، ونزوات ابن سلمان لا يمكن أن تظهر أصلاً إلا وفقاً للسياسة الصهيونية، وبهذه الحقائق يمكننا أن نتنبأ بتغريدات ناشطي المملكة، التي ستأتي رداً على عمليات المقاومة الفلسطينية، ولكن الكيان الصهيوني لا يمكنه أن يتنبأ بالمفاجآت القاسية التي يخبئها له المقاومون…وهذا هو المهم