ثبات القيادة في أحلك الظروف

930

المشهد اليمني الأول/

من أهم عوامل النصر، وأكثر متطلبات إدارة أي معركة بنجاج، ثبات القيادة، ورباطة جأشها، وعدم تأثرها بحجم قوة العدو وكثرة عدده وعدته وعتاده.. وما أعده وحشد به وجنده وسخره من موارد وطاقات وقدرات، وما استعان به من أحلاف و مرتزقه وبايعي ضمير وعباد مال و..و.. الى آخر ما هنالك.

يبدو ذلك جلياً في مواقف حرجه وتجارب حقيقة، ومعارك كثيرة عبر التاريخ الانساني كان لثبات القائد الدور الأساس والكلمة الفصل في تغيير مجرياتها ، وتقرير نتائجها النهائية، ولعل في تاريخنا الاسلامي خصوصا العصر النبوي ما يفيدنا في هذا الصدد ويغنينا عن تجارب الآخرين، فهناك معارك إسلامية شهيرة، كان المسلمون فيها قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة ، والظفر بهم من قبل عدوهم، لولا ثبات القائد ورباطة جأشه وتنزل السكينة عليه من ربه،،
معركة حنين وما جمعته هوازن وأعدته الى جانب ما تخلل صفوف المسلمين من الطلقاء وضعاف الايمان وحديثي الاسلام ، كل تلك، كانت أسباب موضوعية لهزيمة المسلمين، وفرار الكثير منهم من أرض المعركة مع تعرضهم لأول صدمة، ومواجهتم لأول جولات وصولات العدو.

وهو ما حدث بالفعل حيث فر المسلمون و انهزموا ، حتى قال قائل النفاق في تشفي واضح، بأن هزيمتهم لن يردها البحر أو كما قال… في تلك اللحظات الحرجة كان لدور وثبات القيادة كل الفضل في تغيير مجريات المعركة وتحولها من هزيمة الى نصر.. فقد ثبت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،، ونادى في الناس أو بما معناه إلي أيها الناس.. أنا النبي لا كذب … أنا ابن عبدالمطلب..فعاد إليه الخلص ولبوا نادائه، و حمي الوطيس وتغير كل شي بفضل ثباته ورباطة جأشه صلوات الله عليه و على آله وسلم.

كذلك في معركة فتح خيبر، التى كان من أهم أسباب تأخر حسمها ، غياب القائد الميداني الذي وصفه صلى الله عليه وآله وسلم، بأنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ، وأنه كرار غير فرار..ومع تواجده وثابته كان الفتح والنصر من رب العالمين.

هذه النماذج المشرقة من تاريخنا الاسلامي، تمنحنا الثقة، و تبعث فينا كشعب يمني مظلوم ومعتدى عليه وتشن ضده حرب كونية وعدوان ظالم وغير مسبوق ، تبعث فينا كل مشاعر الارتياح والاطمئنان، فلدينا قيادة تستقي ثباتها ورباطأة جأشها من أسلافها من الأنبياء والأولياء ، وتتخذ منهم أسوة وقدوة في كل الخطوات والتصرفات.

لا أقول هذا تملقاً ولا تزلفاً، وليس من باب ( نفديك بالروح بالدم يا فلان) بقدر ما أنقل حقيقية لمستها من ثنايا محيط بشري أعيش فيه، وشارع انا أحد افراده..
تبدى ذلك جليا وبكل وضوح بعد المقابلة الأخيره والحوار المطول، الذي أطل فيه سماحة السيد القائد، و ما تخلله من رسائل وصلت الى العدو قبل الصديق ، بأن الثبات ورباطة الجأش من أهم ما تتميز به قيادتنا الحكيمة،، و لتكتمل بذلك حلقة الصمود والثبات مع وجود شعب ابي مغوار..يسمى الشعب اليمني..
موعدنا النصر بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز..
ــــــــــــــــــــــــ
حميد دلهام