المشهد اليمني الأول/
أسرى بخطاه من جبهة لجبهه، ومن محفل لآخر، فعرجت روحه للسماء كالأنبياء بعد ان أوصل رسالته، رسالة القوّة والشجاعة والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة، وأعطى درساً للقادة مفاده ان يكونوا في أول الصف للدفاع عن الوطن من الغزاة والمحتلين والطامعين. انه الرئيس اليمني الشهيد صالح الصماد.
كان سياسي عميق، قائد عسكري محنك وشجاع، صادقاً للقول، مفوها في الخطابة، شاعر فصيح، يعرف من يخاطب وكيف يتحدث لكل شرائح المجتمع تحت مظلة اليمن الواحد الموحد، لا يفرق بين المذهب او الحزب او المنطقة، وإنما كان هدفه هو الدفاع والحفاظ على اليمن كل اليمن بأهله وأرضه، لم يشغله المنصب الأرفع في هذه الدنيا، فكان واحداً من أبناء الشعب اليمني المشهود لهم بالأخلاق الحميدة، أهل الإيمان والحكمة.
ومثلما كان الرئيس الشهيد قائد عسكري محنك يتنقل من جبهة لأخرى كان رجل يطرح المبادرات ويبحث عن السلام، السلام العادل والمشرّف الذي يوقف العدوان ويرفع الحصار ويحفظ لأبناء اليمن عزتهم وكرامتهم ووحدة أراضيهم، وكان رجل التوافق في الداخل اليمني، فقد احتوى الجميع بحلمه وصبره وحنكته، فكان الوطن في قلب الصماد، والصماد في قلب الوطن.
تحل الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، والشعب اليمني يقاوم العدوان السعودي الأمريكي للعام الخامس على التوالي، وعلى خطى الصماد يحقق أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية عظيم الانتصارات ضد قوى العدوان، وبعد رحيل الصماد أصبحت الأيام والليالي على قوى العدوان صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة كما وعد، تزلزل قصورهم، وتقصف مطاراتهم وموانئهم ومصافيهم ومعسكراتهم. السعودية لا تريد يمن قوي إلى جوارها، وهذا ما شهد به التاريخ، في سبعينيات القرن الماضي أراد الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي ان يكون اليمن قوي بأهله ومصادره، سيد قراره بنفسه، فاغتالته يد الغدر والخيانة السعودية بالتعاون مع عملائها ومرتزقتها في الداخل، فجاءهم الرئيس الصماد يحمل ذات المشروع، قوّة اليمن ووحدة اليمن وعزة اليمن وسيادة اليمن، ومن أرض اليمن قاوم المشروع الأمريكي الصهيوني فكان في مقدمة الصف، فاغتالته الأيادي الأمريكية السعودية الآثمة.
كان الرئيس الشهيد يفضح مؤامرات المخطط الأمريكي الصهيوني مرة تلو أخرى، في اليمن وخارج اليمن، وعندما كشف عن مشروعه (يدٌ تحمي ويدٌ تبني) هز عرش النظام السعودي الذي لا يريد سلام وقوة وسيادة وتوحد لليمن. يعتقد بن سلمان انه سينفذ وصية جده الخائن للأمة العربية والإسلامية وهي المقولة الرائجة المنسوبة إلى مؤسس المملكة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود التي يقول فيها لأولاده في وصيته لهم: «عزّكم في ذلّ اليمن وذلّكم في عزّ اليمن» وتغافل عن وصايا الرسول الكريم مع الجار، لكنه لا يعلم انه بذلك يكون قد حفر قبره بيده، فكل هذا المسار الوحشي في العدوان والحصار على اليمن وكل هذه التضحيات والدماء الطاهرة الزكية قد شكلت هزيمة نكراء لهذا التحالف العدواني ومرّغت أنوفهم في التراب.
هدف النظام السعودي ان يبقى اليمن ضعيفاً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وعلمياً لكنه فشل، بل وخسر خسارة كبرى فانقلب السحر على الساحر، ها هو اليمن اليوم للعام الخامس من العدوان والحصار يرسل رسائل للعالم أجمع وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا والكيان الصهيوني بأن اليمن سيهزمكم مجتمعين، وستأتيكم الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من حيث لا تعلمون، مخترقه تحصيناتكم، وستحلمون بالهزيمة في منامكم وحين تصبحون على زمجرة رياح النصر .. نصر اليمن العظيم والكبير.
بقلم/ محمد الوجيه