الصماد أيقونة اليمن الحديث

2355

المشهد اليمني الأول/

في مرحلة تأريخيه صعبة وخطيرة وفي وقت تشن على اليمن أقوى دول العالم وأغناها وضمن تحالف كوني عدوانا إجراميا دمر كل مقدرات البلد برز اسم الرئيس الشهيد صالح الصماد، الذي قَبل أن يتحمل مسؤولية قيادة اليمن، غير مكتفي بالوقوف متحديا لتحالف العدوان بل نظر بعين المستقبل مطلقا مشروع اليمن الحديث.

وهذا ما أثار حنق تحالف العدوان الأمريكي فسعى إلى اغتيال الرئيس ظنا منه أنه سيتمكن من هزيمة اليمن واليمنيين وسيمحو ذكره ويقضي على مشروعة، لكن كانت المفاجئة لهم فقد أصبح الصماد حزنا وغما عمليهم يتردد اسمه مع كل ضربة موجعه تنال من جبروتهم وغطرستهم، ومع كل إنجاز يتحقق على الأرض في مجال التصنيع والتطوير العسكري والمدني، أحبط مشاريعهم وخططهم لغزو اليمن والسيطرة عليه.

فقد تمثل اسم الصماد حقيقة أمام تحالف العدوان في قوة الجيش اليمني وصموده وتطويره فمنظومات صماد للطيران المسير تمكنت من ضرب عمق دول العدوان ومطاراته بما في ذلك مطارات الإمارات على بعد مسافة تزيد عن 2500 كيلو متر، بالإضافة إلى ما لم يعلن عنها أو التي يجري تطورها من أسلحة ومنظومات صاروخية تحمل اسم وروح الصماد كالتي كشف عنها الجيش اليمني مؤخرا في الذكرى الأولى لاستشهاد الصماد والتي تمثلت في الكشف صاروخ “توشكا اليمن” أو “بدر- إف” الذي صنعة العقل اليمني نسخة من الصاروخ الروسي “تتوشكا” الروسي الشهير، والذي أثبت أن اليمن بات يمتلك تكنولوجيا الصواريخ التي لا تمتلكها إلا الدول المتقدمة في العالم.

هناك قاعدة تقول إن “العظماء لا يموتون” ولا تتوقف حياتهم برحيلهم بل يبقى مشروعهم وأفكارهم ملهما للأجيال من بعدهم وها هو مشروع الشهيد الصماد لبناء الدولة اليمنية الحديثة الذي يحمل شعار “يد تحمي ويد تبني” يخطو خطواته الأولى ليرى النور، على الرغم من ضراوة العدوان وإجرامه الذي يريد أن يبقي اليمن ضعيفا مهانا تحت وصاية من خانوا قضايا الأمه ورضوا أن يكونا أتباعا خانعين للأمريكي والصهيوني على حساب قضايا أمتهم المصيرية وعزتها وكرامتها.
سيبقى الرئيس الصماد خالدا في ذاكرة اليمن وسيتردد ذكره مع كل إنجاز وخطوة تخطوها اليمن نحو الحرية والتطور والازدهار، وسنرى مشروعه الذي أطلقه أمام حشود مليونية في ميدان السبعين في الذكرى الثالثة للعدوان 26 مارس 2018 أي قبل اغتياله بأقل من شهر “يد تحمي ويد تبني” واقعا على الأرض يسير باليمن واليمنيين نحو الحرية والاستقلال وليكون لليمن وزنه الذي يستحق إقليميا ودوليا.

العالم الذين يقف صامتا اليوم أمام جرائم تحالف العدوان وحصاره وتجويعه للشعب اليمني، سنشاهد زعمائه غدًا وهم يتسابقون ليضعوا أكاليل الورد على ضريح الشهيد الصماد في ميدان السبعين حيث أطلق مشروعة، لكن ذلك اليوم لن يأتي إلا بالمزيد من الصمود وتطوير القدرات في شتى المجالات والسير في مشروع الشهيد الرئيس، فناك حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها وهي أن هذا العالم لا يعرف غير لغة القوة.

ستتذكر أجيال اليمن أن العدوان أفقدها رئيسا استثنائيا وقائدا وطنيا ورجل دولة لم يخف ولم تغيره السلطة، ومناضلا لم يرتاح يوما، ولم يعرف عيدا أو يوم عطلة إلا متنقلا بين جبهات القتال ومعسكرات التدريب متفقدا المنشئات العامة والخدمية والمواطنين، فهو من رأى مسح الغبار عن نعال المجاهدين أغلى من كل مناصب الدنيا، وهو الرئيس الذي لم يملك منزلا يأوي أولاده، كان رئيسا من الشعب ولشعب، صادقا بذل نفسه رخيصة في سبيل عزة ورفعة اليمن وهذه الأمه.
ـــــــــــــــــــــــــــ
محمد الحاضري