المشهد اليمني الأول/
أبدت وسائلُ إعلام العدوان اهتماماً كَبيراً بمشاركة القوات السودانية في الحرب على اليمن، من خلال الترويج لمغالطات تقول بأن الفريقَ أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكريّ الانتقالي كان مسؤولاً عن القوات السودانية في اليمن.
هذه المغالطاتُ تعكسُ قلقَ تحالف العدوان السعوديّ على اليمن، من الموقف الحقيقي للفريق عبدالفتاح البرهان من حرب اليمن، خُصُوصاً بعد ما ردّدت أيقونة الثورة السودانية (الكنداكة) آلاء صلاح، أمام الجماهير السودانية هتافاتٍ ثوريةً من بينها: (حرب اليمن غلطة قد قالها البرهان) مع الأخذ بعين الاعتبار، أن الجماهير الحاشدة، كانت تردّد كلمة (ثورة) بعد كُــلّ هتاف للكنداكة الشابة.
الثابتُ أن الفريقَ عبدالفتاح البرهان كان مسؤولاً عن القوات السودانية في اليمن عندما كان قائداً للقوات البرية.
وفي عام ٢٠١٨ زار الفريق البرهان القواتِ السودانية في عددٍ من الجبهات، وتأثر بما تعانيه هذه القوات من جراء مقتل عدد كبير من الجنود، وفقدان الجيش السوداني مئاتِ الجنود الذين تركتهم قواتُ التحالف السعوديّ قتلى في الجبال والأودية والسواحل، الأمر الذي زاد من تدهور معنويات الجنود السودانيين، وضعف أدائهم، وعدم قناعتهم بأن الهدفَ من مشاركتهم في هذه الحرب هو الدفاع عن أراضي الحرمين الشريفين، على نحو ما كان يردّدُه الطاغيةُ المخلوع عمر البشير.
عند عودته إلى الخرطوم، كتب الفريقُ عبدالفتاح البرهان تقريراً إلى القيادة العامة للجيش السوداني قال فيه بشجاعة ووضوح: إن (هذه الحرب ليست حربنا)، وطالب بسحب القوات السودانية من اليمن، وفحص الجانب القانوني للاتّفاق الموقّع بين الحكومة السودانية والحكومة السعوديّة بهذا الشأن، وعرضه على القيادة العامة للقوات المسلحة.
أغضب تقريرُ الفريق عبدالفتاح البرهان الرئيسَ المخلوع عمر البشير، وقرّر إعفاءَه من مهامه كقائد عام للقوات البرية وتحويله إلى مفتش عام، الأمر الذي يعني إخراجَه من عضوية القيادة العامة للقوات المسلحة.
مساء أمس أعلن الناطقُ باسم المجلس الانتقالي العسكريّ عَـدَداً من القرارات والإجراءات من بينها مراجعةُ بعض الاتّفاقيات الإقليمية والدولية، والتأكّـــد من مدى قانونيتها وخدمتها لمصالح الشعب السوداني.
واليوم قرّر المجلسُ الانتقالي إجراء استفتاء أولي على حسابه الجديد في تويتر، حول مشاركة الجيش السوداني في الحرب على اليمن؛ تمهيداً لاستفتاء آخر يجري الإعداد له بالتنسيق مع تجمع المهنيين والمكونات السياسيّة في السودان.
من واجب الجهات المختصة تكثيفُ تواصلها مع المجلس الانتقالي العسكريّ ومختلف الفاعليات السياسيّة السودانية؛ لقطع الطريق أمام حملات التضليل والتشويش التي تقومُ بها وسائلُ إعلام دول العدوان، حَيْـثُ تبدو قلقةً ومرتبكةً إزاء مستقبل مشاركة الجيش السوداني والمجلس العسكريّ الانتقالي الذي يقودُ السلطة بعد الإطَاحَة بالرئيس المخلوع عمر البشير وحزب المؤتمر الوطني الإسْـلَامي في السودان.
حسناً فعل الأُستاذ حسين العزّي -نائب وزير الخارجية- في تغريدة على حسابه في تويتر قبل بضعة أيّام، أوضح فيها أن كُــلَّ الذين تواصل معهم في السودان أكّـــدوا له (أن حربَ اليمن ليست حربنا)!!
وهكذا يجبُ أن نفعلَ جَميعاً، مع ضرورة توخّي الحذر من محاولات التحريض ضد النظام الجديد، وهو ما تسعى إليه دولُ العدوان ويخدُمُ مصالحَها.
بقلم/ أحمد الحبيشي