المشهد اليمني الأول/
ما من وعد يطلقه قائد الثورة تلميحا أو تصريحا إلا وتترجمه الفعال على رؤوس الأشهاد، وما من تحذير فيه تقام الحجة إلا ويعقبه تحرك مسؤول وعمل دقيق لا تعود فيه الخطى للوراء قيد أنملة، ذلك لأن معركتنا مع العدو مفتوحة القواعد والمعادلات، وإستراتيجيتنا راسخة على مداميك الثقة والثبات، ووسائلنا متعددة الخيارات، هذه هي فصول العام الخامس في صفحاتها الأولى، وبمفتاح باليستي، فيها من الإشارات ما فيها، ومن المحددات ما لا تحصره الألباب، ولا تحوي معالمها بصائر المتغطرسين، إذ أن شعب أعزل أحرقت سماؤه ودمرت أرضه، وحوصر من بحره وجوه وبره، وتكالبت عليه الأمم بمشاربها وألوانها، يدشن عاما خامسا بسلاح رادع من صنع يده، ويستل سيفه من غمد صبره وصموده ليفتح أذان العالم الأصم بصليل النصر وهدير المفاجآت.
مفتاح باليستي
على لسان العميد سريع كشفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية عن دخول صاروخ ” بدر_إف ” خط المواجهة، مزيحة بذلك الستار عن منظومة صاروخية باليستية جديدة ذات فاعلية تدميرية كبيرة مطلع عام خامس من معركة النفس الطويل، مستعرضا عمليات تجريبية وميدانية للصاروخ الباليستي الجديد لمن يساوره شك أو يختلجه إنكار، ولعل أبرز ما في الأمر هو حضور روح الرئيس الشهيد في مرحلة العزيمة والبأس الشديد، كون الإفصاح عن هذا السلاح يأتي تزامناً مع الذكرى الأولى لاستشهاده، وبعد اقل من شهر من وعد السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله في امتلاك بلادنا تقنيات متقدمة لتطوير القدرة العسكرية.
خصائص المنظومة
يعد نجاح القوة الصاروخية نجاحا نوعيا بامتياز، فبهذا السلاح تمكنت من صناعة وتطوير صاروخ باليستي جديد يمثل نسخة من الصاروخ الروسي توشكا وبنفس المواصفات، حيث يبلغ مدى الصاروخ 160 كم، وينفجر على ارتفاع 20متر، وتنتشر الشظايا في شعاع 350متر فيما يبلغ عدد الشظايا 14الف شظية، وقد دخل الخدمة بعمليات نوعية لم يتم الإعلان عنها مصيبا جميع تلك العمليات بدقة متناهية. إلى جانب أننا اليوم نتحدث عن صناعة يمنية للصواريخ الباليستية وعن منظومات مختلفة من الصواريخ الأخرى كدليل على ان قواتنا تمتلك مخزون استراتيجي صاروخي وهي كل يوم في تعزيز أكبر لقدراتها كماً وكيفاً، واستمرار العدوان في حربه وقتله وتدميره يعني استمرار الصناعات العسكرية اليمنية واستمرار التطوير، وهذا يعني دخول أهداف جديدة للصواريخ اليمنية من شأنها أن تؤرق مآقي تحالف العدوان.
القادم أعظم
إن هذا الإنجاز المتسارع في القدرات اليمنية وهي في ظرف عصيب لم تمر به يوما قط، يؤكد قضية اليمنيين المحقة ومظلوميتهم الصادقة، وأيمانهم أن دفاعهم عن الوطن واجب ديني ووطني وأخلاقي، وانهم بذلك يمتلكون مشروعية التحرك للدفاع عن أنفسهم وأرضهم كما كفلته الأديان والشرائع والأعراف. وأن تضحياتهم الجسيمة ما زادتهم إلا عزيمة وإصرار وتحدي على الاستمرار في تعزيز القدرة الدفاعية والإستفادة من العقول الوطنية في تحقيق ذلك الهدف. ولن يتهاون اليمنيون كما هم منذ اليوم الأول في حماية بلدهم ولن يفرطوا في كرامتهم وحريتهم وسيادتهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات، غير مكترثين لمخططات العدو وحملاته التضليلية والإعلامية التي باتت مكشوفة لعيان الطفل قبل الراشد.
(تقرير – فؤاد الجنيد)