المشهد اليمني الأول/

 

بينما فضلت معظم دول العالم متابعة الاوضاع في السودان بتأني ودون تعليق متسرع، سارعت كل من الإمارات والسعودية إلى إعلان دعمهما لحكومة عبد الفتاح برهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في هذا البلد.

 

-في الحقيقة لم يتبق من جثة “التحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن” منذ فترة طويلة سوى اسمه، ويُعرف هذا التحالف المزعوم حاليا بحضور ثلاث دول فقط وهي الإمارات والسعودية والسودان. ومن الواضح أن انسحاب السودان من هذا الائتلاف، الذي أصبح أحد المطالب الرئيسية للشعب السوداني هذه الأيام، سيكون بمثابة ضربة قوية يتعذر اصلاحها لحلم الاستيلاء على اليمن والذي يراود محمد بن سلمان ومحمد بن زايد منذ اكثر من 5 سنوات وسيؤدي الى الاعلان عن خسارة هؤلاء للحرب والخروج منها بنتيجة صفر.

 

-رغم ان الدور الجاد للدول المشاركة في الائتلاف السعودي في اليمن كان يقتصر قبل ذلك ايضا على السعودية والامارات والسودان في حين كانت مشاركة بقية الدول في التحالف اما اسمية واما هزيلة وتقتصر على ارسال القليل من القوات والمعدات العسكرية، لكن الحقيقة هي أن الإمارات والسعودية كانتا تجندان السودانيين مقابل دفع مبالغ مالية. ولا يزال يشارك حوالي 25 الف من القوات السودانية في الحرب على اليمن ويتلقى كل منهم راتباً شهريًا يتراوح بين 1000 و 1500 دولار بحسب احصائية.

 

وبالتالي فإنه من الواضح ان اعلان مشروع فشل الإمارات والسعودية في اليمن يتسارع بوتيرة غير متوقعة لو صوتّ المجلس العسكري الانتقالي السوداني لصالح انسحاب قوات بلاده من اليمن تحت ضغوط المعارضة السودانية.

 

-ورغم أن التطورات في السودان تشير إلى ان الابتعاد “السريع” للمجلس العسكري الانتقالي الجديد ورئيسه عبد الفتاح برهان عن السعودية والإمارات أمر غير مرجح، لكن شدة ضغوط المعارضة على النظام العسكري الجديد، إلى جانب تعمق وعي السودانيين في ما يتعلق بالتدخلات الإماراتية والسعودية في شؤون بلادهم (خاصة خلال الأيام الحاسمة الأخيرة)، فإن ذلك قد يجعل ابتعاد المجلس عن الرياض وابو ظبي غير بعيد المنال.