المشهد اليمني الأول/
قرابة الخمسة أشهر ومدينة الدريهمي وسكانها تحت الحصار الجائر من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم بعد أن فشلوا فشلا ذريعا في احتلالها والسيطرة عليها، حصار مطبق على مرأى ومسمع العالم أجمع، وفي مقدمتهم الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها إلى بلادنا ورئيس لجنة المراقبة الأممية، الكل يتفرج على مأساة الدريهمي التي تتفاقم يوما بعد آخر، وتزداد تدهورا مهددة حياة الآلاف من المواطنين الذين يقبعون تحت الحصار الخانق المفروض عليهم والمصحوب بقصف متقطع شبه يومي بالمدفعية والصواريخ الموجهة، ولا من بواكي على الدريهمي وأهلها.
حصار مطبق والإعلام المنافق والمجتمع الدولي الأكثر نفاقا لا ينبس ببنت شفاه، وإذا ما تحدث تجده يتحدث عن حصار تعز كما تحدث عن حصار حجور في تماه مع ما تطرحه وتروج له قوى العدوان ومرتزقته وأبواقه الإعلامية التي دأبت منذ بداية العدوان على بلادنا إلى فبركة الأحداث وتزييف الحقائق والوقائع بهدف التغطية على جرائمهم البشعة وممارساتهم اللاإنسانية في حق الملايين من أبناء شعبنا ، حيث يهربون من الجريمة الكبرى المشهودة والملموسة المتمثلة في الحصار الشامل المفروض على بلادنا أرضا وإنسانا، برا وبحرا وجوا، الحصار الذي يمنع مئات الآلاف من المرضى من السفر للعلاج في الخارج، ويحرم الآلاف من العالقين خارج الوطن من العودة إلى وطنهم وأهلهم وذويهم ، للحديث عن حصار تعز الذي تحول إلى فزاعة يتم استغلالها لشفط وحلب المنظمات والاستحواذ على المساعدات، رغم أن قوى العدوان ومرتزقته هم السبب الرئيسي في واقع الحال بمدينة تعز نتيجة تعنتهم ورفضهم تنفيذ اتفاق السويد الخاص بتعز رغبة منهم في إطالة أمد معاناة الأهالي هناك، كونهم المستفيد الأكبر من وراء ذلك ، لذلك نجدهم يتخندقون خلف كل ما يصب في جانب زيادة التوتر وارتفاع موجة العنف والصراع، والذي تحول إلى صراع ثنائي بين مرتزقة وأدوات العدوان.
محافظ الحديدة المناضل محمد عياش قحيم قدم طلبا باسم السلطة المحلية بالحديدة لرئيس لجنة المراقبة الأممية بشأن إدخال المساعدات الغذائية العاجلة للمحاصرين في الدريهمي تحت إشراف الأمم المتحدة ، بالتزامن مع إطلاق عدد من الناشطين حملة إعلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة برفع الحصار عن الدريهمي وإنهاء معاناة المواطنين المحاصرين منذ ما يزيد على خمسة أشهر وهي محاولات تهدف إلى تسليط الرأي العام الدولي على مظلومية هذه المدينة والمعاناة التي يكابدها السكان فيها والذين رفضوا مغادرة منازلهم وفضلوا البقاء فيها رغم القصف الهمجي والعمليات الهجومية الإجرامية التي تعرضت لها مدينتهم والتي أراد الغزاة ومرتزقتهم تحويلها إلى أرض محروقة بعد أن استهدفوا كافة مقومات الحياة فيها.
بالمختصر المفيد، مأساة حصار الدريهمي هي جزء من مأساة الحصار على اليمن بأكمله، وآن الأوان للتحرك الجاد والمسؤول من قبل الجميع لتسليط الضوء عليها، وخصوصا ونحن ندلف العام الخامس من العدوان، يجب أن تصل معاناة الدريهمي وأهلها للعالم، فالخطر يتفاقم، والضرر يتسع، والكل معني بالتحرك والتفاعل الجاد من أجل رفع الحصار عن الدريهمي، وليكن رفع الحصار عنها مقدمة افتتاحية لرفع الحصار الشامل عن الوطن، هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالفتاح علي البنوس