المشهد اليمني الأول/
نعم.. الشعار موقف وسلاح ؛ وصدق الشهيد القائد الذي رفع شعار الحق عاليا في زمن الصمت والتراجع الفكري والتراجع الثوري ، فحين أعلن الشهيد القائد شعار الحق حدد نتيجة هذا الصراع مسبقاً عن علم ويقين بقوة الله وتأييده ونصره للمؤمنين بالحق والعدل الإلهي وبالرغم من حجم المعارضة الكبير لهذا التوجه الثوري والقرار الذي اتخذه الشهيد القائد الا أنه استطاع أن يقدم درساً لكل النخب اليمنية وأركان النظام وأنا على يقين بأنهم اليوم قد فهموا الدرس جيدا وعرفوا الفرق بين الممكن والمستحيل والحقيقة والخداع وأدركوا جميعا بلا استثناء أن العدو هي أمريكا واسرائيل وعملاؤهم في المنطقة العربية واليمن ولأنه لم يخرج أشرا ولا بطرا وإنما كانت غايته السامية هي الإصلاح في أمة جده النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كما كان كل آل البيت الطيبين الطاهرين السباقين في اللقاء والمواجهة مع الطغاة المستكبرين وكانوا مع المخلصين من اليمانيين الشرفاء للحق أنصاراً رفعوا الشعار وأعلنوا المقاطعة لكل المنتجات الأمريكية وحددوا نقطة التحول التاريخية مسبقا ورفعوا راية النصر وأعلنوا بداية التحرر والاستقلال وسيادة القرار والعزة والكرامة وبعثوا في هذا الجيل الحياة من جديد بعد أن كانت نجحت المؤامرات في تدجين شعوب المنطقة وحولت أغلب العرب الى نعاج تسوقهم للذبح بدون أي مقاومة كما حدث ولايزال يحدث في العراق وسوريا وليبيا وقريبا مصر حيث المؤامرة مستمرة على الشعوب العربية.
بكل ثقة ويقين نستطيع أن نقول اليوم بأن الشهيد القائد رضوان الله عليه – عندما رفع شعار الحق بالصرخة في وجه المستكبرين – نجح في تحصين الشعب اليمني من الغزو والاحتلال الأمريكي لليمن بإعلانه الشعار لأول مرة في قرية من قرى مران بصعدة شمال اليمن هو دشن مرحلة جديدة من التاريخ وأعلنها ثورة عقول ليرفع مستوى وعي الشعب اليمني وشعوب المنطقة العربية ليعرفوا العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية ، حدد العدو بدقة عالية لأنه أدرك مبكراً حقيقة الصراع وطبيعة المعركة التي يخوضها المجتمع اليمني والأمة ضد قوى الاستكبار العالمي فكان السباق في المواجهة وأعلن التحدي حين صمت الجميع وخضعوا خوفاً من المواجهة.
وما هذا الصمود الأسطوري والبأس اليماني والشموخ والعزة والكرامة التي يعيشها الشعب اليمني إلا بعضٌ من نفحات كربلاء مران وشهيدنا القائد والفتية الذين آمنوا معه فزادهم الله هدى ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .. كل هذه العظمة والانتصارات والبطولات والألطاف الإلهية التي نعيشها بعضٌ من بركات تلك الدماء الطاهرة والنفوس الزكية والأرواح العاشقة لله التي أعارت الله جماجمها وبنت لها مع الله العزيز القوي القاهر صلة واعتصمت بحبل الله المتين . تلك الدماء الطاهرة التي سُفِكَتْ في مثل هذه الأيام في كربلاء مران هي دماء أطهر بشر جسدوا معنى الحياة الصادقة الذين لن نحيد عن نهجهم ولو قتلونا وحاصرونا وقطعونا قطعة قطعة وذروا رمادنا في الهواء عبثا فعن هذا الدرب لن نحيد ولن ننحرف والقرار هو القرار والخيارات محسومة إما النصر أو الشهادة.
بعد خمسة عشر عاما من استشهاد قائدنا العظيم يجسد شعبنا اليمني الوفي قيمه وقيم أصحابه الذين قضوا معه وبعد أربعة أعوام من المواجهة والصمود والثبات قدم فيها شعبنا اليمني العظيم الاثباتات أننا على نهج الحسين عليه السلام وأصحابه اليمانيين جيلاً بعد جيل .
رسالتنا الى أعدائنا الحمقى أن اعتبروا من دروس التاريخ واعلموا أن النواميس الكونية والإرادة الإلهية قد حُسمت ونتيجة هذا العدوان هي الانكسار والخسران ، ونتيجة الصمود والثبات والتضحية هي النصر والفوز العظيم ، لأعدائنا نقول ؛ تأملوا البدايات كيف كانت واستشرفوا النهايات وما بينهما علم وخبرٌ ينبئ عن خاتمة هذا العدوان ومآل كل من شارك في قتل الشعب اليمني وحصاره كمآل من شارك في قتل الشهيد القائد وحصاره والمؤمنين في الحرب الأولى ؛ عندما أعلنت أمريكا حربها علينا ونحن في شمال صعدة انتهت هذه الحروب بخسارة أمريكا وتحالفات الشر التي صنعتها ، وكذلك اليوم ووصل نور الهداية الى عموم الشعب والمجتمع اليمني في الشمال والوسط وانكسرت أفكار الضلال في كل مكان يوجد فيه للحق أنصار ، وهكذا نقول للعدو ما بعد عدوانه على اليمن والانكسار سيكون للمسيرة شأن وللهداية أعلام وما عجزنا عن إذاعته للناس بإمكانياتنا المحدودة سيهيئ الله لها الأسباب فكان عدوان العدو وبغيه علينا هو نقطة التحول لتجاوز الحدود المصطنعة والانتقال من مربع الى آخر كنا نحتاج لعقود لنتجاوزه وما تم من كشف للحقيقة هو وعد الشهيد القائد لنا في احدى محاضراته التاريخية فقد أخبرنا ذات يوم أننا في زمن كشف الحقائق سنكون من يكشف للشعوب حقيقة هذا العدو المستكبر وكيف أن العملاء العرب سينكشفون لشعوبهم وعلاقتهم بإسرائيل لن تكون علاقة سرية بل سينكشف كل شيء ويتم الفرز الحقيقي للمؤمنين والمنافقين .
لقد أوضح الشهيد القائد لنا طريقا سنفلح اذا التزمناها وسنكون في عزة وكرامة ومنعة وللنصر أسبابه وعوامله كما أوضحها السيد القائد في محاضراته وخطاباته ، وما دام لله رجال يؤمنون بالحق والعدل وينطقون به ويجسدون هذا المنهج في حياتهم وانعكس على سلوكهم كما فكرهم فإن النصر نصر الله لأنهم عبَّاد الله المؤمنين جديرون به وليس هناك أصدق من الله اذا وعد . “والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون” … صدق الله العظيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد أبو نايف