المشهد اليمني الأول/
شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ظهر اليوم السبت، في مسيرات حاشدة تجمعت في 5 نقاط قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، ضمن ما يعرف بـ “مليونية العودة والأرض”.
واعتدت قوات الإحتلال على المتظاهرين بالغزات السامة والرصاص الحي والمطاطي، ما أسفر عن استشهاد مواطنان فلسطينيان وأصيب 112 آخرين بالرصاص الحي والاختناق قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة، خلال إحياء فعاليات يوم الأرض الـ43، والذكرى الأولى لمسيرة العودة وكسر الحصار.
وأكدت وزارة الصحة استشهاد الفتى أدهم نضال صقر 17 عاماً جراء إصابته بقنبلة غاز مباشرة في وجهه شرق مدينة غزة، بالإضافة الى المواطن محمد جهاد جودت سعد 20 عاماً، الذي استشهد جراء اصابته بشظايا في رأسه شرق مدينة غزة.
وأوضحت الصحة أن الاحتلال استهدف سيارة اسعاف تابعة للهلال الأحمر شرق قطاع غزة.
يشار إلى أن عشرات الآلاف يحيون اليوم الذكرى الـ 43 ليوم الأرض والأولى لمسيرة العودة على طول السياج الفاصل شرق قطاع غزة، بشكل سلمي، فيما تقوم قوات الاحتلال بإطلاق النار والقنابل الغازية على المتظاهرين.
ويحيي الفلسطينيين يوم الأرض في 30 مارس من كلِ سنة، وتَعود أحداثه لمارس 1976م بعد أن قامت السّلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وقد عم اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، وأندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات.
ويعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الصهيوني حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الصهيونية بصفة جماعية وطنية فلسطينية بعد إحتلال الكيان للأراضي الفلسطينية وإعلانه قيام كيانه في 48م.
حركات المقاومة تحذر العدو من الإيغال بالدم الفلسطيني
وفي بيان لحماس وحركة الجهاد الإسلامي بعد اجتماعهما أكدا أن أي عدوان يستهدف مليونية الأرض والعودة سيلقى ردّاً مناسباً.
كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، دعت الشعب الفلسطيني إلى أوسع مشاركة في مليونية الأرض والعودة.
وحذّر “أبو خالد” الناطق العسكري باسم كتائب المقاومة الوطنية، الاحتلال الإسرائيلي من “التغول والولوغ بدماء شعبنا الفلسطيني”، مؤكداً أن “أية جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين السلميين، ستلقى رداً مناسباً مع حجم العدوان، وأن المقاومة ستكون حاضرة للدفاع عن شعبنا، وستوجه ضرباتها لهذا الاحتلال المجرم الذي لا يفهم سوى لغة الدم”.
وشدد على أن كتائب المقاومة الوطنية رفعت درجة الاستعداد في صفوف مقاتليها إلى الدرجة القصوى، وعاهدت المقاومة الشعب الفلسطيني “بأن تبقى كما كانت دائماً الدرع الحصين والحامية له حتى دحر الاحتلال عن أرضنا وقدسنا”.
سرايا القدس تهدّد الاحتلال إذا أوغل في الدم الفلسطينيّ
سرايا القدس من جانبها دعت الجناح العسكريّ لحركة الجهاد الاسلاميّ إلى أوسع مشاركة في ذكرى يوم الأرض في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة، وحذّرت الاحتلال من ارتكاب أيّ عدوان ضدّ الشعب الفلسطيني.
ولفتت سرايا القدس في بيان لها بمناسبة يوم الأرض إلى أن المشاركة الحاشدة رسالة صمود وتحد في وجه الإحتلال الاسرائيلي ومشاريعه، مؤكدةً أن “الشعب الفلسطيني اتخذ قراراً واضحاً بإنهاء الحصار على غزة ولن تثنيه إجراءات الاحتلال”.
مشاركات تضامنية من عدد من دول العالم
في هذه الأثناء شهد العديد من دول العالم مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين كان آخرها في سيدني وملبورن الاستراليتين، حيث انطلقت مسيرتان حاشدتان وذلك على وقع شعارات نددت بالانحياز الأميركي لإسرائيل، وبالموقف الرسمي الأسترالي الداعم للأميركيين.
وفي الولايات المتحدة تظاهر المئات في ميدان التايمز في نيويورك دعماً للفلسطينيين. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها “فلسطين حرة”، ونددوا بالقرار الأميركي بشأن الجولان السوري المحتل.
نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر البيراوي قال إن هناك تظاهرة كبيرة ستخرج في لندن أمام السفارة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن العديد من المنظمات البريطانية ستشارك في تظاهرات يوم الأرض.
كذلك، قال حسين الديراني أحد أبناء الجالية العربية في سيدني كان هناك العديد من الفعالية بمناسبة يوم الأرض أهمها بسيدني.. فيما قال رئيس الجالية الفلسطينية في النمسا منذر أبو زيد: “نعدّ لفعالية ضخمة في فيينا ونتوقع مشاركة أكثر من 3 ألاف شخص”.
وشارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة يوم الأرض في مخيّم خان دنون جنوبيّ دمشق بدعوة من الفصائل الفلسطينية. وأكد المشاركين أن تحرير الجولان يشكّل مقدّمة لاستعادة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلّة.
وفي الأردن نظّمت مسيرات حاشدة في العاصمة عمّان تضامناً مع الأسرى والأقصى وعشيّة يوم الأرض. وأكد المتظاهرين تضامنهم مع مسيرات العودة في غزة في ذكراها السنوية الأولى، ومع حق العودة للفلسطينيين في الشتات.