المشهد اليمني الأول/
أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن التحريف والانحراف هما من يهددان الهوية اليمنية الإيمانية على المستوى الروحي والأخلاقي والإيماني، مؤكدا أن التحريف يتمثل بالقوى التكفيرية التي تتحرك تحت العنوان الإيماني ولكنها تقدمه بصبغة مختلفة، مشددا على أن أهم ما رسخته الهوية الايمانية هو موقف الشعب اليمني منذ فجر الإسلام من الطاغوت والنزعة نحو نصرة الحق والتمسك بالتحرر.
وفي كلمة له بمناسبة ” جمعة رجب ” هنأ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الشعب اليمني بمناسبة جمعة رجب، ذكرى اعتناق اليمنيين للإسلام مؤكدا أهمية هذه المناسبة في ترسيخ الهوية اليمنية الإيمانية للشعب، محذرا من خطورة الانحراف الذي يهدد الهوية الايمانية تحت الكثير من العناوين.. مشيرا الى أن النظام السعودي يدعم الانحراف والتحريف في أن معا.
السيد أوضح أن القوى التكفيرية تعمل على فصل الهوية الإيمانية الأصيلة لليمنيين وربطهم بالحركة الوهابية التكفيرية التي تعادي الأمة وتكفرها، مشيرا إلى أهمية السعي للاستفادة من هذه الذكرى بما يعزز الهوية الإيمانية لشعبنا المسلم فمن نعمة الله علينا كشعب يمني أن يكون لنا مثل هذه المناسبة حيث يرتبط بها انتماؤنا للإسلام.
وقال السيد” هذه المناسبة العزيزة كان فيها دخول جماعي في دين الله أفواجا على يد الإمام علي عليه السلام، وقد بقي اليمنيون يحتفون بهذه النعمة ويتذكرونها لأنها نعمة الهدى، ونعم الله جديرة بالتذكر، موضحا أن الإيمان هو الهوية التي نبني عليها انتماءنا وقيمنا وأخلاقنا ومشروعنا في هذه الحياة، وهي أشرف هوية وبقدر ما نرسخ الهوية الإيمانية ونرتبط بها بقدر ما تتحقق لنا نتائج مهمة في واقع حياتنا في شتى المجالات.
ولفت السيد إلى أن الجانب الروحي جانب أساسي في الهوية الإيمانية، وشعبنا موصوف من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه “أرق قلوبا وألين أفئدة” وهذا الجانب المعبر عنه بلين القلوب ورقة الأفئدة له دور كبير في التأثر بهدى الله وتقبله، فالشعب اليمني مهيأ لتقبل هدى الله وقلوب اليمنيين مهيأة لتقبل هدى الله عندما تعرف الله لأنها ليست قلوباً قاسية مغلقة.
وقال السيد” التفاعل الوجداني تتجلى مظاهره في الإقبال على شعائر الله والذكر لله والجو السائد على مر الزمن في مساجد اليمن الكثيرة هو الإقبال عليها لإحياء الصلوات والأذكار، ومن هذا الجانب الروحي، المحبة للرسول صلوات الله عليه على آله، وتوقيره هو ظاهرة بارزة لدى الشعب اليمني في تعبيرات كثيرة.
وبين السيد وجود محبة ظاهرة للإمام علي عليه السلام لدى الشعب وارتباط به منذ أتى إلى اليمن وإلى اليوم، والشعب كذلك يحب رسول الله ويحب آله، ويعتبرها جزءا من التزامه الإيماني ومشاعره الإيمانية، كما أن الشعب يحب أيضا صحابة رسول الله الأخيار، وهناك الكثير من المقامات والشواهد للكثير من الصالحين في الأمة ممن يحظون بمنزلة عظيمة لدى الشعب.
كما أشار قائد الثورة الى أن الرحمة تجدها في العلاقة مع الناس بالمحبة والأخلاق والرأفة بالضعيف والمسكين والمريض، وهذه حالة ظاهرة ومنتشرة في أوساط الشعب، ولها آثار إيجابية يمتد أثرها إلى الجانب الإيماني، مضيفا” هناك نماذج أخلاقية مهمة لدى شعبنا منها العطاء والكرم والسخاء والإيثار، والأنصار هذا توجههم على مر التاريخ، لقد اهتم شعبنا بأداء الزكاة، وبالأوقاف في سبيل الله في مجالات متعددة، وهذا من الإيمان.
وأردف قائلا” عُرف عن هذا الشعب العفة والطهارة، وصيانة العرض، والتنزه عن الرذائل، وصيانة وحشمة المرأة في بيئة محافظة، في صيانة المرأة والشرف، وهذا من أهم ما يميز الشعب اليمني، واحتشام المرأة اليمنية على مر التاريخ، فالمرأة اليمنية مؤمنة تصون شرفها وعرضها وينبغي المحافظة على هذه القيم، كما أن شعبنا العزيز كان انتماؤه للإسلام على مبدأ التحرر من الطاغوت والباطل والضلال، والالتزام بنصرة الحق رغم التحديات.
كما أكد السيد أن الآباء الأوائل الذين حظوا بالتسمية الإلهية “الأنصار” تشريفا لهم لدورهم في الانتصار للإسلام ومواجهة الطاغوت، وحملهم راية الإسلام، مضيفا” هناك اليوم ما يهدد الهوية الإيمانية لشعبنا، خطران رئيسان يشكلان تهديدا فعليا لهذه الهوية هما التحريف والانحراف، التحريف لهذه الهوية حتى للمضمون الديني في شكله العقائدي والأخلاقي والتربوي وفي كل جوانبه، وأخطر من يقوم بذلك هم التكفيريون، فالتكفيريون يسعون لتحريف هويتنا الإيمانية وصبغها بطابع آخر، لكي لا يبقوا أرق قلوبا بل أكثر قسوة وتوحشا، ويحاربون الأذكار بعد الصلوات، ويحاربون المناسبات الدينية، وحاربوا حتى تلاوة القرآن الكريم وسورة يس في كثير من المناسبات.
وكشف السيد القائد استحواذ التكفيريين على الكثير من المساجد وطبعها بطابع مختلف، حتى على مستوى العلاقة بالله ورسوله، يربون على الضغائن والأحقاد، لكي لا يكون هناك تعظيم وتوقير لرسول الله بل يحسبونه شركاً، فهم وبناء على تعظيم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبيحون الحرمات ويستبيحون الدماء والأموال والأعراض، مشيرا إلى أن التكفيريون لديهم موقف سلبي من الإمام علي عليه السلام بخلاف شعبنا المحب له، مع أنهم يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله قال إن “محبة علي من الإيمان”، و”إنه منه بمنزلة هارون من موسى”، ويحاولون في نشاطهم التعليمي أن ينفروا الناس من الإمام علي، كما أن للتكفيريين موقف واضح من الحقد والكراهية على آل رسول الله وعلى من يحبهم، وهم الذين نصلي عليهم في صلاتنا، فيما موقف شعبنا اليمني هو حبهم منذ الآباء الأوائل الأنصار.
السيد عبدالملك أكد أن شعبنا يحب قرابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وهي ليست مسألة متعلقة بالشيعة فقط، فمن ثوابت المسلمين جميعا وجوب محبة آل بيت رسول الله، مشيرا إلى أن هناك مساحة كبيرة من اهتمام التكفيريين ونشاطهم التثقيفي والتعليمي يتجه إلى الكراهية والفض لآل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكذلك على الصالحين من غير آل البيت، وقاموا بهدم ونسف الكثير من معالم الصحابة والصالحين هدموها داخل اليمن وخارجها، كما أنهم يعبئون الشعب اليمن بالكراهية والبغضاء والأحقاد والعداوة الشديدة، فهم قوم لا يمتلكون الرحمة حتى مع الأطفال، فإن كنت مخالفا لهم يعتبرون طفلك ابن مشرك يجوز قتله.
وكشف السيد أن لدى التكفيرين جرأة في القتل الجماعي للناس، بالعمليات الانتحارية حتى في المساجد والسواق وأماكن التجمعات، فلا رقة لقلوبهم ولا لين لأفئدتهم وهم يشكلون خطورة في الجانب الروحي والجانب الأخلاقي، ويمهدون للتبعية، يحكمون على كل الماضين بالكفر وبالضلال، ويحرصون على ربطنا نحن اليمنيين بنجد، بمحمد عبدالوهاب النجدي، و يجعلونك تنظر إلى أكثر أبناء هذا الشعب على أنهم مجوس وروافض، يصفونهم بالكفر والشرك، ويصدرون الفتاوى بجواز قتل 24 مليون يمني مقابل بقاء من هم على ملتهم، موضحا أن التكفيريين ليسوا منسجمين مع هذا الشعب في هويته الإيمانية، فهم لديهم عُقد من الكراهية والأحقاد والبغضاء.
وأوضح السيد أن التكفيريين يشكلون تهديدا على الشعب، ومن المهم أن يكشف العلماء والمثقفون حقيقتهم، وربط الشعب برموزه، أما التهديد الثاني فهو الانحراف والابتعاد عن الالتزام الديني، فيشجعون على الفساد، تحت مسميات عديدة، مشيرا إلى أن التوجه الغربي يستهدف أمتنا في مبادئها وقيمها وأخلاقها، للقضاء على هويتها، مما يسهل له السيطرة عليها، و الإنسان إذا ما فقد هويته يضيع ويسهل السيطرة عليه، وشعبنا شعب مسلم عزيز يجب أن يربى على هذا الأساس، كما يجب الحذر من الاختلاط والمخدرات والموضات، فجميعها سلوكيات منحرفة على المستوى الأخلاقي، ويجب على شبابنا أن يتطهروا منها.
كما أشار السيد إلى أنه يمكننا أن ننطلق في الحياة حضاريا ولكن على أساس من قيمنا وأخلاقنا وأصالتنا الإيمانية، معتبرا التحريف والانحراف وسيلتان للسيطرة على الإنسان، والنظام السعودي يرعى الاتجاهين، وتجد التكفيري بخطابه الديني يخضع للضابط السعودي، وكذلك من يتحرك للإفساد الأخلاقي تجده تابعا للسعودي، مضيفا ” سمعنا في المحافظات الجنوبية من يمجد الاحتلال وغيره، لقد انفصلوا عن الارتباط الإيماني، وعن “الإيمان يمان”، مؤكدا أن حفاظنا على هويتنا الإيمانية يحمينا من السيطرة علينا والاستعباد لنا.