الرئيسية زوايا وآراء خالد اليماني ونتنياهو… صورة تلخص الحقيقة

خالد اليماني ونتنياهو… صورة تلخص الحقيقة

المشهد اليمني الأول/

 

لم نكن بحاجة لرؤية خالد اليماني وزير خارجية ما تسمى “حكومة هادي”، بجوار رئيس وزراء حكومة العدو الصهيوني في مؤتمر استعماري مشبوه، لنعرف ان مشروع العدوان على اليمن هو مشروع يتلاقى مع المشروع الصهيوني، وان التحالف العدواني، ما هو الا اداة تنفيذية للمشروع الصهيو امريكي بالمنطقة.

 

التعاون الامريكي والتواجد الاسرائيلي في غرف العمليات، والحكومة الهاربة التي يراد لها ان تكون وكيلة لوكلاء الاستعمار في السعودية والامارات، هي دلائل وليست مجرد قرائن على ان العدوان على اليمن هو عدوان امريكي صهيوني بالاساس، بينما جسد مؤتمر وارسو هذه الدلائل بشكل توثيقي معلن، ولخصت صورة اليماني بجوار نتنياهو، وبينه وبين بومبيو، موقع اليمن المتقدم في المشروع الصهيو امريكي الذي يريده العدوان لهذا البلد ان يتبوأه!

 

 

حاول اليماني عبر تغريدات بائسة ان يحيل تواجده بجوار نتنياهو الى خطأ بروتوكولي، وحاول بكذب فج ورخيص ان يوحي ان هناك مزايدات على موقف (حكومة هادي) من القضية الفلسطينية والقدس، متناسيا ان مجرد حضور مؤتمر كهذا بجدول اعمال معلن فيه دور العدو الصهيوني وبشائر اعلان التطبيع الرسمي هو جرم في حد ذاته، ومتناسيا ايضا ان فلسطين التي يطلب منا الا نزايد عليه بموقف حكومته المزعومة منها، قد قاطعت المؤتمر لان قراءتها له هي انه تصفية للقضية.

 

 

من اذن يزايد على حكومة تتحالف مع عدوان خارجي يقتل شعبها ويشرده وينشر ببلاده الدمار والخراب والمرض؟!
واي وجه يقابل به انصار هذه الحكومة المزعومة الشعب اليمني، وقد اعلنت التحالفات بشكل لا يقبل الانكار ولا الاجتهاد في التبرير وكتابة التغريدات البائسة.

 

 

مرت باليمن اكثر من محطة فرز، ولعل محطة وارسو كانت ابرزها واكثرها صراحة وفجاجة.

 

هناك يمنيون يتنصلون من مقاومة العدوان بدعوى انهم مخيرون بين فرقتين احلاهما مر!

 

ونقول لهؤلاء، ان ليس هناك فرق، بل هناك عدوان ومقاومة وعملاء وخونة، وانظروا انتم مع اي فريق، وبعد التحرير والنصر، فليكن ما يكون من حوار داخلي وتفاهمات على ارضية الوطن الحر المقاوم.

 

 

اما وانكم تخذلون الحق ولا تنصرون الباطل، فستصبحون اسوأ فئة يمنية، ولن يغفر التاريخ لكم صمتكم على العدوان والخيانة.

 

 

امريكا المنسحبة من المواجهة المباشرة بعد يقينها بقوتها الحقيقية امام القوى المستجدة والصاعدة، وعودتها للحرب الباردة وسباق التسلح والاعتماد على الوكلاء، لن تحارب من اجل حفنة مرتزقة، وانما ستتركهم لشعبهم يحاسبهم ان اجلا او عاجلا.

 

 

والاستهانة ببلدكم ووضعه في موضع غير لائق باعتباره وكيل لقوى اقليمية، هي رؤية وطنية قاصرة، فاليمن بحضارته وموقعه وموارده يمكن ان يشكل قوة اقليمية، ولا سيما بتحالفه مع قوى التحرر والاستقلال الوطني والمقاومة.

 

 

اي يمن تريدون اذن؟ يمن تابع مدين بكرسي حكمه للامريكان والصهاينة ووكلائهم في الخليج، ام يمن مقاوم مستقل ويشكل بلدا هاما وكبيرا في محور ممانع مقاوم يحترمه الصديق والعدو؟

 

 

ان غلبة النزعات القبلية على النزعة الوطنية هي من الجاهلية، والتي يجب ان يتخطاها كل حر، وهي اللبنة الاساسية في بناء يمن مستقل وقوي، وهي الامل في الخروج من مأزق تاريخي تعيشه اليمن في العقود الاخيرة.

 

 

 

في عالم مقبل على ازمات اقتصادية، لا مستقبل الا للتكتلات، وان كانت الوحدة العربية متعثرة بفعل انظمة تسعى للوحدة مع الاعداء، والوحدة الاسلامية يعيقها الطائفيون، فإن وحدة الممانعة والمقاومة هي الدرع الذي سيحمي اليمن واي بلد ينخرط بهذا المحور المقاوم، والا سيظل المترددون عرضة للسحق بين اقدام المتصارعين.

 

 

(إيهاب شوقي – كاتب عربي مصري)

Exit mobile version