المشهد اليمني الأول/
في ظل عبودية الزعماء العرب وعمالتهم المطلقة لأحقر فئة وجدت في التاريخ – اليهود الصهاينة أعداء الله عز وجل والإنسانية جمعاء، وفي ظل خيانتهم الأبدية الرخيصة لدينهم وأمتهم وتاريخهم وأرضهم، في ظل ذلك كله، تبرز الآن على وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية نبوءات يهودية لم تكن موجودة منذ آلاف السنين.
نبوءات الصهاينة الجديدة لا تتحدث عن تاريخ اليهود في صحراء سيناء ولا عن جبل الطور ولا عن فلسطين ولا عن أي من الروايات التي طالما زوروها وحرفوها عبر القرون وأضافوا إليها الكثير من الكذب والافتراء، نبوءاتهم الجديدة تتحدث عن شيء آخر تماما. اليهود حسب النبوءات الجديدة لم يتيهوا في صحراء سيناء أو مصر أو غيرها بل تاهوا في جزيرة العرب وفي مكة بالذات وتحديدا بين الركن والمقام! ويدَّعون في هذه النبوءات أن الحجر الأسود ملكا خالصا لهم، وأن الكعبة المشرفة ملكا لهم!
هذه النبوءات الجديدة ليست مجرد نبوءات، بل هي خارطة جديدة ترسم تحركات اليهود في هذه الحقبة التي نعيشها، وأكرر- هي ليست مجرد نبوءات وإنما خارطة سياسية للأهداف الصهيونية المقبلة، وقد بدأ تطبيقها فعلا، فهناك الآن من الصهاينة من يزور بلاد الحرمين مكة والمدينة لتحديد ما يصفونه بالمواقع التاريخية لتلك النبوءات! هذا الحراك الذي يقوم به الصهاينة يعني شيئا واحدا وهو احتلال الأراضي المقدسة والاستحواذ عليها، وهو احتلال لن يكون مباشرا وإنما يفرضه صهاينة بني سعود على شعب الحرمين، كما فرضه غيرهم في سيناء، وكما سيفرضه غيرهم أيضا من الزعماء الخونة الأنذال في عدد من البلاد العربية.
لا عليكم أيها الصهاينة، فالطريق أمامكم ممهدة سهلة، مهدها لكم الزعماء الأنذال، ومهدتها شعوب داجنة، فتكت بها عوامل التمزق والشذوذ والانحلال، وغدت فقط أنعاما تعيش لتأكل وتنام. أطمئنوا وتنبأوا بما شئتم، بإمكانكم أن تتنبأوا مثلا بأن الحاخام الفلاني في الزمن الفلاني هو من بنى الأهرام، وأن الأقصر أصلا مدينة يهودية! فزعامات مصر الجديدة في منتهى الخيانة والنذالة وشعبها نائم يبحث عن رغيف العيش وهشكنا وبشكنا يا ريس!! … بإمكانكم أيضا أن تدعوا بأن حلايب المتنازع عليها بين مصر والسودان هي في الأصل يهودية كان يحلب اليهود فيها أبقارهم فسميت بحلايب!! … ولا قلق فالبشير الملعون سيهز عصاه خلف الميكروفون ويقسم الأيمان المغلظة أن المنطقة هي تاريخيا لليهود وسيقسم أيضا أنه ما بيخاف إلاّ الله!! أما السيسي لعنه الله فالقضية لا تهمه من قريب ولا بعيد طالما والرز الخليجي النجس يصل إلى جيوبه وخزائنه، وأما شعب مصر؛ فهشكنا وبشكنا يا ريس !!
لا تستبعدوا أي شيء في ظل حكومات وزعامات الأنذال وفي ظل شعوبها الماجنة الداجنة، والفرصة اليوم متاحة للصهاينة أكثر مما كانت في أزهى عصورهم التاريخية، فقط عليهم أن يتنبأوا وعلى العرب زعامات وشعوب أن يحولوا تلك النبوءات إلى حقائق، هل سبق وأن رأيتم أحلاما تتحقق على هذا النحو؟
ولو انتصرت – لا سمح الله – شرعية الخونة المرتزقة في بلادنا لرأيت النبوءات اليهودية تنهال علينا كالمطر، نبوءات تتحدث أن جبال اليمن بناها اليهود، وأن سد مأرب بناه اليهود، وأن جزيرة سوقطرى هي أرض الميعاد، وأن نفط اليمن وخيراتها هو مدخرات يهودية خبأها اليهود قبل آلاف السنين، وأن باب المندب هو قناة شقها اليهود قبل نزول أبينا آدم!!
لا تستبعدوا أي شيء، فنحن في زمن المستحيل الممكن، الممكن حتما إذا حكمنا خونة أنذال، وصرنا كشعوب الخليج، وبعض الشعوب العربية، شعوبا ساقطة ماجنة لا تملك هوية ولا تحمل قضية، ترعى وتأكل كالأنعام، ولا يسكن وجدانها وهواجسها إلا قضايا البطن والفرج.
غدا سيأتي جنود وجلادو الزعماء العرب لتشريد الناس وإخراجهم من بيوتهم بحُحة أن هناك نبوءات صهيونية بأن تلك البيوت ملكٌ لليهود !!
تحية خالصة للشعوب التي وقفت ضد أخبث البشر – اليهود، وضد كل العهر والخبث الذي جمعوه عبر القرون، وبإذن الله ستحول هذه الشعوب الأبية أحلام اليهود إلى أوهام وسراب، ووجودهم إلى زوال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمال محمد الشهاري