المشهد اليمني الأول/
هل تظن أن الإنتاج الفني بتلك الصورة التقليدية التي تتخيلها، إن كنت تظن ذلك فأنت مخطئ تماما، ولمعلوماتك فأن متوسط التكلفة لإنتاج كليب واحد يصل إلى 60,000 دولار، فيما قد يتخطى الـ200,000 دولار لبعض الأعمال الفنية، حد قول أحد الملحنين والموزعين والمنتجين الموسيقيين العرب.
ليس هذا هو المهم وليس هو محور حديثي ولكني اوردته هنا للمقاربة فقط، وعلى الأغلب فان التكلفة تتفاوت تبعا لمدى النجومية التي يحظى بها الفنان وهكذا يجري في ذلك لعالم الخارجي المترهل، لكن …هنا، هنا في اليمن ولان كل شيء هو استثنائي للغاية فان المجال الفني ايضا قد ارسى دعائم مختلفة جدا في ما يتعلق بهذا المجال، ذلك بأن الكليبات الفنية المنتجة تمر بعدة مراحل معقدة وتأخذ فترة زمنية طويلة قبل خروجها للجماهير وذلك ما يجعلها أقل مواكبة للذوق الجماهيري المزاجي والمطلوب ثم انها لا تحمل تلك القيم ولا المبادئ التربوية التي ترتقي بفكر الإنسان وذوقه المرهف.
بل على العكس تعمل على مسايرة تلك الدعوات الهدمة القادمة من خلف المحيطات وتؤسس لبيئة ثقافية تتقبل كل تلك الأجندة الثقافية المدمرة للثقافة والهوية الأصيلة كل ذلك يجري والثمن هزة راس وتمايل هامة ونشوة طرب تصنعها غالباً أصوات الآلات الموسيقية المنتجة عبر برامج التوزيع والهندسة الصوتية لا تأثيرات الكلمات ولا نبار صوت الفنان، ويكون الناتج ان يبحث الفنان عن مبتغاة في الشهرة وتبحث الجماهير عن الاهتزازات والتمايل في حين يحصل المنتج الثقافي اللعين على عقول وقلوب وافكار كل اولئاك القطيع المتبعثر.
وللتتضح الصورة اكثر فأن الطبيعي أن أغلبية الفنانين والمطربين قديما كان الوحد منهم يمتلك ما يقارب الكتيبة من الموسيقيين والملحنين والمنتجين والموزعين والمهندسين والمسجلين والخبراء الفنيين وغيرهم كل ذلك لتصعد تلك المطربة أو ذلك الفنان ليلقي تلك الاغنية الجوفاء التي وصلت بذوقنا الفني الى هذا المستوى المتدني والمنحط.
وبالمقابل هكذا هو النموذج الفني الذي صنعته هذا المسيرة العظيمة في بلدي وبدون كل تلك التعقيدات المملة انتجت كل هذا الكم الهائل من الزخم العملي والسلوكي بل والوجداني الراقي الذي يعاضد بالتأكيد بناء نهضة أمة وأينما كنت في الصاروخية او في مقدمة خطوط النار في البيت بين اهلك او في المدرسة بين طلابك استاذا دكتورا طالبا اين كنت ستجد هناك ما يشبع كل نهمك الفني ويرتقي بفكرك وذوقك الى ذلك المستوى الهائل والمنشود وللمقاربة ايضا تعالوا لنلقي نظرة على احدى المقابلات الفنية مع هامة جهادية عظيمة اشعلت لهيب الحماسة والعنفوان وفجرت منابع العز في كل النفوس التي استمعت اليها بهدى القران ووحية العظيم.
قيل: إلى أين ناوي توصل بالزامل اليمني ..؟!
قال: إلى أقاصي الارض ..!!
بعد أن أصبحت ظاهرة هل حققت كل طموحاتك ..؟؟
انا لست ظاهرة, ولم أحقق طموحاتي.
الطموحات الأصل تحرير المسجد الأقصى وتحرير فلسطين ..!!
أحب الزوامل إلى قلبك ..؟؟!؟؟
قال : الذي يغيض أعداء الله..!!
هكذا إختزل كل شيء بتوفيق الله..
من قبله كان رفيقه القحوم وباقي رفاقه في الإنتاج الفني والفرق الإنشادية الهائلة كلهم في هذا الدرب السامي و هذا هو الليث الذي وضعت قوى الإستكبار العالمي لأيقونته الإيمانية الفريدة العديد من مراكز البحوث والدراسات والإنتاج المعنوي في سبيل التصدي لزئيره الإيماني الصادع بالنور والنار، هو ذلك الإنسان التي تخطف أنفاس وقاره وتواضعه وميض العدسات ولا زخارف الإطراء والإحسان.
فمن غيرهم، وهو من صنعت وتصنع كل تلك المعجزات المهولة على صدى أنغامه النورانية في كل جبهة وميدان، هو ذلك المجاهد الذي كسر كل القواعد الموسيقية وحطم كل المقامات ومزج بن الضد في النبرات، أعجوبة الفن ومقطوعة المحال وسمفونية لا تنتهي مقاماتها، وهو من مؤسسي هذا اللون الموسيقي الأصيل الحديث الزامل الأصيل.
هذا ما أدركه بفهمي البسيط لهذا المجال المعقد وليس إطراء لمجرد الإطراء وان كان يستحق ذلك فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، لكن الحق والحق أقول والفضل لله حري بكل من حمل هذا الذوق الإيماني السامي ان يصل بكل هذا الجمال الراقي الى أقاصي الارض ومرحى لكل جزء منها احتضن شيء من هذا الجمال الإلهي، فسلام الله عليكم وجزاكم الله بما أحسنتم إلينا ولأمتنا عظيم الإحسان وحسنه ثواب الدنيا وحسن الأخرة والسلام.
ـــــــــــــــــــــــــ
الباهوت الخضر