المشهد اليمني الأول/
لم يتغير الموقف العسكري في مديرية نهم شرقي صنعاء منذ ثلاث سنوات، فساحة المعركة وتطوراتها الدراماتيكية تشير إلى أن نهم، كانت ولاتزال عصية على الاختراق من قبل «التحالف» والقوات الموالية لهادي، رغم الخسائر البشرية والمادية التي ألحقت بتلك القوات في الجبهة التي ابتلعت الآلاف من عناصرها في تبابها وجبالها الشاهقة التي يتمتع من يسيطر عليها بميزة التحكم بزمام المعركة وإدارتها باقل خسارة، إلا أن «التحالف» الذي نفذت كل قدراته العسكرية فيها يدفع تلك القوات للمزيد من الانتحار في جبهة نهم الشديدة التعقيد
محرقة نهم
في ديسمبر الماضي دفع «التحالف» والقيادات الموالية له، بالمزيد من الضحايا إلى جبهة نهم، ونفذ عملية عسكرية واسعة في الحول وتبة الخزان وتبة القناصين والتباب السود وجبهة يام، وحاولت تلك القوات التقدم من محاور متعددة ولكن كالعادة قتل وجرح أكثر من 700 عنصراً من عناصر القوات المهاجمة في نهم، في منتصف ديسمبر الماضي منهم أكثر من 250 من أفراد اللواء 141، الذي يقوده اللواء هاشم الأحمر.
فشل تلك العملية غير المعلنة التي كلف «التحالف» بها اللواء طاهر العقيلي رئيس هيئة الأركان المقال والمقرب من حزب الإصلاح، وارتفاع خسائرها البشرية والمادية في عدة أيام اثار موجة سخط في أوساط القوات الموالية لهادي التي وجدت نفسها في موقع الدفاع، بعد أن فقدت مواقعها الهجومية، وكان اللافت أن قوات الجيش و«اللجان الشعبية» التابعة لحكومة «الإنقاذ» لم تتوقف عن الهجوم في ديسمبر الماضي في نهم، بل اتسع نطاق هجومها إلى مديرية صرواح والتي حققت فيها تقدم واسع واستعادت عدد كبير من المواقع العسكرية الاستراتيجية لتعيد نطاق المعركة إلى ما قبل ثلاث سنوات.
الانتكاسة العسكرية الكبيرة للقوات المدعومة من «التحالف» اثارت موجة من الاتهامات المتبادلة بين القيادات العسكرية الموالية لهادي في مأرب، ما دفعه «التحالف» إلى ضح المزيد من الأموال قبيل انتهاء العام أملاً بتحقيق تقدم ولو نسبي على الأرض، إلا ان تلك القوات فقدت المزيد من المكاسب التي حققتها في سنوات.
«نصر 3»
وعلى الرغم من فشل اللواء هاشم الأحمر وهو أصغر أنجال للشيخ عبد الله الأحمر في جبهة نهم وجبهات أخرى، إلا أن الجنرال علي محسن الأحمر حاول إبعاد اللواء طاهر العقيلي الذي ينحدر من قبيلة حاشد في محافظة عمران عن المشهد العسكري في نهم، وأوكل مهمة قيادة المعركة للأحمر الصغير، بتكليفه بقيادة العمليات العسكرية الميدانية في نهم خلفاً للعقيلي.
معركة الأحمر الصغير، تم الإعداد لها بمشاركة قيادات إماراتية وتم اختيار اسم «نصر 3» للعملية العسكرية التي كلف بها قد تكون المعركة الأخيرة له قبل عزلة والتخلص منه، فاللواء هاشم الأحمر، فشل في كافة المعارك والمهام التي أسندت إلية من «التحالف» طيلة السنوات الماضية وليس له انجاز يذكر سوى قيامه بالسيطرة على منفذ الوديعة التابع لمحافظة حضرموت وبضوء أخضر من الجنرال علي محسن الأحمر حول المنفذ إلى اقطاعية خاصة به، ورغم ترقيته إلى قائد منطقة عسكرية سادسة إلا أن الأحمر الصغير لايزال يحتفظ بعدد من النقاط العسكرية التي تفرض إتاوات ضخمة يومياً على المارين من الوديعة متجهين نحو الأراضي السعودية أو القادمين من الأراضي السعودية، ودون ذلك لم يسجل للأحمر الصغير، أي إنجاز في الجوف أو نهم طيلة العامين الماضيين.
الاحتفاظ بالعقيلي
«العربي» حصل على معلومات من مصادر استخباراتية في صنعاء، أكدت فيها أن «الجنرال علي محسن الأحمر، كلف بتاريخ 29 يناير 2019م، اللواء هاشم الأحمر بقيادة العمليات العسكرية الميدانية العمليات نصر3 في محور نهم، على أن يتم تنفيذ الخطة المقررة مع قيادة القوات المشتركة للتحالف في التوقيتات المحددة لها».
وكشفت معلومات «العربي» بأن «الجنرال علي محسن استدعى اللواء طاهر العقيلي قائد العملية الميدانية السابق الى الرياض في مسعى يهدف من خلاله إلى تحميل مسؤولية الفشل المتوقع في عملية (نصر3) لشخصية محروقة والاحتفاظ بالعقيلي لمهام أخرى».