كتب/ جميل أنعم: مجلس سياسي يُمهِّد لعاصفة الصواريخ المزدوجة .. مهام وتحديات كبرى
من صنعاء الثورة والصمود الإرادة اليمنية في 28 يوليو 2016م، تعلن تشكيل مجلس سياسي من القوى الوطنية المقاومة للعدوان وبنواة أنصار الله وحلفائه والمؤتمر الشعبي وحلفائه، مجلس سياسي لإدارة البلاد عسكرياً وسياسياً وأمنياً واقتصادياً وادارياً .. بالإستناد إلى دستور الجمهورية اليمنية .
ويأتي ذلك في إطار الرد الماراثوني المتصاعد على العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي التكفيري الإخواني العالمي لتمزيق اليمن أفقياً بجغرافيا الأقاليم وعمودياً بالشعب مناطقياً وطائفياً، وبتماهي ومشاركة الأمم المتحدة .
مجلس سياسي يتحمل مسئولية جسيمة، وسط طغيان داخلي وبغي إقليمي وظلم عالمي مدجج بأسلحة الدمار الشامل، ويمتشق سلاح التكفير الذي طال جثث الشهداء ورفات وعظام الأموات، وبصورة لم يسبق لها مثيل حتى في تاريخ الإلحاد والكفار والجاهلية .
مجلس سياسي بحاضنة شعبية عارمة إنتظرت طويلاً هذا الحدث، الذي تأجل ظهوره لأسباب منها حفظ ماء الوجه لعملاء وخونة وإقليم وعالم متفرعن متوحش مخادع مراوغ، أظهر كل عورته قبل وجهة القبيح الدميم .
مجلس سياسي وشعب وقبائل ودستور الجمهورية اليمنية، وبمشهد عدواني متعدد يريد فرض خياراته وبقاعدة “حبشي وإلا ديك” فإن مهام إستراتيجية تنتصب أمام المجلس السياسي مهام تجعل العدو الداخلي والخارجي يتخبط في دمائه وينتحر للأبد، مهام جسيمة ومصيرية وتاريخية ستغير وجه المنطقة بعون الله تعالى .
مهام من نوع تجميد إتفاقية جدة 2000م، بل وإلغائها، مهام بإعتبار كل من يتخابر مع دولة خارجية خائن طبقاً لدستور الجمهورية اليمنية وقوانين العالم، مهام من صنف إعتبار الجنوب محتل بجيوش الغزاة، مهام تعلن إقتصاد الحرب، وكل شيء للجبهة .
مهام جسيمة تُتوج بإعلان عاصفة الصواريخ المزدوجة، عاصفة صواريخ نحو العمق السعودي وأبو ظبي والدوحة مع توغل بري تكتيكي ثم إستراتيجي، تؤلم وتجرح الثعبان السعودي وتتركه لنمل وحشرات الصهاينة والأمريكان، لتقسيم تركة بني سعود بالأقلمة بفدرالية أنور عشقي بنمط الدستور الأمريكي، وانقلب السحر على الساحر .
وهناك عاصفة صواريخ الداخل نحو الجيوب المسلحة وجحور التكفير، ومُحرِقي العظام، ونابشي القبور ورفات أهل الآخرة .
وتبقى أخيراً عاصفة صواريخ الأمن الوطني والقومي تجاه مؤيدي العدوان ومن مختلف الألوان، الذين أحلوا الحرام، وحرموا الحلال، وجعلوا الخيانة والعمالة والإرتزاق رأي وثورة ووطنية بل وواجب وفرض شرعي ديني، من على منابر المساجد والمدارس والوظيفة العامة والتراب الوطني اليمني .
وبإعلان المجلس السياسي، نحن على موعد يوم جديد وشمس عهد جديد لليمن الجديد الخالي من الوصاية السعودية والهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، ومن أدوات العمالة والإرتزاق والخيانة، ومن كهنة الكفر والتكفير الإخواني الداعشي، وما على الأحزاب الكلاسيكية إلّا تحديد الموقف من القادة العملاء والإلتحاق بالمجلس السياسي كإطار للجميع.
واليمن كل اليمن يتسع للجميع أحرار وأحرار فقط، وبالوطنية اليمنية الكاملة، حسب تعريف نبراس وفنار الوطنية وضمير الوطن الحي الفقيد عبدالله البردوني والذي قال بأن “الوطنية لا تقبل التوسط، فليس هناك إلا وطنية كاملة أو لا وطنية، أما من كان نصفه وطني، فلابد أن يكون نصفه الآخر عميلاً أو خائناً، وقد تتغلب نصف العمالة على نصف الوطنية، لما للعمالة من أرباح مؤقتة” .
وقال أيضاً بأن “الوطنية الكاملة في الإنسان اليمني تتجلى بشمول قضايا الأمة على أساس وطني، حتى يحس مواطن صنعاء أن إحتلال الوديعة إحتلال لنقم أو ظفار، وإحتلال الجولان إحتلال لرازح وحجة، وإحتلال سيناء إحتلال لميدي أو الحديدة، واحتلال الضفة الغربية إحتلال لتعز أو باجل، فمن توافر له هذا الإحساس المجيد فهو وطني كامل الوطنية، بل هو الإنسان الكامل الإنسانية” .