المشهد اليمني الأول/
أكدت وسائل إعلام إسبانية أن الإصلاحات التي وعد بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لم تشهد أي تقدّم ملموس؛ فما زالت «رؤية 2030» في حالة ركود، والوضع السياسي يشهد تراجعاً كبيراً.
وذكرت صحيفة «بوبليكو» الإسبانية، في تقرير للكاتب أوجينيو جارثيا جاسكون، أن «السعودية تمرّ بعصر من التعقيدات السياسية الكبيرة بعد أربع سنوات من صعود الملك سلمان إلى العرش».
وأوضح الكاتب، وفقاً لشبكة الجزيرة الإخبارية، أن السنوات الأربع الأخيرة من تاريخ السعودية تميزت بالمغامرات المكلفة في جميع المجالات، بدءاً «بالتطهير الداخلي» في دوائر السلطة، ومروراً بتحييد باقي أعضاء العائلة المالكة، وانتهاء بالتدخل العسكري المأساوي في اليمن.
ولفت جاسكون إلى أن قضية الصحافي جمال خاشقجي دفعت ولي العهد السعودي إلى التخفيف من حدة الضغوط في بعض الجبهات. مؤكداً أن ذلك لم يغيّر أهدافه التي لا تزال هي هي، حسب قوله.
وقال: «يواصل محمد بن سلمان مغامراته في اليمن، وما زال سبباً في سقوط كثير من الضحايا المدنيين، وفي دمار هائل بالبنى التحتية والمرافق اليمينة».
واستغرب جاسكون استمرار أمريكا والأوروبيين في تقديم الدعم لمحمد بن سلمان أسلحة وغيرها في حربه على اليمن رغم هذه المأساة.
وأفاد الكاتب بأن اليمن ليس المغامرة الوحيدة لمحمد بن سلمان، حيث ارتكب الأمير السعودي هفوات في قطر والبحرين وسوريا ولبنان والعراق، دفعه إليها سعيه المتعجل لتحويل السعودية إلى قوة إقليمية مهيمنة، في انسجام وثيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف إزاحة إيران من المنطقة.
وأوضح الكاتب أن منتقدي محمد بن سلمان يتهمونه بأوجه عديدة من النقص والقصور، سواء على مستوى السياسة الداخلية أو الخارجية.
ومن بين هذه الهفوات، النهج المثير للريبة للأمير ولي العهد في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ إذ أزاحها تقريباً من أجندة جامعة الدول العربية، وحوّلها إلى قضية رمزية ودون أية أهمية. وفي المقابل، لم تعد العلاقة الوطيدة التي تربطه بإسرائيل مخفية.
وأضاف الكاتب أن الحكومة السعودية لم تعد تمسك زمام الأمور، بل غدا محمد بن سلمان يحتكر السلطة، ويستشير في ذلك بعض المقرّبين غير المنتمين إلى العائلة المالكة السعودية؛ الأمر الذي يُعدّ سابقة في السعودية منذ تأسيسها.