كتب/ الشيخ عبدالمنان السنبلي: هكذا فعل التتار (بالصراري)، فما هم فاعلون (بصنعاء) لو دخلوها ؟!!
بصراحة مازلت منذ ليلة البارحة أبحث في جعبة كلماتي عن مفرداتٍ أستطيع بها توصيف ما حصل في عزلة الصراري – محافظة تعز، و لم أجد غير ما سطر التاريخ من حكايات إقتحام هولاكو لبغداد .
فقد إمتزج فيها التطهيرٌ العرقيٌ و الإثنيٌ و المناطقي في قالبٍ واحد، قالبٍ يفوح بالحقد المركب المنتن و الذي يعكس حالة من الفجور المزمن في الخصومة و الذي يستعصي على كل قيَم الأرض و أخلاق السماء علاجه إلا بمعجزةٍ او تدخلٍ إلهي !! أي حيوانيةٍ و شهوانيةٍ هي تلك التي تجعل من الأخ يتلذذ و يتفنن بسفك دم أخيه بعد أن ظفر به ؟!! أو ما على المقدام يوم النصر أن يرعى الشجاعَ و يرحم الخوَّافا ؟!!
و هل كان فيهم مقدامٌ واحدٌ أصلاً حتى يقوم بما تمليه عليه شجاعته و رجولته من طمأنة الخائفين و إطعام الجائعين و قد خنقهم حصار أكثر من عامٍ و نيف ؟!! و هل كان فيهم كريمٌ واحدٌ فعلاً ترده مروءته و قد جمع نساءهم و أطفالهم و شيوخهم ثم يدخل عليهم شاهراً سيفه و جميعهم شاخصون بأبصارهم نحوه، فيقول : ما تظنون أن فاعلٌ بكم إذهبوا فأنتم الطلقاء .. ؟!!
لكنها هكذا هي أخلاق الجبناء إذا ما ظنوا أنهم قد ظفروا، و هكذا هي نفوس الضعفاء إذا ما حسبوا أنهم إنتصروا، فلا يجدون ما يشبعون به نفوسهم المريضة الضعيفة إلا بقطع الأعناق و سحل الأجساد و إحراق المساكن و البيوت .
أسمعت عن شرف العداوة كي ترى لخضَمِّ تقطيع الرؤوس ضفافا ؟!!
لقد دخل الحوثيون الإنقلابيون الروافض و المجوس بحسبكم، و كانوا قد تعرضوا من قبل لستة حروبٍ طاحنة، دخلوا محافظاتٍ كاملة بأسرها بما فيها العاصمة صنعاء، فلم ينتقموا لمظلمةٍ أو مقتلةٍ سابقةٍ من أحد و لم يسحلوا او يروّعوا أحداً من خصومهم أو ينكلوا به، حتى أن صُور رموزهم في الطرقات لم يتعرضوا لها أو يمسوها بأذى و ما صور الشيخ الراحل عبدالله الاحمر العملاقة التى تملأ الكثير من لوحات الدعاية و الإعلان في الطرقات الرئيسية للعاصمة إلا دليلٌ واضحٌ على ذلك.
و هكذا هي أخلاق الشجعان و إن رافق ذلك بعض الأخطاء الفردية و الغير مقصودة !! لست هنا في معرض كيل المديح لهم أو التغني بهم و لكنها الحقيقة التي لا ينكرها أحد، فليتكم أيها الجبناء تعلمتم منهم بعض أخلاقهم في الحرب و السلم !!
عموماً هذا ما فعله التتار الجدد بعزلة (الصراري) و من قبل بحق آل الرميمة و كذلك ما فعلوه في عدن و في كل منطقةٍ أخرى دخلوها ليعكسوا حقيقة نفوسهم المريضة و المتخمة بالأحقاد على الحياة ثم يطمعون بعد ذلك أن يستقبلهم المواطنون بأكاليل الورود و عقود الفل على مداخل صنعاء و هم يتوعدون بدخولها كل يوم !!