الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي تي آر تي وورلد: ولي عهد السعودية في ورطة بسبب إستمرار الضغوط

تي آر تي وورلد: ولي عهد السعودية في ورطة بسبب إستمرار الضغوط

المشهد اليمني الأول/

 

اعتبر الدكتور طارق الشرقاوي -الخبير في الاتصالات الاستراتيجية- أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ما زال في ورطة، وأنه يواجه مشاكل «أكثر من أن تُحصى»، مشيراً إلى أن صورة السعودية لا تزال تعاني بشدة على الساحة الدولية جراء مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وحرب اليمن وحصار قطر، مؤكداً أن رؤية 2030 «آخذة في الانهيار».

 

وقال الشرقاوي، في مقال نشره موقع قناة «تي آر تي وورلد» التركية: إن حملة العلاقات العامة التي أطلقتها السعودية بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي لم تؤدِّ إلى تراجع زخم هجوم الصحافة على المملكة، مشيراً إلى أنه بعد مرور 4 أشهر على اغتيال خاشقجي ما زال ولي العهد يسعى إلى تحويل مسار هذه القضية وما تلاها من كارثة في العلاقات العامة.

 

وأضاف الكاتب أن مسؤولين سعوديين يعتقدون أن الأضرار التي لحقت بسمعة المملكة وما تلاها من هجمة صحافية جراء مقتل خاشقجي هي أسوأ بعشر المرات من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، عندما تبيّن أن 15 من الخاطفين الـ 19 كانوا مواطنين سعوديين.

 

أوضح الكاتب أن النظام السعودي حاول اجتياز أزمة مقتل خاشقجي من خلال ما وصفها بـ «ممارسة بهلوانية للعلاقات العامة، بدءاً من التكتيكات التضليلية وتحويل اللوم إلى التستر، بالإضافة إلى الاندفاع المتهور من حين إلى آخر».

 

وتابع الكاتب بالقول: «في هذا السعي إلى حماية الذات، كان لدى ابن سلمان بعض الحيل في جعبته؛ فوسط ضجة كبيرة، أعلن التلفزيون السعودي عن سلسلة من المراسيم الملكية، والتي من خلالها قاموا بنقل المسؤولين إلى مواقع جديدة وأنشؤوا هيئات جديدة لصنع السياسة، والتي كانت لا يقودها سوى ولي العهد نفسه».

 

وقال الكاتب إن بعض المدافعين عن ابن سلمان كانوا يأملون في أن تتخذ الرياض خطوات ملموسة للتعامل مع الأزمة، لكن خاب أملهم بسرعة.

 

كما أن المسؤولين السعوديين المقربين من ابن سلمان مثل سعود القحطاني وأحمد العسيري اللذين يتحملان مسؤولية مباشرة عن المقتل المروع لخاشقجي، يتنقلان الآن بحرية داخل المملكة العربية السعودية، ويُعتقد أنهما مستمران في ممارسة نفوذهما داخل البلاط الملكي، وهذه الحقيقة تعزز الشكوك بأن محاكمة المتهمين بمقتل خاشقجي في المملكة ما هي إلا مهزلة كاملة.

 

ويستدرك الكاتب قائلاً: لكن هناك العديد من الأسباب التي تثبت خطأ اعتقادهم؛ أولاً: سيستمر الضغط الدولي، فـ «الكونجرس» الأمريكي الجديد مستعد لزيادة الضغط على إدارة ترمب في العديد من جوانب السياسة الخارجية، ليس أقلها دور ابن سلمان في اغتيال خاشقجي.

 

ثانياً: هناك عدد كبير من المنشورات والكتب التي كانت وستظل تشكل الوعي العام حول اغتيال خاشقجي؛ فهناك كتاب جديد كتبه 3 مراسلين أتراك على أساس تسجيلات صوتية للقتل أحدث تأثيراً في جميع أنحاء العالم. وعلاوة على ذلك، أنتجت خطيبة خاشقجي أيضاً كتاباً عن هذه المأساة، وستصدر الطبعة الإنجليزية له في أواخر فبراير.

 

ثالثاً: يرى الكاتب أن النظام السعودي سيواصل التصرف بشكل أحمق؛ مشيراً إلى أن الطريقة التي تعامل بها المسؤولون السعوديون مع فتاة سعودية هربت من أهلها كانت مروعة، فقد تحولت القصة إلى كارثة علاقات عامة أخرى، وحطمت مرة أخرى أسطورة أن ابن سلمان هو وجه الإصلاح في المملكة العربية السعودية.

 

وختم الكاتب مقاله بالقول: إن «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد لم يبلغ عمرها عامين بعد؛ لكن يبدو بالفعل أنها تنهار. وكما يقول المثل: «إنك تحصد ما تزرعه».. فهل هذا بالضبط ما يحمله المستقبل لابن سلمان؟

Exit mobile version