المشهد اليمني الأول/

 

قال الكاتب البريطاني سيمون تسيدال، إن العالم والشعب الأمريكي لم يلتفت لكوارث حرب اليمن ودعم إدارة ترامب عسكرياً للتحالف، إلا بعد فضيحة قتل اغتيال النظام السعودي للصحافي جمال خاشقجي، والتي هددت المصالح الأمريكية، وعلى أثرها تدخل بومبيو لدعم وقف إطلاق النار في أفقر بلد عربي.

 

وذكر في مقاله بصحيفة «ذى أوبزيرفر» البريطانية: «لكن ومع تخفيف الضغط عن ولي عهد السعودية المتهم بقتل خاشقجي ومهندس حرب اليمن، عادت أمريكا إلى حالة اللامبالاة، إذ توشك محادثات السلام اليمنية على الانهيار، وسط استمرار تعرض المدنيين لأخطار محدقة، متمثلة في التجويع جراء الحصار السعودي والقصف وانتشار الأوبئة، وقال الكاتب إن أمريكا لا تفعل شيئاً مفيداً في الصراع اليمني، وتكتفي بإلقاء اللوم على إيران.

 

وأكد تسيدال، أن نهج المعايير المزدوجة الذي تتبعه أمريكا واضح جداً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتاً إلى أن إدارة ترامب تبذل كل الجهود من أجل إرضاء حكومة نتنياهو اليمينية، من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإطلاق يد تل أبيب في المنطقة، وقطع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة المحاصر.

 

وذكر الكاتب: «أن شكوك أمريكا تجاه التفاعل مع العالم بعيداً عن أراضيها، أمر ليس بالجديد، وأن النزعة الانعزالية ضاربة بجذورها في العقل الجمعي الأمريكي، مشيراً إلى أن كثيراً من سكان الولايات المتحدة عارضوا الحربين العالميتين». ولفت إلى أن شعار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «أمريكا أولاً»، هو أحدث وأوضح الأمثلة على رغبة الأمريكيين القديمة بتجنيب بلادهم التدخلات الخارجية.

 

وأشار الكاتب إلى أن حنين الأمريكيين للانعزالية يتعارض مع رغبة أخرى تتمثل في إظهار ريادة أمريكا العالمية ونشر قيمها ومبادئها، كما تجلى بشكل خاص في تسعينيات القرن الماضي عند انهيار الاتحاد السوفييتي، وحملت أمريكا لواء قيادة العالم، وهو ادعاء سرعان ما ثبت أنه سابق لأوانه مع بروز الصين دولياً.

 

وتابع الكاتب، أن شكوك وطموحات أمريكا لا تزال قائمة، مشيراً إلى جولة وزير الخارجية مايك بومبيو الشرق أوسطية، والتي أتت في ضوء سحب واشنطن قواتها من سوريا، إذ يخشى السعوديون من أن يكون هذا التراجع مقدمة لانسحاب أوسع نطاقاً، خاصة أن ترامب عبّر صراحة عن رغبته في الخروج من حروب الشرق الأوسط وأفغانستان، التي تستنزف موارد ووقت واشنطن.

 

وأوضح الكاتب، أن تصريحات بومبيو خلال الزيارة، جاءت مناقضة تماماً لوجهة نظر ترامب، إذ حاول وزير الخارجية إعطاء ضمانات لدول المنطقة بأن أمريكا يمكن الاعتماد عليها، ولفت إلى أن مضمون تصريحات رئيس الدبلوماسية الأمريكية يتناقض مع التطورات الأخيرة من دعم عسكري للتحالف السعودي-الإماراتي ضد اليمن، بالتزامن مع إهمال واشنطن الكارثة الإنسانية التي يسبّبها القصف السعودي.