الرئيسية أخبار وتقارير هل يصلح غريفيث ما أفسده كاميرت..؟

هل يصلح غريفيث ما أفسده كاميرت..؟

المشهد اليمني الأول/

 

غادر المبعوث الدولي مارتن جريفيث مطار صنعاء برفقة رئيس لجنة التنسيق الأممية الجنرال الهولندي باتريك كامييرت، بعد زيارة دامت ثلاث أيام اتسمت بالغموض؛ فجريفيث الذي وصل الإثنين صنعاء، أجرى لقاءات سرية مع حركة «أنصار الله»، باستثناء لقاء وحيد معلن كان مع رئيس «المجلس السياسي الأعلى» مهدي المشاط.

 

تفيد المعلومات التي حصل «العربي» عليها، بأن زيارة جريفيث «تأتي في إطار محاولاته لإنقاذ اتفاق السويد بشأن الحديدة»، إلا أنه «قوبل بمطالب أنصار الله وتمكسها بتطبيق اتفاق السويد تطبيقاً كاملاً من دون تجزئة، وتحميل الأمم المتحدة والمبعوث الدولي المسؤولية عن تعثر تطبيق الاتفاق الذي استند إلى قرار مجلس الأمن 2451».

 

المصادر أكدت تقديم طرف صنعاء عدداً من الأدلة التي تشير إلى «ضعف كامييرت في تنفيذ اتفاق السويد فيما يتعلق بالحديدة، ووقوفه حجر عثرة أمام كل الخطوات التي قطعت في سبيل تنفيذ الاتفاق، فضلاً عن التزامه الصمت حيال التحركات التي تقوم بها القوات الموالية للإمارات وتحشيدها المستمر، كذلك استمرارها في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وقد تجاوزت 3.800 خرقاً، في ظل صمت رئيس اللجنة كامييرت وعدم تنديده بتصعيد وقف إطلاق النار من قبل تلك القوات».

 

شريم يقوم بمهام جريفيث

 

وبإيعاز من جريفيث، التقى نائب المبعوث الأممي إلى اليمن معين شريم، المكلف بالملف الاقتصادي والإنساني ومعه عدد من المستشارين في مكتب المبعوث بصنعاء، أمس الثلاثاء، الأمين العام للمكتب السياسي لـ«أنصار الله» فضل أبوطالب، حيث جرى مناقشة أسباب تعثر تنفيذ مخرجات اتفاق السويد، وخصوصاً اتفاق الحديدة، يضاف إلى خطوات تنفيذ  اتفاق تبادل الأسرى والتحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاق والممثلة برفض الجانب الإماراتي للاتفاق، وعدم كشفه عن مصير الأسرى المحتجزين لديه، ما تسبب في عرقلة الاتفاق وعدم إنجاز مراحله المزمنة، يضاف إلى مناقشة الإطار العام للحل السياسي الشامل.

 

المكتب السياسي لـ«أنصار الله» أكد على لسان أمينه العام أبو طالب، أن من أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق الحديدة «انحياز رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار باتريك كامييرت، بشكل أثر سلباً على تنفيذ الاتفاق، وذلك بمحاولته تحريف الاتفاق وجره الى سياقات خارج ما تم التفاهم عليه في مشاورات السويد»، كما تطرق اللقاء إلى الإطار العام للحل السياسي الذي سيكون محور المفاوضات القادمة برعاية الأمم المتحدة. وفي هذا السياق أكد الأمين العام للمكتب السياسي أنه «لن يكون لعبدربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر أي دور».

 

لقاء مصارحة

 

وفي ظل اختفاء جريفيث وعدم الإعلان عن أي لقاءات له مع حكومة «الإنقاذ» خلال الأيام الثلاث التي قضاها في صنعاء، عمل نائبه شريم على تغطية غيابة عن الإعلام، فالتقى عضو «اللجنة الاقتصادية العليا» رشيد بالحوم، في لقاء لم يخلو من المصارحة والعتاب للدور الضعيف للأمم المتحدة وعدم وفائها بوعودها التي سبق أن قطعتها لحكومة «الإنقاذ»، بالعمل على إيجاد حلول عاجلة للملف الاقتصادي، متجاهلة التنازلات التي قدمتها صنعاء في سبيل إعادة رواتب موظفي الدولة وإيقاف حالة تدهور الاقتصاد الوطني، وتدهور الوضع الإنساني.

 

الأيام المقبلة ستشهد مفاوضات لحل مشكلة رواتب موظفي الدولة

 

وأكد بالحوم أن «الوفد الوطني قدم رؤى وطنية مسؤولة في مشاورات السويد، وخاصة ما يتعلق بصرف الرواتب، وما زال منفتحاً على كل المبادرات التي تفضي إلى تحييد الاقتصاد وإخراجه عن مسار استغلاله كأداة حرب من قبل التحالف»، مشيراً إلى أن «الحديث عن إيرادات الحديدة من دون حل شامل وكلي للرواتب، ليس سوى تسويف واستهلاك إعلامي يغاير قرار مجلس الأمن 2451، ويساهم في زيادة حرمان موظفي الدولة ويمعن في إفقارهم».

 

واعتبرت «اللجنة الاقتصادية في صنعاء» أن ما يقوم به «التحالف من تصعيد شامل في المجال الاقتصادي، وما يمارسه من ضغوط ازدادت وتيرتها بعد السويد على البنوك اليمنية والتجار، وضغوطه على تجارة المشتقات النفطية برغم أن الأمم المتحدة ومنظماتها رفضت آليات عدن ووصفتها بالسياسية والبيروقراطية، يمثل تحدياً للإرادة الدولية والأمم المتحدة، ويؤكد عدم وجود أي نوايا للتحالف في تطبيق اتفاق السويد».

 

ووعد نائب المبعوث الأممي بإجراء مفاوضات خلال الأيام المقبلة لحل مشكلة توقف رواتب موظفي الدولة وملف فتح المطار.

 

 أين اختفى جريفيث؟

 

من المعتاد أن المبعوث الأممي يجري لقاءات مكثفة ومعلنة في صنعاء، في كل زياراته السابقة، ولكن هذه الزيارة اتسمت بالغموض والسرية الكاملة، فهل اكتفى جريفيث بمعالجة أخطاء باتريك كامييرت؟ أم أنه حاول فك شفرات اتفاق الحديدة بطريقة سرية؟ أم أنه التقى زعيم «أنصار الله» السيد عبدالملك الحوثي الذي يلجأ إليه كالعادة في حال تعثر مساعيه؟ تلك التساؤلات أكد عدد من القيادات في صنعاء، أن أجوبتها ستكون في كلمة سياسية هامة يلقيها السيد عبدالملك الحوثي خلال اليومين المقبلين، ويكشف فيها الغموض وموقف «أنصار الله» ولقاءاتها المعلنة وغير المعلنة مع المبعوث الدولي مارتن جريفيث، فضلاً عن موقف الحركة من «اتفاق السويد» والتحديات التي واجهت تنفيذه، في ظل تصلب مواقف الطرف الآخر تجاه اتفاق الحديدة ومطالبته بتسليم المدينة مع الميناء، خلافاً لما تم الاتفاق عليه.

 

(تقرير – رشيد الحداد)

Exit mobile version