كتب/ علي السراجي
لم يشخص احدا على حد علمي مشكلة الأمة العربية و الاسلامية والمجتمع الدولي ، بصراحة ووضوح بحيث لا يستطيع احد ان ينفيه او يجادله كما شخصها خطاب السيد عبدالملك يوم أمس ، فقد وضع اليد على الجرح فلا الاسلاميين ولا القوميين ولا العلمانيين قادرين على أنكار حقيقة ما ورد في خطاب السيد من فضح مؤامرات اللولبي الصهيوني الذي يسعى في الارض فساد ويحيك المؤامرات ويطوعها في صالحه كما حدث وطوع احداث ١١ سبتمبر في امريكا وغيرها من الأحداث التى تمكنه من السيطرة والاستئثار على معظم احداث العالم الاقتصادية والاجتماعيه والثقافية .
لقد شخص خطاب السيد عبدالملك الأثر والتأثير في الاستراتيجية الصهيونيه العالمية من حيث انها استراتيجية تقوم على أدوات ذات فاعلية في التمزيق الاجتماعي والمذهبي والسياسي للانظمة وخاصة في الوطن العربي ، فعلى المستوى السياسي بلغ الأثر والتأثير في الاستراتيجية الصهيونيه القدر العالي في التحكم بقادة الأنظمة العربيه والإسلامية في اُسلوب جعلهم مستانسين بهذه السياسة كونها تحمي مقاليد حكمهم او نظمهم السياسية و تعمل على أطالت إعمارها وهو ما مكنهم من نهب و استغلال الموارد والمقدرات الكبيرة والثقيلة ، الامر الذي مكن هذه الاستراتيجية من ان تحد من وجود اي مقاومات او توجهات مناهضة هو ما يكفل حرف البوصلة عن القضية المركزية وهي تحرير فلسطين الامر الذي يضمن الديمومة للكيان الاسرائيلي في المنطقة .
و على المستوى الاقتصادي تمكنة الصهيونيه العالمية من الاستئثار بمجمل المؤسسات الإنتاجية والصناعية في الغرب والشرق مما جعل لها حضورا طوعته لمحاربة اي دول ناشئة تناظل للحصول على وسائل الانتاج وان كان لأحد هذه الدول الراغبة في النمو والتطور فإنها تقوم بشن الحروب عليها ومقاطعتها ومعاقبة من يتعامل معها
على المستوى الاجتماعي فند الخطاب غاية الصهيونية العالمية في تدمير الدول وتحويلها الى مناطق جغرافيه وسكانيه متباعدة الرؤيا ومتباينة الهدف كون الصهيونية العالمية تدرك ان من اهم الاخطار التى تواجهها هي وحدة السكان والجغرافيه ولهذا تسعى كما أشار السيد الى تعميم المناطقية والطائفية والعنصرية كما هو واضح في التركيز الإعلامي الذي تتبناه في تفتيت المجتمعات واقلمتها وليس ببعيد عن احد محاولة اقلمة اليمن الى سته اقاليم وكذا ما يحصل من تأسيس لتقسيم وتفتيت في بقية الدول العربية والإسلامية ليضعف شأنها ويقل اثرها ما يجعلها غير قادرة على الحفاظ على وحدتها وهويتها ويجعلها غير قادرة على الدفاع عن القضية الفلسطينية .
و على المستوى الثقافي أشار الخطاب الى ان الاستراتيجية الصهيونية تسير في طريق تعزيز وتقوية الفكر والقيم والسلوكيات وطرق المعيشه ذات المنهجيه الأوربية لا في صورها الإيجابية و إنما في صورها السلبيه والقشريه والتى لا تتجاوز إلا الملبس والمظهر وطرق المعيشة ان توفرت ، وهو ما يخدم هذا الاستراتيجية في جعل المجتمعات ذات قيم مفرغة مادية بحتة يسودها الفوضى ، اما في حالة إكساب المعارف العلمية والبحثية والانتاجية التى تجعل المجتمع العربي ذات قيم عالية وقوية فهذا مرفوض في استراتيجيتهم الثقافية العامة .
من وجهة نظري تميز خطاب السيد بإحياء منهجية الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رحمه الله فيما زاد فيه حالة من التوضيح لمجريات الأحداث الحالية ، وبالتالي فان معظم الخطاب ان لم يكن كله قد مثل نقطة قوة في تحليل الأحداث وتقييمها كخطاب سياسي عراء الادعاءات القومية و الإسلامية التى تتغنى بها الكثير من الجماعات والمكونات والتي نجدها اليوم تدعم وتساند الاستراتيجية الصهيونيه في عدوانها على الشعب اليمني العربي والمسلم .
لأجل ذلك فان مجمل مفردات خطاب السيد وبالذات ما يتعلق بالعدوان كانت قوية ومبشرة وقائمة على إلقاء الحجة المبنية على قولة تعالي (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) وهي لغة قرآنية واضحة من يجانبها سيهزمه الله في عقر دارة ولو بعد حين كون الله سبحانة وتعالى قال (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (ولينصرنا الله من ينصره) ، كما استخدم مفردة التحذير والتأكيد عليها في مقابل الغدر الذي لا يزال سمه او صفه سابقة في الاستراتيجية الصهيونية العالمية وملامس للحاضر وقد اثبت هذه الملامسه بمشاركة الطيران الاسرائيلي في العدوان على اليمن من القاعدة الاسرائيليه في عَصّب ارتيريا اضافة الى الدعم اللوجستي الذي تقدمة لحلافئها من القوى الإقليمية لضرب اليمن واحتلال ارضه .